مجرد سؤال ؟؟
رقية أبو شوك
التعاون .. هل من عودة
منذ أن كنت يافعة وأنا أتعلم مبادئ القراءة والكتابة كان يستهويني جداً الوقوف عند اللافتات وقراءتها حرفاً حرفاً ومعرفة ما بداخل المحل الذي كتبت والخط الجميل للافتة، وحتماً أن اللافتة الكبيرة والمزركشة كانت تعني لي بأن هذا المحل ذو أهمية كبرى حتى وإن كان ما بداخله فارغاً. وأقول إن كان فارغاً (معناها كان يحتوي على أشياء قيمة وجميلة) … المهم هذه الهواية مازالت تلازمني حتى هذه اللحظة حيث مازلت أتلفت يمنة ويسرة لقراءة اللافتات. من ضمن الأشياء التي مازالت عالقة بذهني وأنا بالولاية الشمالية حيث تربيت ونشأت وترعرعت.. لافتات الجمعيات التعاونية بالأحياء والتي كنت أحفظها عن ظهر قلب خاصة وأنها كانت تحوي بداخلها العديد من السلع الاستهلاكية التي يحتاجها المواطن. وكان هنالك كشف بأسماء المواطنين المشتركين في الجمعية التعاونية ..هؤلاء يتم البيع لهم بالأسعار المخفضة وبقية غير المشتركين يتم التعامل معهم بالأسعار العادية أو قل أقل من أسعار السوق بكثير ..لذا فإن المواطنين كانوا حريصين جداً للاشتراك في الجمعية التعاونية، ويدفع الواحد اشتراكه الشهري طوعاً لا كرهاً طالما أنها توفر له ما يريد بأسعار منخفضة جداً.. هذا المنوال استمر فترة من الزمن إلى أن انتهى أمر التعاون وتحولت محلاته لمحال أخرى. نعم أصبح لا جدوى للتعاون بعد أن انتهجنا سياسة التحرير لان من إيجابيات سياسة التحرير أنها توفر لك كل شيء ..بمعنى هنالك وفرة في كل السلع حتى وإن كانت أسعارها مرتفعة مثل ما يحدث الآن.حقيقة نحن الآن بحاجة إلى الجمعيات التعاونية ومراكز البيع المخفض لتخفيف العبء على المواطنين بمعنى معالجات لارتفاع الأسعار. أقول هذا وفي الخاطر الجمعية التعاونية تركز في أسبوع المستهلك ومن ضمن مناشطه على تنشيط أمر التعاون، باعتبار أنه قد (يصل) لكل الأحياء. فقد قام والي ولاية الخرطوم في إطار الأسبوع بزيارة إلى الجمعية التعاونية بالصحافة مربع (31) والتي يساهم فيها (300) مواطن من مواطني المربع والتي تضم بالإضافة إلى توفير السلع الاستهلاكية إلى أنها عمل متكامل يحوي عدة أشياء. نتمنى أن يتكرر مثل هذا العمل في كل ولايات السودان حتى يعود للتعاون ألقه ورونق.إذاً نحن مع كل عمل من شأنه أن يخفف المعاناة عن المواطنين ويرفع عنهم عبء المعيشة .. للأسف نحن نعاني من ارتفاع الأسعار منذ أكثر من (5) أعوام متتالية ولكن لهيبها ازداد خلال الثلاث أعوام الماضية .. الآن أصبحت المرتبات لا تفي بأبسط الأشياء ..وكلما يمر عام نقول الجاي أحلى ولكنه يكون كالذي مر وننتظر ..ولكن الحال يا هو نفس الحال. كل المنى أن ينعكس البرنامج الخماسي في تخفيف المعاناة، وأن تكون ميزانية العام2015م هي ميزانية وداع الفقر والمعاناة، وأن يكون السودان هو سودان القدح الممدود كما كان وكما هو الآن. (وطنا الباسمك كتبنا ورطنا.. أحبك مكانك صميم الفؤاد.