شهادتي لله

وكيف تحبط حكومتنا مخطط إسرائيل؟!

{ سلمنا جدلاً ومعلومات أن (إعلان باريس) بين الجبهة الثورية والإمام “الصادق المهدي” تقف وراءه إسرائيل، فما هو الترياق (الحكومي) المناسب لإفشال هذا المخطط؟!
{ وجود السيد “الصادق” خارج السودان ليس من مصلحة الحكومة في كل الأحوال، سواء باضطراره للعمل من خلال هذا المخطط (الإسرائيلي).. (لديّ تحفظي الخاص على هذا الافتراض)، أو حتى من خلال أية حركة أو مقابلات دبلوماسية خارجية ولو عابرة في العواصم الأوروبية، فـ”الصادق” يسبقه-رضينا أم أبينا- لقب (رئيس وزراء السودان المنتخب قبل 30 يونيو 1989).
{ لقد وصلت (الإنقاذ) إلى مرحلة متقدمة من التسوية السياسية مع حزب الأمة القومي بعد جهد جهيد أسفر عن عودة “المهدي” من معارضة المنافي في العام 2000م، فهل ترتد الحكومة الآن لوضع كان قبل (14) عاماً طويلة؟! هل نتقدم نحن.. أم نتأخر؟!
{ هب أن إسرائيل هي التي رعت وهيأت للاتفاق بين الجبهة الثورية وحزب الأمة في “باريس”، فهل نساعد إسرائيل على تنفيذ المخطط أم نحبطه؟! وهل نحبطه بالسياسة أم بالقوة العسكرية؟ وهل قوتنا تكافئ نزراً يسيراً من القوة الأعظم في الشرق الأوسط لدولة الكيان الصهيوني؟!
{ تخيلوا أن الحكومة أعلنت في مؤتمر صحفي رسمي لأي من قياداتها أنه: رغم ما توفر لديها من معلومات مؤكدة، عن ترتيبات لإسقاط النظام عبر (إعلان باريس) بتمويل ودعم الدولة العبرية، فإنها تدعو السيد “الصادق المهدي” إلى العودة سريعاً للبلاد والانخراط في آلية الحوار الوطني، وأن مقعد الحزب ما يزال شاغراً، وتؤكد الحكومة أن رئيس حزب الأمة سيجد كل الضمانات لحريته وحمايته الشخصية، ولن تتعرض له أية جهة رسمية أياً كانت.
{ ماذا سيحدث في اليوم التالي أو الذي يليه؟
{ سيعود “الصادق” إلى السودان، لسبب بسيط دعك من أسباب السياسة، وهو أن (مزاج) الرجل وهو على عتبة (الثمانين)- شأنه شأن غالب السودانيين- لم يعد متصالحاً مع (الاغتراب) إلا مرغماً عليه. ثم سيتفكك تحالف باريس تحت ضغط المتغيرات والمواقف المتحركة، وسينساه الموقعون عليه قبل الرافضين له كما نسوا إعلان كمبالا.. ميثاق الفجر الجديد، والنتيجة إحباط المخطط الإسرائيلي الذي كشفت عنه الحكومة.
{ أنا أعلم أن البعض في (المؤتمر الوطني) لا يريد عودة “الصادق”، وكذلك آخرون في (المؤتمر الشعبي) بالإضافة إلى رافضين لعودته داخل حزبه (الأمة) نفسه.. متطرفين ومتوترين وغيرهم، ولكننا لن نستطيع إصلاح حال البلد بالانسياق لرغبات وأمزجة هؤلاء وأولئك.
{ سنظل نهاجم السيد “الصادق” بعنف في موضوع محكمة (لاهاي) بخمسين مقالاً قادماً، ولكننا سنظل أيضاً ندعو للإبقاء عليه رمزاً سياسياً لا يمكن تجاوزه في أية تسوية لمجرد الاختلاف معه.
{ بصراحة، شعرت بانقباض وإحباط وأنا أشاهد مائدة الحوار بقاعة الصداقة مزدحمة برؤساء أحزاب (فكة) باسم حزب الأمة..!! الأمة الفيدرالي.. الأمة الإصلاح والتجديد.. الأمة الوطني.. الأمة القيادة الجماعية.. بينما يغيب عن المائدة الحزب (الأصل) صاحب الجلد والرأس!!
{ هل يضحك المؤتمر الوطني على نفسه؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية