شهادتي لله

المكتب القيادي الجديد.. مسلسل الإحباط مستمر !!

 الأسماء التي استكمل بها المكتب القيادي للمؤتمر الوطني عضويته مساء أمس، غالبها غير معروف أو لا أثر له معلوم ومحسوس في الحياة السياسية، إن لم نقل إنهم محدودو القدرات، ولا ميزة لبعضهم سوى أن القيادة راضية عنهم أو على طريقة الأغنية الشعبية المبتذلة (مبسوطة منهم)، ما داموا يؤدون فروض الولاء والطاعة.. حاضر سيادتك.. تمام سعادتك.. !!
بالتأكيد، كما كانت التشكيلة المنتخبة للمكتب محبطة للكثيرين وأظنها قائمة أعدت فتمت إجازتها،  فلم تغادر محطة المكتب (القديم) إلا قليلا، فإن قائمة الاستكمال سارت على ذات النحو .
 ويبدو أن قيادة الحزب مصرة أن تجعل الكيان (السياسي) جزءاً من الجهاز (التنفيذي)، فتجمع لأعضاء مؤسسة الرئاسة والوزراء بين مناصب الدولة ورئاسة القطاعات والأمانات، بينما الحزب يحتشد بمئات الكوادر الفاعلة والقادرة (العاطلة) عن العمل !!
ومع احترامي وتقديري للجميع، فما الذي يجعل الأخ “صلاح ونسي” شخصية عبقرية، هائلة القدرات والطاقات ليصبح وزيراً لرئاسة الجمهورية، فيشغل وظيفة كان يشغلها في سالف الزمان الدكتور “بهاء الدين محمد إدريس” أو الرائد “مأمون عوض أبو زيد” مؤسس جهاز أمن الدولة، عندما كان غالبية أعضاء مجلس قيادة ثورة (مايو) برتبة (رائد) وكان رئيسهم “جعفر نميري” برتبة (عقيد)، أو الدكتور اللواء ” الطيب إبراهيم محمد خير ” في عهد (الإنقاذ) الذهبي، ما الذي يجعل الأخ “صلاح” يجمع بين هذا المنصب الرفيع المهم وهو وحده يحتاج لغزير جهد ووقت ومتابعة، ووظيفة رئيس قطاع العلاقات الخارجية بالحزب التي لا تقل أهمية ولا ارتباطات وتستوجب التفرغ لرحلات خارجية كثيفة استجابة لدعوات لا تتوقف من الحزب الشيوعي (الصيني) إلى الحزب الحاكم في تشاد، والجبهة الحاكمة في إثيوبيا، وأحزاب كينيا وتنزانيا وموزنبيق، وتعلمون كيف كان يسافر على مدار الشهر دكتور “مصطفى” وبروفيسور “غندور” عندما رأسا هذا القطاع.
ثم ما الضرورة أن يجمع نائب رئيس الجمهورية بين منصبه السيادي و منصب رئيس قطاع سواء كان سياسياً أم اقتصادياً؟!
سيقولون نريد أن نمنح القطاع قوة ونفوذاً..!! وهل القوة بالضرورة أن تستمد من الوزارات ومكاتب القصر الجمهوري؟! لماذا لا يحاول الحزب الاستقلال عن الحكومة والتمرن على استجماع طاقة ذاتية كما كانت تفعل (الجبهة الإسلامية القومية) في حقبة الديمقراطية الثالثة، وكانت في أوقات أقوى من الحكومة، بمال وعضوية أقل بكثير من مال وعضوية المؤتمر الوطني حالياً، والحزب يحتاج بشدة لمثل هذا التمرين وهو مقبل على فترة ديمقراطية وانتخابات، إن لم يكن العام المقبل فبعد عامين أو خمسة أو عشر.. المهم أنه ينبغي أن يكون جاهزاً للتغيير متى ما حل، فقد يأتي بغتة وهم لا يحسبون .
ما قلناه بشأن “ونسي” و “حسبو” ينطبق على “مصطفى عثمان” ، و “جمال محمود” و “عبد الواحد يوسف”.
هناك أسماء بين السادة المستكملين ونواب القطاعات لا أعرفها، وطبعاً كما قال أحد كبار قيادات الدولة ذات مرة قبل سنوات (ليس بالضرورة أن يعرف “الهندي عز الدين” فلانا ليكون جديراً بالوزارة أو الأمانة)، ولكننا في زمن بالغ التعقيدات ودولة كثيرة الأزمات، لا بسمح وضعها بإفساح المجال لمتدربين ومتدربات يصعدوا فجأة من أمانات الطلاب والشباب والمرأة إلى قيادة البلاد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية