مجرد سؤال ؟؟
رقية ابوشوك
هذه السياسات لابد منها
مؤتمر الزيوت الذي انعقد أمس الأول نتمنى أن تجد توصياته التنفيذ الفوري لأنها جاءت في وقت نهاية الموسم، وأن انعقاده في هذا التوقيت يأتي من الأهمية بمكان خاصة وأن البلاد تشهد إنتاجاً وفيراً من محاصيل العروة الصيفية بما فيها محاصيل الحبوب الزيتية . وأنتم تعلمون جيداً مدى الارتفاع لسلعة الزيوت خلال المرحلة الفائتة حيث ازدادت أسعارها بصورة ملفتة للغاية منذ رمضان، وحتى الآن لم تصل إلى السعر المعتدل والمعقول ،نعم انخفضت أسعار الزيوت نوعاً ما ولكنها ما زالت مرتفعة.
الآن نتمنى أن ينعكس الإنتاج الوفير للحبوب الزيتية في أسعار الزيوت مع ضرورة أن نشكل حماية كبرى للمنتجين وإنتاجنا من الزيوت ..فالحماية للمستورد عن طريق خفض الرسوم من شأنها أن تساهم في استيراد الزيوت؛ الأمر الذي يؤدي إلى كساد إنتاجنا المحلى وبالتالي تضعف العملية الإنتاجية ويصاب المنتجون بالإحباط فالحديث عن ضرورة زيادة حصيلة الصادرات غير البترولية يجب أن يدعم بسياسات تشجيعية للمنتجين بمعنى أن يتم فتح منافذ للصادر في حالة الوفرة وبعد أن نحقق الاكتفاء الذاتي من السلعة المعينة كما يجب أن يتم الإعلان عن الأسعار التشجيعية وذلك حتى لا يضطر المنتج للبيع بأقل من تكلفة الإنتاج.
اتحاد المصدرين أطلق مبادرة في هذا الشأن حيث طالب بضرورة وضع سياسات للتسويق خاصة للزيوت، مشيراً إلى أن مساهمة هذا القطاع خلال العام 2013م كانت (500) مليون دولار .. ولعمري هذا رقم ليس بالسهل خاصة وأن إنتاج العام 2013 كانت متواضعاً مقارنة بإنتاج العام الحالي 2014 لذا نتوقع عائداً أكبر من حصيلة الصادرات الأمر الذي يتوجب دعم الصادر وعدم فرض أي رسوم عليه مع تأمينه تأميناً كاملاً… أيضاً الأمر يتطلب فتح أكبر منافذ للتسويق عالمياً لأن السودان فقد الكثير من أسواقه العالمية بسبب ضعف الإنتاج وضعف الصادر أيضاً فعلى اتحاد المصدرين الشروع من الآن في إعادة فتح الأسواق العالمية التي فقدناها حيث كان إنتاج السودان في الأسواق العالمية متربعا خاصة وأن إنتاجه معروفاً بالجودة والإتقان.
فمن السهل جداً فقد الأسواق ولكن أن نعيدها فإن ذلك يستغرق الكثير من الوقت والجهد لذا لابد من التحرك الفوري لإعادة هذه الأسواق ليس في مجال الزيوت فحسب وإنما في كل المحاصيل الأخرى التي فقدت أسواقها عالمياً والتي حققت إنتاجاً وفيراً هذا الموسم.
فاستمرارية الأسواق العالمية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً باستمرار تدفق الوارد مع تشكيل حضور فعلي في كل محافل التسويق العالمية، فتشكيل الحضور الدولي من شأنه أن يحفظ لك مكانتك حتى وإن لم تشارك هذا العام أو غيره لأي سبب من الأسباب المهم أن تكون الجهات المشترية على علم بخروجك هذا الموسم من دائرة الأسواق الأمر الذي يعطيها الفرصة الكافية للبحث عن البدائل قبل وقت كاف … فهذا الواقع يحفظ لك حقك العام القادم وبالتالي لن تفقد سوقك العالمي .. فعلى اتحاد أصحاب العمل والمصدرين معالجة هذه الأمور وإعادة أسواقنا التي فقدناها عالمياً … فنحن بحاجة إلى تكامل الرؤى مابين الدولة والقطاع الخاص الذى نعتبره شريكاً أساسياً في تحريك الاقتصاد الوطني.