قطاعات وأمانات (الوطني): الوجوه الجديدة لا تعني تغيير سياسة الحزب
حدَّث مؤسسات حزبه بعد مؤتمره العام
الخرطوم – يوسف بشير
ربما يظن البعض أن المؤتمر الوطني بعد أن قام أول أمس بتحديث جزئي لقطاعاته وأماناته يعني تغيير سياسته في المرحلة القادمة، فالبعض ينظرون بريبة لذلك التحديث حيث أنه شمل الأمانات التي لن تحدث حراكاً في الساحة السياسية يحسب لها أو عليها، بينما البعض الآخر يتمسك بذلك التحديث تقديراً للمثل الشعبي القائل (في كل حركة بركة). وبين من ينظر بريبة للتحديث ومن يتمسك به ثمة شيء آخر يوحي بأن الحزب الحاكم يسعى لإنزال وثيقة الإصلاح التي ابتدرها مطلع العام الحالي منذ بدء مؤتمراته القاعدية إلى أرض الواقع، بتغيير وجوه قادته بذات السياسات التي علت أصوات من داخله بضرورة تغييرها خوفاً من أشياء لا يقولونها. المراقب للساحة السياسية يأمل في كل تصريح يطلقه قادة إصلاحيي المؤتمر الوطني بأن خطة سياسية سوف تتغير لينزاح الأمل كأن شيئاً لم يحدث، فهل الوطني قادر على تغيير سياسته في الفترة المقبلة أم يكون غير وجوهاً فقط بذات السياسات؟ هذا ما تكشف عنه الشهور القادمة.
فقد أبقى المؤتمر الوطني على نواب رئيس الحزب البروفيسور “إبراهيم غندور” للشؤون الحزبية والفريق أول “بكري حسن صالح” للشؤون التنفيذية، واستكمل مكتبه القيادي بإضافة (12) شملت كلاً من القيادي البارز ووزير الداخلية السابق “عبد الواحد يوسف” و”أوشيك محمد أحمد” عضو البرلمان وزير الدولة بوزارة المعادن و”معتز موسى” وزير الكهرباء والسدود و”جهاد حمزة” وزير الدولة بوزارة التجارة، ودخل الجهاز التنفيذي ضمن حصة ولاية النيل الأزرق إضافة لـ”كامل مصطفى” نائب رئيس الحزب بولاية الخرطوم ونائب رئيس القطاع الفئوي السابق”جمال محمود” و”مأمون حسن” رئيس الاتحاد الوطني للشباب السوداني المكلف السابق ووزير رئاسة الجمهورية “صلاح ونسي” والقيادية البرلمانية “بدرية سليمان” و”تهاني عبد الله” وزيرة العلوم والاتصالات و”بلة يوسف” الذي شغل في وقت سابق الاتحاد الوطني للشباب السوداني .
قادة إصلاح
قال نائب رئيس الحزب البروفيسور “إبراهيم غندور” عقب انتهاء اجتماع المكتب القيادي للحزب أمس الأول، إن المكتب أمن على إكمال السلام وتحسين معاش الناس وإكمال التوافق الوطني عبر الحوار. وقطع “غندور” بأن كل قادة المكتب القيادي من قادة الإصلاح. وقال ليس لدينا قادة إصلاح وقادة تخريب. وبرر خروج “أمين حسن عمر” و”قطبي المهدي” من المكتب القيادي للحزب بأن هياكل الحزب تعمل على ما يأتيها من القيادات.
وسمى الحزب “مصطفى عثمان إسماعيل” رئيساً للقطاع السياسي أمين أمانة العلاقات السياسية السابق بدلاً لـ”حسبو محمد عبد الرحمن” الذي ذهب رئيساً للقطاع الاقتصادي بدلاً من “صابر محمد الحسن”، و”عبد الواحد يوسف” رئيساً لقطاع التنظيم بدلا من المهندس الذي عرف بقدراته التنظيمية “حامد صديق”و”جمال محمود” رئيساً للقطاع الفئوي بدلاً من نائب رئيس البرلمان “سامية محمد أحمد” و”انتصار أبو ناجمة” رئيساً لقطاع الفكر والثقافة بدلا للمفكر والقيادي الذي برز صوته مؤخراً بوسائل الإعلام بمطالبه الإصلاحية التي من ضمنها، عدم ترشيح رئيس الحزب “عمر البشير” لرئاسة الجمهورية عن الحزب في الانتخابات القادمة “أمين حسن عمر” ولقطاع العلاقات الخارجية “صلاح محمد ونسي” بدلاً لـ”الدريري محمد أحمد”.
وجاء “الشريف بدر” و”بلال عثمان” نواباً لرئيس قطاع التنظيم و”بدرية سليمان” و”عبد الله صافي النور” نواباً لرئيس القطاع السياسي، بينما نواب رئيس القطاع الاقتصادي “محمد مجذوب” و”حسن أحمد طه” ونواب رئيس قطاع الفكر والثقافة “الطيب حسن بدوي” و”هاجر سليمان طه”، ونواب رئيس القطاع الفئوي “بشير بساطي” و”حليمة حسب الله”. وجاءت “مروة جكنون” و”أميرة الفاضل” نائبتان لرئيس قطاع العلاقات الخارجية
تغيير وجوه فقط
ويرى المحلل السياسي “حامد عمر حاوي” أن تغيير وجوه قادة الحزب الحاكم لن يحدث أثراً يذكر، في ظل وجود رئيس الحزب “عمر البشير”. وقال “حاوي” للصحيفة أمس(الأحد) إن خطاب الحزب لم يتغير، داعياً لإحداث برنامج واضح، مضيفاً بأن وجوه الحزب الجديدة ترأست أمانات ليست مؤثرة. وأوضح أن هناك فئة قليلة قال إنها تعد بأصابع اليد الواحدة، هي من تضع السياسة العامة للحزب بمساعدة مراكز قوة داخله وداخل الدولة دون أن يسميها. وتساءل المحلل “حسن الساعوري” في رده على سؤال (المجهر)، هل ترى هناك بريق أمل يلوح في الأفق بأن يغير الحزب الحاكم سياسته بعد أن أكمل تغيير وجوه قادته، وهل الوجوه الجديدة تعني تغيير سياسة. وذكر أن الحزب في مؤتمره العام الرابع الذي انعقد أواخر الشهر الماضي، أعلن عن سياسة جديدة لم تظهر حتى الآن. وقال ساخراً ربما تظهر في ولاية “البشير” الرابعة.
حصل وزير الثقافة والشباب بولاية الخرطوم “بله يوسف” على أمانة الشباب ضمن أمانات القطاع الفئوي، إضافة لـ”زينب أحمد الطيب” الأمين السياسي بالاتحاد العام للمرأة السودانية عضو البرلمان زوجة نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن” أمينة للمرأة، وتكليف أمين الطلاب الحالي “مأمون حسن إبراهيم” لذات الأمانة وتم تكليفه قبل تسعة أشهر. وجاء وزير المالية “بدر الدين محمود” أميناً للأمانة الاقتصادية، وجاء مدير شركة النيل للبترول ورئيس نادي الهلال السابق ورئيس اتحاد العمل السابق “يوسف أحمد يوسف” أميناً لأصحاب العمل، بينما كانت أمانة الزراع والرعاة من نصيب “التيجاني السكوري”، وأمانة المشروعات الاقتصادية لـ”هادية المبارك” وهي أمانات القطاع الاقتصادي ورؤساء أمانات قطاع الفكر والثقافة، أمانة المنظمات والعمل الطوعي لوزير المعادن السابق “كمال عبد اللطيف”، وبروفيسور “عبد الله الحاج” أميناً لأمانة التعليم، وأمانة الشؤون الاجتماعية للقيادية بأمانة المرأة “مها عبد العال” وأمانة تزكية المجتمع “عثمان بشير الكباشي” معتمد محلية بحري. ومن ضمن أمانات قطاع التنظيم أمين الخرطوم “كامل مصطفى” نائب رئيس الحزب بولاية الخرطوم وأمانة الأوسط “صالح علي آدم” وأمانة كردفان والنيل الأبيض لـ”فضل عبد الله فضل”. وترأس أمانة دارفور “الضو عثمان” ومنسق الشرطة الشعبية السابق “عبد الله محمد علي” أميناً لأمانة الشرق، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي السابق “خميس كجو كندة” لأمانة الشمال. وترأس أمانة التعبئة السياسية “حسن النور” وأمانة الإحصاء والمعلومات ترأسها “عماد الدين حسين” المدير التنفيذي لشركة (سوداتل). وترأست كريمة القيادي بالحركة الإسلامية “أحمد عبد الرحمن” “عفاف” أمانة الأكاديمية الوطنية، وهي أمانة جديدة تهتم بالتدريب لأعضاء الحزب. وترأس القيادي البارز “مهدي إبراهيم” أمانة الشؤون البرلمانية ضمن أمانات القطاع السياسي. وجاء أمين الإعلام “ياسر يوسف” وزير الدولة بوزارة الإعلام لذات الأمانة، بينما جاء من أمانة الشباب “حامد ممتاز” أميناً لأمانة العلاقات السياسية. وترأس القيادي بالحزب عضو البرلمان “الفاضل حاج سليمان” الأمانة العدلية. وجاء وزير الكهرباء والسدود “معتز موسى” أميناً لأمانة العاملين، أما أمانات قطاع العلاقات الخارجية للدول الأفريقية ترأسها “الصادق محمد علي حسب الرسول” وزير الدولة بالمالية، والدول العربية “كمال حسن علي” سفير السودان في مصر السابق وزير الدولة بوزارة الرعاية والضمان الاجتماعي، والدول الآسيوية “تقوى أحمد موسى” والدول الأوروبية “أسامة فيصل السيد” وأمانة العاملين بالخارج لـ”حسين حمدي منذر”.