المجانين . . الضغوط واحدة في كل مكان!!
كثيراً ما تصادف في شوارع “برلين” أو مطاعمها من يتحدثون لأنفسهم، ضربهم الجنون وفتكت بهم الأمراض النفسية، والسبب إدمان الكحول والمخدرات أو تأثيرات ضغوط الحياة الاقتصادية والاجتماعية الثقيلة.
قد يبدو المشهد غريباً للبعض أن تجد (شحادين) في السعودية أو الإمارات أو قطر، وليس بالضرورة أن يكونوا من الأجانب، أو تقابل مجانين في “لندن” أو “برلين” أو “باريس” من مواطني أغنى بلاد أوربا!!
الأمر ليس حكراً على السودان الذي زادت فيه أعداد المرضى النفسانيين بأرقام كبيرة خلال السنوات الأخيرة، كأحد إفرازات سياسة (الاقتصاد الحر) وانتشار المخدرات وحبوب الهلوسة التي تم ضبط مئات الملايين من أقراصها في حاويات بميناء “بور تسودان” قبل عدة أشهر، وفشلت الشرطة والأجهزة الأمنية المختصة في الوصول والقبض على المتهمين (الرئيسيين) المهربين لشحنة الموت، فقيد الاتهام ضد متهمين (ثانويين) باعتراف الجهات المختصة. تماماً كقضية اغتيال أستاذنا الراحل “محمد طه محمد أحمد”، فمن مول واستجلب القتلة (المنفذين) ومن خطط للجريمة ومن أشرف عليها ثم اختفى من المسرح بدون إدانة ؟!!
ضغوط الحياة واحدة في كل مكان، بما في ذلك دول يدرس.. ويتعالج.. ويسكن مواطنوها بالمجان!! فكلما ارتفع إيقاع (الماديات) في مجتمع من المجتمعات، تكاثرت المشكلات وتعقدت، فأنشبت أظفارها على الأفراد بمختلف الأعمار، وتبدت للعيان آثار المرض وأعراضه. ولهذا أسس الإسلام لمشروع (التكافل الاجتماعي) ليكون (أصلاً) في عمل الدولة، وليس (ملحقاً) فرعياً كما نرى الآن في برامج حكومتنا لدعم الفقراء (بمئة ومئتين جنيه) قد تصل للبعض . . وقد لا تصل، أو من خلال زيارات (رمضانية) محدودة لقيادة الدولة لبضعة عشرات من الرموز في بلد سكانه أكثر من (ثلاثين مليون فقير)!! أو من خلال قوائم دعم (ديوان الزكاة) الذي لا يلمس له أحد في بلادي – غير إدارته وموظفيه – أثراً واضحاً في ردم الهوة الشاسعة بين احتياجات المواطنين (الأساسية) ودخولهم الشهرية.
تعقيدات الحياة . . البيروقراطية القاتلة . . الاكتئاب الذي يعاني منه ملايين الشباب . . والشيوخ ممن بلغوا أرذل العمر، وغياب الغطاء (الأسري) هي من عوامل ذهاب العقل في أوربا.
الفقر.. الإحباط.. المخدرات وحبوب الهلوسة هي بعض مسببات الجنون في بلادي.
حمانا الله وإياكم.
{جمعة مباركة.