تكريم "سيد أحمد الحسين".. خطف الزبدة من الإقصائيين!!
بقلم – عادل عبده
القصة الملحمية في تكريم الأستاذ “سيد أحمد الحسين” الأمين العام للاتحادي الأصل، خلال الأيام الفائتة بقاعة الصداقة، كانت مليئة بالضربات الموجعة والدروس البليغة في سياق محاربة العقول الجامدة والأجندة الذاتية والاستهبال السياسي المبتذل.
كانت هنالك فرمانات وإشارات قطعية من دعاة فكرة تكريم الأستاذ “سيد أحمد”، المكونة من مجموعة الخط الجماهيري وبعض القيادات الاتحادية الأخرى، فقد أصدر هؤلاء منذ البداية (فيتو) على مشاركة الذين دخلوا في قطار الحكومة، وعزلوا رموز الاتحادي الأصل وتجاهلوا الشخصيات القومية، ثم قرروا التصدق على أولاد “سيد أحمد الحسين” بدور الكومبارس في الاحتفائية.. هكذا كانت أجندتهم تقوم على العزل والإقصاء من جهة، ومن الجهة الأخرى كان مخططهم يرمي إلى كسب الإوزة الذهبية لصالح تحركهم القائم على إبراز وجودهم وتقوية شوكتهم في ساحة حزب الوسط الكبير.
هل نحن في منظمة عجائزية على أيام القرون الوسطى؟ أم نحن في حزب مفتوح يستوعب جميع المدارس والمواقف والتصورات، بل هو عبارة عن وادٍ منبسط مثلما أطلق عليه هذا اللقب الشهيد “الشريف حسين الهندي”؟!
ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.. وهكذا جاءت الريح بما لا تشتهي السفن.. فكيف حدث ذلك؟ لقد كان الرأي السائد من جحافل الاتحاديين في الضفة الثانية أن الأجندة الإقصائية لابد أن تقابل بمخطط هائل يضرب الفكرة في الأعماق ويضرم النيران على أعوادها.
بناءً على تلك المعطيات، ها هو القطب الاتحادي “محمد خير محجوب” يطلق رؤيته التي ترتكز على إغراق الاحتفائية بالحضور الكثيف لجميع طوائف الاتحاديين ومشاركة الطرق الصوفية سيما الختمية، فضلاً عن وجود الضيوف حتى تغيب ملامح أصحاب الدعوة، فقد كانت اجتماعات هؤلاء معلومة على منضدة “محمد خير”.. ومن جهته قرر الأستاذ “بابكر عبد الرحمن” المحامي المراقب العام بالحزب استخدام تصديق الاحتفائية الذي خرج باسم الاتحادي الأصل بمثابة كرت ضغط لدخول مشاركة رموز الحزب في تغيير البرنامج، فكان وجود الأستاذ “محمد سيد أحمد سر الختم” ممثل مولانا في الاجتماعات وقيامه بفتح العديد من المسارات المغلقة.. أما على صعيد أبناء الأستاذ “سيد أحمد” وهم: (هشام الزين، يوسف أحمد عثمان، عمر خلف الله، معاوية قنتي، إنعام حسن، تاج السر دياب، عادل كوبر وعادل عبده)، فقد تمثل دورهم في عدم حضور الأستاذ للاحتفائية استناداً إلى ظروفه علاوة على كسر افتخار هؤلاء بالحضور الشخصي للمحتفى به.
في الصورة المقطعية كانت الاحتفائية، إذا نجحت، تمثل زبدة من النصر المؤزر لأصحاب الفكرة.. زبدة مليئة بالنشوة والجمال، وربما تكون المعبر لهم لدخول الفضاءات البعيدة التي تمنحهم القوة والاعتبار.. لكن الحلم لم يتحقق، فقد انكسرت زجاجة السمن وتدفق السائل الأصفر المتجمد، وضاعت الفرصة الذهبية من الاقصائيين، فقد انسحب “الطيب ود المكي” الرجل المحوري في الدعوة و”أحمد علي أبو بكر”، وجلس “ميرغني عبد الرحمن” في الاحتفائية يحدق في التطورات الزئبقية.. هكذا خطفت الجحافل المناوئة الزبدة من دعاة الفكرة الاقصائيين من خلال مشاهد سريالية خاطفة، فقد كانت نوبة الختمية تعانق السماء.. فضلاً عن ذلك، اختل البرنامج المرسوم ولم يحضر “سيد أحمد الحسين”، وانسحب دهاقنة الدعوة.
كان مولانا “موسى الحسين” شقيق الأستاذ “سيد أحمد” نجماً لامعاً في الاحتفائية، خاطب المشاعر والأحاسيس والعقول معاً.. جاء من المملكة العربية السعودية بتكليف من مولانا “محمد عثمان الميرغني” ليخاطب المناسبة، بل كان رأي مولانا تكريم “سيد أحمد” في جنينة السيد “علي الميرغني” لولا ضيق الزمن.. حضر “موسى الحسين” سريعاً تحفه الدعوات لإنقاذ الموقف العصيب، فكان البلسم الشافي تسنده كرامات “الحاج موساب الأبرار”.