الوساطة الأفريقية ترجئ مناقشة ردود الحكومة وقطاع الشمال في مفاوضات "أديس"
اجتماع عاصف بين “عرمان” وقيادات حركات دارفور
الخرطوم ـ أديس أبابا ـ مي علي
أجلت الوساطة الأفريقية الاجتماع الذي كان من المتوقع أن يلتئم في ليل (الأحد) بين وفد الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال، لتوقيع اتفاق الإطار العام للتفاوض إلى صباح اليوم (الاثنين). وأكدت مصادر من مقر التفاوض أن ضغوطاً كبيرة تمارس على وفد الحركة الشعبية، بغية عدم التوقيع على الاتفاق الإطاري الذي يتضمن قضايا زمنية وإنسانية.وقال المصدر إن ساحة التفاوض شهدت حركة نشطة لوفود دبلوماسية أجنبية وحركات دارفور المسلحة لإثناء وفد الحركة الشعبية عن التوقيع على الاتفاق، لافتاً إلى أن تسريبات أفادت بأن حركات دارفور هددت “عرمان” بفض التحالف في حال قيامه بتوقيع الإتفاق الإطاري.كما أفادت مصادر أخرى بمقر المفاوضات بأن مستشارين لوفد الحركة الشعبية قدموا من السودان، طلبوا من رئيس وفد الحركة التمهل لمراجعة ورقة الحوار الوطني حتى تكون ملزمة عند توقيعها.وشهد فندق (ون موون) بوسط العاصمة الإثيوبية “أديس أبابا” اجتماعاً عاصفاً لياسر عرمان وقيادات من حركات التمرد الدارفورية الذين شرعوا في الوصول لأديس، وانفض الاجتماع بعد ملاسنات حادة واتهامات متبادلة على خلفية اقتراب قطاع الشمال من التوقيع على اتفاق إطاري مع الحكومة.وأبلغ “أحمد تقد لسان” القيادي بحركة “عبد الواحد محمد نور” و”مني أركوي مناوي” “عرمان” بحسب مصادر، باعتراضهم على أي مشروع للاتفاق وأن الجبهة الثورية قد تفض حلفها مع قطاع الشمال. وبحسب المصادر نفسها فإن “عرمان” نقل لحركات دارفور التزامه بعدم التوقيع على اتفاق إطاري ما لم يشمل دارفور.وقال مقربون من قطاع الشمال إن “ياسر عرمان” رئيس وفد التفاوض من جانب المتمردين عقد اجتماعاً أمس (الأحد) مع دبلوماسيين أمريكيين بأديس أبابا نصحته خلالها “واشنطن”، بعدم التوقيع على اتفاق إطاري يمهد للسلام بالنيل الأزرق وجنوب كردفان، ولكن نائب رئيس وفد المتمردين د. “أحمد عبد الرحمن سعيد” نفى علمه بالاجتماع، فيما قال “مبارك أردول” الناطق باسم وفد قطاع الشمال، إن اللقاء تشاوري وجرى وفق ترتيبات مسبقة، رافضاً التعليق عما دار فيه.وكانت سكرتارية الآلية الأفريقية أبلغت الوفد الحكومي في مفاوضات المنطقتين بتأجيل الاجتماع الذي كان مقرراً له الخامسة من مساء أمس (الأحد) دون أن تكشف عن تفاصيل ومسببات التأجيل. ولم تستبعد مصادر بالوساطة أن تأجيل اجتماع الوساطة والوفدين المقرر اليوم تم بطلب من الحركة الشعبية على خلفية اجتماع “عرمان”، بمبعوثين من مكتب المبعوث الأمريكي وخلافات مع حركات دارفور.من جانبه أكد الوفد الحكومي في المفاوضات التزامه بالبقاء في المفاوضات من أجل مصلحة مواطني المنطقتين، موضحاً أنه سيتعامل مع تطورات الموقف وفق الترتيبات التي تضعها الوساطة الأفريقية.