شهادتي لله

إدارة أعمال.. أين يعملون ؟!

‭}‬ الذي يتابع إعلانات الجامعات والكليات (الخاصة) بالفضائيات والصحف السودانية يسمع ويقرأ تنويهات متكررة عن وجود مقاعد (شاغرة) لدراسة تخصصات تبدأ بالطب والصيدلة ولا تنتهي بإدارة الأعمال واللغتين العربية والإنجليزية!
‭}‬ إدارة الأعمال هي أكثر التخصصات توفراً، ويبدو أنه أيسر على أصحاب الكليات وأسرع عائداً، وأوفر ريعاً ، حيث لا يحتاج لتجهيزات غير بضع قاعات وأساتذة، فلا معامل ولا ورش ولا تطبيقات .
‭}‬ هل السودان بحاجة إلى عشرات الآلاف من خريجي إدارة الأعمال في المحاسبة، المصارف، المكتبات، التأمينات، الإعلام والعلاقات العامة، الفندقة والطيران وغيرها من المجالات التي لا يجد حملة شهاداتها في نهاية المطاف سوى فرص عمل محدودة للغاية، لا تتناسب والكم الهائل من الخريجين والطلاب القادمين بالآلاف؟
‭}‬ هذا الواقع (الفوضوي) أو فلنقل غير المنضبط ، ينم عن غياب منهج وسياسات صارمة ومطبقة تحكم قطاع (التعليم العالي) وتجعله مقترناً بحاجات البلاد في التنمية وسوق العمل.
‭}‬ فلتشجع الوزارة إنشاء معاهد وكليات فنية وحرفية عليا، وليس المزيد من كليات الدراسات النظرية التي تخرج عشرات الآلاف من (العطالى) سنويا، لا يجد قلة منهم عملاً إلا في قيادة (الركشات) و(الأمجاد)، أما الأغلبية فيضربهم الملل والسأم والإحباط، ويقع بعضهم ضحايا لعصابات ترويج المخدرات وأقراص الهلوسة، أو الهجرة إلى بلاد المجهول باعتبار أن أي وضع هناك أفضل من المكوث بهذا البلد.
‭}‬ بلادنا تحتاج لتقنيين وفنيين في مجالات الطرق والجسور والتشييد، الكهرباء، المياه، الحدادة، السباكة والمجاري، شبكات الصرف الصحي، الصناعات الصغيرة، النجارة، التمريض والتدريس.
‭}‬ لا بد من ضبط وتوجيه (تصاديق) الكليات وفرض التخصصات والمناهج عليها، وإلا فأوقفوا هذا (البزنس).
//

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية