حوارات

اللواء شرطة "الوليد أحمد علي" مدير إدارة المرور السريع لـ(المجهر)

حوادث السير بالبلاد منخفضة مقارنة بالنسب العالمية.. ولا توجد محاباة للنظاميين فالقانون يطال الجميع!!
الخمر والموبايل وصغر سن السائق.. مخالفات تقود إلى الموت عبر الطرق السريعة!!
رقابة رجال المباحث للطرق حفاظاً على أرواح الركاب!!
تجاهل السائقين للبيانات المسجلة على الإطارات يتسبب في ازدياد الحوادث!!
نحتاج إلى طرق قومية آمنة تسع حركة المركبات العامة والنشاط التجاري المستمر!!

شهدت البلاد خلال الفترات الماضية وقوع الكثير من حوادث السير بالطرق القومية حصدت كثيراً من الأرواح.. منها ما يتعلق بالإهمال والسرعة الزائدة والتخطي غير السليم، ومنها ما هو مرتبط بالسائق نفسه وقدرته في التحكم بالمركبة.. والكثير من الأسباب ترجع إلى الطرق ورداءتها و(الحُفر) الكثيرة داخل الطرق الأسفلتية أو في (الزلط)، وبات وقوع الحوادث المأساوية أمراً مزعجاً، وقد يكون بصورة يومية، مما شكل هاجساً لدى السودانيين نظراً لكثرة وقوعها مؤخراً.. (المجهر) حملت الكثير من التساؤلات ووضعتها أمام منضدة الجهات المختصة علها تخرج بإفادات وتحليلات حول مسببات وقوع الحوادث المرورية، فجلسنا إلى اللواء “الوليد أحمد علي” مدير إدارة المرور السريع الذي أجاب عن استفساراتنا كافة.. وأدناه التفاصيل.
حوار – الشفاء أبو القاسم
{ تزايدت حوادث السير مؤخراً بشكل لافت للأنظار.. في رأيك ما هي أسباب تكرار وقوع الحوادث في شوارع المرور السريع؟
– الحوادث بصورة عامة التي تحدث الناس عنها كثيراً لها ركائز تبنى عليها، أساسها السائق نفسه إضافة إلى مسألة الطريق والمركبات بصورة عامة، وأهم ركيزة كما ذكرت تتعلق بالسائق نفسه، لكن لا بد من شرح وتوضيح هذه الأسباب، ونقول يجب أن توضح الأسباب في ذلك، فإذا قلت السائق فإن انشغاله بـ(الموبايل) عند القيادة والمهاترات مع الركاب أو الإهمال وعدم الانتباه يؤدي لارتكاب حادث.
أما المشاكل المتعلقة بالطريق فهي تنجم عن وعورتها وضيقها ووجود (حُفر) في الطريق، مع ذلك هناك عدم تركيز السائق في القيادة، وقليل من السائقين متمرسون، فالسائق الذي لم يتجاوز عمره الثلاثين أو الخامسة والثلاثين يكون غير مؤهل ولا يملك الملكة الكافية للقيادة، إضافة إلى السرعة الزائدة لبعض السائقين وهذا الشيء له مخاطر كثيرة قد تفقد العربة توازنها، خاصة أن السائق المتهور لا يقدر مشاكل الطريق من ضيق ووعورة.. وهنالك بعض السائقين يقومون باحتساء الخمر، وبالتالي تؤثر على العقل وتجعله غير ملتزم بقواعد المرور التي من ضمنها التخطي في الوقت المناسب دون تهور.
أما بالنسبة للمركبات فقد تكون مسبباتها للحوادث جزئية أو نوعية مثل الشاحنات.. وتوضيحاً لما سبق، فهنالك بصات سفرية معمرة وقديمة وأخرى شبه متهالكة، كما أن هنالك سيارات جديدة.. فإذا أجريت مقارنة نجد أن العربات المعمرة يقال عنها علمياً وميكانيكياً لديها معضلات كثيرة قد تتعطل إطاراتها أو تكسر ضراعتها، وينتج عنها عطب مفاجئ.. وكذلك الإطارات إذا لم تكن جيدة فهي غالباً ما تنفجر وتؤدي لانقلاب السيارة.
وأيضاً من مسببات الحوادث الحمولة الزائدة، بالإضافة إلى الشاحنات التي تقف في الطريق لعدم مقدرة السائق على توقيفها أسفل الطريق، والسبب الحمولة الزائدة، ويضطر السائق لإيقاف العربة على شارع الأسفلت، وهذا الشيء إذا كان نهاراً لا يترتب عليه ضرر عكس الليل، فقد يحدث ضرر كبير لعدم وجود علامة توضح أن العربة غير متحركة.
 أما فيما يتعلق بمشاكل الطريق، فقد قمنا بتنظيم حملة تجاوزت (1000) كيلو على مستوى الولايات، وقد لا تكون بمستوى أو مواصفات واحدة تتضمن الشوارع الضيقة والمتأثرة بعوامل الطبيعة والأشجار الكثيفة التي تعمل على حجب الرؤية والزحف الصحراوي.. وهذه أسباب مباشرة تؤدي إلى الحوادث.
{ هل هنالك تنسيق بينكم والهيئة القومية للمواصفات فيما يتعلق باستيراد إسبيرات العربات والإطارات التي تتناسب مع طبيعة السودان؟
– هيئة المواصفات والمقاييس تفيد ولا تفيد، ولا شيء يأتي عبر الموانئ ولا يمر عبر المواصفات وجاء بطريقة رسمية.. ونحن للأمانة نقول ولا ننكر أن هنالك شركات تتفاوت في جودتها.. هذا شيء معروف.. ونحن لا نعير هذا الأمر اهتماماً، فهنالك بيانات تأتي مسجلة في الإطارات توضح مدى السرعة وسعة الحمولة، لكن أغلب الناس لا يهتمون بالبيانات المكتوبة على الإطار ولا يقرأونها.. فعلى أصحاب المركبات العامة والخاصة التدقيق في تلك البيانات المسجلة ومعرفتها جيداً، لأن تجاهلها قد يتسبب في الحوادث.. ونحن لا نقول إن العلة في الإطارات المستخدمة، بل تكمن في طريقة استخدامها، وهنالك إطارات تتفاوت حمولتها ما بين (5) أطنان إلى (110) و(150).
{ هل من اتفاق فيما بينكم ووزارة التخطيط والطرق والجسور لصيانة طرق المرور السريع؟
– لا توجد بنود اتفاق معينة بيننا.. والآن هنالك عمل يتم في صيانة شارع (الخرطوم- مدني)، وقد تجاوزت نسبة العمل فيه (50%)، إضافة إلى العمل الذي تم في ولاية شمال كردفان الذي يسير بجدية.
{ الرادارات.. هل يتم وضعها في مكان محدد لمراقبة المركبات أم تتحول من منطقة إلى أخرى؟
– حتماً هنالك خطة محكمة لمراقبة سائقي العربات، واستخدم فيها الرادار البشري وقتها يتابع أفراد المباحث البصات السفرية عبر وجودهم في نفس المركبة، ويتم إيقاف المركبة بواسطتهم في أية نقطة مرورية وتقديمه فورياً للمخالفة، حيث هنالك عقوبات رادعة تتفاوت ما بين الغرامة والسجن.
{ أيهما أجدى.. التقيد الزمني أم رصد المخالفات بالرادار؟
– الزمن هو الهمّ الأكبر لرجل المرور منذ بداية مروره عبر المخرج إلى نقطة تتجاوز الزمن، وإذا وصل في زمن مزعج يكون قد قدم نفسه للمحاكمة.
{ يقال إن إدارة المرور لا تحسم تجاوزات النظاميين المرورية.. ما تعليقك على ذلك؟
– (رد منفعلاً).. لا توجد محاباة، ومن ينظر للحالة العامة يمكنه قول ذلك والعكس صحيح.. هؤلاء يطبق عليهم قانون المرور تماماً.. وفي البدء كل من يتجاوز قانون المرور يقدم لمحاكمة إدارية ومساءلة مرورية لا يستثنى أحد في ذلك.
{ في بعض الأحيان تحدث مشادة كلامية تصل إلى حد التشابك بالأيدي بين بعض النظاميين ورجل المرور.. ماذا تقول في هذا الأمر؟
– المشادات الكلامية تعد شيئاً طبيعياً تحدث من النظاميين والمسؤولين والرأسمالية، فهم يعتقدون أن لهم وضعاً اعتبارياً معيناً، لكن القانون يطبّق على الجميع دون استثناءات ولا أحد فوق القانون.
{ البعض يرى أن هناك تهاوناً في تنفيذ القانون المروري؟
– ما يقال كثير وما يشاع أكثر.. لقد قمنا بوضع دورية كل (35) كيلو، وعلى بعد أقل من ذلك هناك نقطة أو قسم موجود للمتابعة، فما بالك بهذا الكم الهائل من رجال المرور.. رغم ذلك يقول البعض إن هناك تهاوناً في مخالفات المرور.
قد يكون قصد الناس التجاوز في الإشارات المرورية، وهذا أيضاً لا يمكن أن يُضبط (100%).. يمكن ضبط الشيء المتاح منها.
وكل التجاوزات المرورية تمت في شأنها محاكمات.. كما أن هناك اجتماعاً سيُعقد قريباً لمناقشة وتقييم عمل المراقبة بواسطة الأخوة في المباحث.. والنتيجة الواضحة أن هنالك عملاً سيرى النور بعد أيام في الاجتماع.
{ هل لكم دور كإدارة مرور في تعبيد وصيانة الشوارع مع وزارة الطرق والجسور؟
– دور المرور ينحصر في تنظيم المرور وليس تنشئة الطرق وتوسعتها.. وللإفادة كوجهة نظر، أثمن أن يكون هناك شق طرق قومية صلبة تواكب حركة النقل المستمرة وحركة التجارة المستمرة الموجودة في البلد، فهناك نشاط تجاري مستمر.. وأتمنى أن تحظى بنصيبها بتوفير طرق آمنة بها عدة مسارات لتفادي المواجهة والحوادث.
{ هل هناك إحصائية لحوادث المرور؟
– نعم.. ففي العام 2012م بلغت نسبة الحوادث المرورية (9,5%)، وتعد نسبة منخفضة. ويأتي معدل الحوادث العالمي (7) أشخاص لكل (10,000) في العام 2012م نفسه.. أما معدل الحوادث العالمي في العام 2013م فهو (6) لكل (100,000) شخص.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية