مجرد سؤال ؟؟
رقية أبو شوك
الأسواق أصبحت (حرامي الجيوب)!!!!
حسب التقديرات الأولية لوزارة الزراعة لإنتاج الموسم الصيفي الحالي فإن البلاد موعودة بإنتاج غزير جداً، نتمنى أن ينعكس هذا الإنتاج على زيادة الدخل المعيشي لكافة المنتجين، كما نتمنى أن ينعكس كما أشرنا كثيراً جداً على الأسعار وانخفاضها.
الإنتاج الكبير المتوقع من محاصيل الحبوب الزيتية والتي على رأسها محصول السمسم، نتمنى أن ينعكس على أسعار الزيوت التي لا نجد مبرراً لارتفاعها سوى أنها سارت في نفس مسير بقية السلع التي ترتفع ولم تنخفض والتي هي الأخرى لا مبرر أيضاً لارتفاعها.
السكر انخفضت أسعاره وأصبح سعر الجوال زنة (50) كيلو بـ(280) جنيهاً مقارنة بـ(300) جنيه الأسبوع الماضي، وهذه محمدة كبيرة لكونه ينخفض سعره بـ(20) جنيهاً عما كان عليه الأسبوع الماضي، أما بقية السلع الأخرى فهي مستقرة نوعاً ما.
المهم أسواقنا متقلبة المزاج ترفع وتخفض بالمزاج. وقد أكد لي أحد المراقبين بأن أسبوع المستهلك الذي شهدته ولاية الخرطوم والذي انتهى أمس الأول كان السبب المباشر في انخفاض أو قل استقرار الأسعار بالأسواق، ولكننا نقول الأسبوع انتهى وستعود الأسعار إلى ما كانت عليه قبل الأسبوع الذي يؤكد ما قلته في مساحة سابقة هل من مزيد للأسابيع الخاصة بالمستهلك وتخفيف الأعباء عنه، لأنها بصراحة أعباء( تشيب الرأس) لتلك الرؤوس التي لم تشب. وهنالك رؤوس شابت فقط من التفكير في المعيشة ..نعم هي من عند الله (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها) ولكننا حتماً سنبحث عن أسباب الرزق.
الأسواق وارتفاع الأسعار مازالت نجمة هذا العام والذي اقترب من النهاية .. فالنجومية هذه اكتسبها من كونه مازال الناس يتحدثون عن الغلاء.. فالشيء الذي يكثر الحديث ويلفت الانتباه هو بلا شك نجم.
نتمنى أن تتحرك المصانع لتدوير إنتاج الحبوب الزيتية المدهش هذا الموسم لينعكس ذلك علينا ونحس بطعم إنتاجنا وإنتاج مصانعنا.. ننتج ولكننا لم نستفد منه طالما أنه لم ينعكس علينا نحن المواطنين.
حكت لي إحدى الأمهات وهي تنتظر المصروف الشهري من أحد أبنائها لأن رب الأسرة أصبح لا يستطيع توفير كل متطلبات الأسرة في ظل الوضع المعروف ..قالت لي إن ابنها ميسور الحال اعتاد على أن يبعث لهم مبلغ ألف جنيه شهرياً (وهى مليون بالقديم). وأضافت كان هذا المبلغ يكفينا ويزيد ولكن الآن لا يسمن ولا يغني من جوع. وقالت قلت لابني عبر الجوال (أسمع يا ولدي مليونك دا كان أنت قايلوا بيعمل لينا حاجة ما بيعمل أي حاجة ..بنجيب بيهو حاجات لا تسوي شيء في أكياس بلاستيك وأنت تحملها لا تحس بأنها مؤلمة وتقيلة).
حديث هذه الحاجة حقيقي فالمليون لم يكن كمليون زمان لأنك لا تستطيع أن توفر به ما تريد بل أشياء بسيطة تحملها في يدك أو يحملها طفل يافع.
فحتى وقت قريب كنا نسمع أن رجل الأعمال (الفلاني) احتفل أمس بالمليون، بمعنى أصبح مليونيراً، أما الآن فالملايين أصبحت غير مجدية وقد يكون لديك مليون أو مليونان ولكن إذا دخلت السوق فإن السوق يبتلعها دون أن تحس أنت بشيء.
نسأل الله أن يصلح الحال ويعود المليون إلى ما كان حتى نحتفل به.