الديوان

في معرض زهور الخريف.. الجمال أشكال وألوان

الكواكب احتفلت بالزهر
الخرطوم – آيات مبارك
مجرد دخولنا (الحديقة النباتية) جذبنا من على البعد صوت المطرب “جمال فرفور” وهو يغني رائعة “خليل إسماعيل” (بكرة يا قلبي الحزين تلقى السعادة) وعبقتنا الأزهار بروائحها لتخرجنا من محيط الحياة وصعوبتها لتأخذنا بكل حب إلى رحمها، فالجميع هنا مستمتع بألوان الطبيعة.. المشهد ينبئ عن حب بالغ وأريحية تامة سكنت بالروح.. فثمة عاشقان غارقان في عالم آخر يرددان أناشيد الحب.. حينها تذكرت رائعة “أبو الروس” و”الكاشف” (المقرن في الصباح) (هنا يا الحبيب نجلس نروق/ وسط الزهور العاملة روق).
هذا المشهد جعلنا نوقن أننا على أعتاب تفاصيل كل الجمال خصوصاً ونحن بموطن الطبيعة الساحرة (حي المقرن) موئل السحر الآسر.. نعم فإن طبيعته ما تزال بكراً تنتزع الجميع من زخم الحياة ومطباتها وتسبي عقول العاشقين.
وهناك أيضاً ثلةٌ من طلاب الجامعة يلتقطون الصور التذكارية.. وطفلة متشبثة بأبيها عله يتحفها بتلك العروس الكبيرة والأب يعدو خلف ابنه خشية الضياع منه. وبعد أن تجاوزنا البوابة بقليل غشت أنوفنا رائحة (البحر الأحمر) وهي تقبع على منضدة إن دلت إنما تدل على العقلية الإبتكارية والإلهام.
نباتات الزينة أكثر من نوع جمعها (معرض زهور الخريف الثاني والعشرون) في كل هذا الزخم ارتأت (المجهر) أن تقطف من كل بستان زهرة حتى تنقل بعض من أريج عطر المشاركين في المعرض، فتحدث لنا “ساجد” و”محمد” وهما مزهوان بصعودهما على صهوة جوادين يحيطهما الأطفال من كل الجوانب، حدثانا قائلين: نشارك باستعراض الخيل في كل سنة، وهذه هي السنة الخامسة (لأن المعرض ما زهور بس).
أما في جناح (روضة الإخلاص الخاصة) التقينا بـ(بابا ماضي) الذي تحدث عن الروضة ودورها في غرس البهجة في نفوس الأطفال والعمل على تنمية المقدرات الفنية لديهم. أما الفنان التشكيلي “ناجي آدم التوم”، فهو مشارك دائم في معرض الزهور ومسؤول عن جناح التشكيليين، وجدنا أن لوحاته تسيطر عليها نفحة الجنوب، حدثنا قائلاً: أنا من مواليد “واو” وتربيت في “جوبا”، استخدم كل الخامات مثل (لوحات بالقهوة)، وسعيد جداً بوجودي في هذه الاحتفالية، وبجواره التقينا بالأستاذة “زهراء حامد” والتي استفادت من المواد المحلية في إخراج لوحات جميلة جداً مثل (أغصان المورينقا المجففة)، (حصى)، (رمل)، (القطن الحراري)، (ريش الطيور) و(قش أخدر) وقالت إنها تجففه بطريقة معينة وحجارة ملونة وبجوارها ابنتها الطفلة “نهال آدم” والتي تعرض بعض أعمالها الصغيرة.
وفي معرض طوافنا التقينا أيضاً بالطالبة “نهى عبد الله” التي قالت: نحن كمجموعة نأتي لمعرض الزهور في كل موسم لنستمتع ونقضي وقتاً جميلاً يبعدنا عن زحمة الحياة وهموم الدراسة، وأصبحنا لا نفرط في هذا البرنامج الجميل. أما “مياسر حسن” فقالت: أعتمد في زينة بيتي على مواسم المعرض وقد تفتح ذهني على طريقة التنسيق، والمتتبع لهذا الأمر بدقة يجد أن منزله قد تحول إلى تحفة جميلة من الزهور الطبيعية، وأنا أعتبرها ثقافة جميلة تضفي على حياتنا نوعاً خاصاً من البهجة.
 صوت عصافير الزينة وخرير المياه وبعض الأعمال الخزفية وشقشقة الطيور وهي عائدة إلى أعشاشها وأسراب الحسناوات وهن يذهبن ويجئن في الطرقات، جعلني أعود مرة أخرى لثنائية “الكاشف” و”أبو الروس” وألبسها عقداً نضيداً مع كل موعد معرض لأغني معهما قائلة: (فسحة يا سيدي انقضت وعند الأصيل لازم نعود).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية