مجرد سؤال ؟؟
رقية أبو شوك
دعوها فإنها مأمورة
أهنئ جميع الأمة الإسلامية بالعام الهجري الجديد.. (1436هـ) الذى حل علينا ..تهنئة خاصة جداً للأمة السودانية جمعاء ..أسأل الله للجميع السعادة والهناء وأن يأتي العام القادم والعالم الإسلامي كله متوحد، وأن يعم الإسلام جميع أرجاء العالم ..
ونحن نستقبل العام الهجري الجديد أذكركم بالصلاة على حبيب الله الذي زكاها الله تعالى تزكية ما زكاها لأحد من خلقه.
زكاة في عقله فقال: (ما ضل صاحبكم وما غوى)..زكاة في بصره (ما زاغ البصر وما طغى ) ..زكاة في فؤاده (ما كذب الفؤاد ما رأى) .. زكاة في صدره (ألم نشرح لك صدرك) .. زكاة في ذكره (ورفعنا لك ذكرك)..زكاة في طهره (ووضعنا عنك وزرك)..زكاة في معلمه (علمه شديد القوى)..زكاة في صدقه (وما ينطق عن الهوى)..زكاة في حلمه (بالمؤمنين رؤوف رحيم).. وزكاة كله (إنك لعلى خلق عظيم). اللهم صلِّ وبارك على سيدنا محمد، نصلى عليه والله قد صلى عليه والملائكة: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).
فالرسول صلوات الله عليه وسلم عانى ما عانى من أجل نشر الدين الإسلامي وقد وجدنا نحن كل شيء جاهزاً ..وجد العنت والمشقة وعذب وحورب من قبل الكفار ولكن ذلك لم يثنه عن نشر الإسلام ..كان كل ما يتألم من أذى المشركين يفرحه الله بحدث أكبر ينسيه كل ما لاقاه من أذى ..والإسراء والمعراج خير دليل على ذلك، وقد أسرى به بعد عذاب أهل الطائف له ودعوته لله التي تبكي القلوب (اللهم أشكو إليك ضعفي وهوانى على الناس).. حينها جاءه ملك الجبال ليضمهم بين الجبال ولكن رسولنا الرؤوف الرحيم رفض ذلك.
هاجر وخرج من أحب بلاد الله إلى قلبه لأن الله سبحانه وتعالى أمره بالهجرة إلى المدينة.. خرج وهو يقول لمكة (الله يعلم أنك أحب بلاد الله إلى قلبي ولولا أهلك أخرجوني لما خرجت)، إنها حقاً مبكية جداً ولكنه خرج وهاجر إلى المدينة التي بقي فيها ولم يأتِ إلى مكة بعد إلا في فتح مكة.
خرج ورافقه في الهجرة صاحبه أبوبكر الصديق (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)) .. نعم الله معهما وقد نجاهما من الكفار الذين كانوا يبحثون عنهما وأعلنوا عن جائزة كبرى لمن يدل على مكانهما .. دخل الغار وكان الكفار يجوبون حوله وكانوا يسمعون صوت حركاتهم، ولكن الله معهم وأيدهم بجنود لم ترونها، فالجنود هؤلاء هم الحمامة والعنكبوت.
وصل المدينة بعد مسيرة امتدت (15) يوماً …قطعا الجبال والفيافي والصحراء ..ومابين مكة والمدينة حكايات وحكايات ..أم معبد التي جادت في وصفه حتى أن وصفها هذا كان سؤالاً يسألون له ونحن في المراحل الدراسية الأولى، عندما يقول لنا أستاذ التربية الإسلامية في امتحان السيرة النبوية (صف رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفته أم معبد).
وصل المدينة وكل الذين ذهبوا للمدينة يعرفون تماماً طول الطريق بينهما حتى وأنت تعبره بالبصات المريحة جداً .. رحلة طويلة جداً ولكن رسولنا صلى الله عليه وسلم قطعها ..لماذا ؟؟ من أجل نصرة الإسلام ومن أجلنا نحن أمته الذين وجدنا الدين جاهزاً. وصل وقد استقبله أهل المدينة بعد أن خرجوا جميعهم
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة مرحباً يا خير داع
الكل في المدينة كان يتمنى أن يكون الرسول ضيفاً عليه، كانوا يثنون الناقة ولكنها كانت مأمورة (دعوها فإنها مأمورة). إن الاحتفال بمثل هذا اليوم يستوجب منا وقفة لنتعرف عن قرب عن هذا اليوم وعن المسيرة التي سبقته، وعن الأيام التي جاءت من بعده صلى الله عليك يا علم الهدى.