المؤتمر العام للحزب الحاكم مشاركة دولية واسعة ومناقشة لقضايا محلية
ينطلق صباح اليوم
الخرطوم – يوسف بشير
يسارع أكثر من ستة آلاف من أعضاء حزب المؤتمر الوطني خطاهم صباح اليوم صوب أرض المعارض ببري، لحضور فعاليات المؤتمر العام الرابع لحزبهم الذي تنطلق أولى جلساته اليوم(الخميس). ويأتي انعقاد المؤتمر والبلاد تمر بأزمة اقتصادية وسياسية إضافة لتدهور في المؤسسات الخدمية وارتفاع نسب العطالة. ومن المؤمل وفقاً للمراقبين أن يقدم مؤتمر الحزب الحاكم، رؤية فكرية ومعالجة واضحة للخروج بالبلاد من الأزمة الاقتصادية والسياسية.
وكان الحزب انتهى من عقد كافة المؤتمرات القاعدية والوظيفية والولائية التي انطلقت منذ بداية العام الحالي، إضافة لاجتماعات المكتب القيادي والمجلس القيادي ومجلس الشورى في الأيام الماضية التي حسمت قضية تسمية مرشحه لرئاسة الحزب، بالتجديد لرئيسه الحالي رئيس الجمهورية “عمر البشير” مرشحه لرئاسة الجمهورية في الانتخابات المزمع قيامها العام القادم.
برنامج المؤتمر
وحصلت (المجهر) على جدول فعاليات المؤتمر حيث تبدأ الجلسة الافتتاحية التاسعة صباحاً بآيات من الذكر الحكيم، تعقبها كلمة رئيس اللجنة التنفيذية للبناء والانتخابات، نائب رئيس الحزب البروفيسور “إبراهيم غندور”، ثم كلمتين لممثلي وفدين زائرين ومن ثم كلمة لممثل الأحزاب السودانية. وقبل أن تختتم الجلسة هناك كلمتان لممثلي وفدين زائرين. وتختتم الجلسة في العاشرة والنصف بعد الإنشاد بكلمة رئيس الحزب “عمر البشير”. وكان “البشير” قد أبدى لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية لمؤتمر شورى حزبه الذي انعقد أول أمس (الثلاثاء)، عدم رغبته في الحديث. وقال: كلامنا للمؤتمر العام. وأضاف هناك كثير من القضايا التي اتخذنا فيها قرارات إضافة لتوضيح الإنجازات والإخفاقات. ومن المتوقع أن يعلن الرئيس في كلمته السياسة التي سوف ينتهجها في الفترة المقبلة، إضافة إلى قرارات جديدة من شأنها أن تدفع بعجلة الحوار الوطني المتعثر الذي ابتدره بداية العام الحالي إلى الأمام.
وتعقب الجلسة الافتتاحية جلسة عامة أولى تبدأ الحادية عشر صباحاً بكلمة لممثل وفد زائر، ثم قراءة عامة للتقرير التنظيمي والسياسي تعقبها كلمة ممثل وفد زائر، ثم تقرير أداء مجالس الشورى وتقرير الأداء التنفيذي والتشريعي. وتختتم الواحدة ظهراً بكلمة ممثل وفد زائر. ويختتم فعاليات اليوم الأول بجلسة عامة ثانية تشمل كلمات الوفود الزائرة.
أما الجلسة العامة الثالثة في صباح غدٍ (الجمعة) سوف تقدم ورقة اقتصادية اجتماعية تعقبها ورقة التعليم والفكر والثقافة إضافة للورقة السياسية، وبعد ذلك اجتماعات اللجان لمناقشة التقارير والأوراق في جلستين. وقبل اعتماد رئيس الحزب الجديد مساء (الجمعة) تجتمع الكليات الشورية لانتخاب أعضاء مجلس الشورى لدورة جديدة، ثم يقوم أعضاء الحزب المصعدين لحضور المؤتمر العام باعتماد رئيس الحزب الحالي “عمر البشير” رئيساً لدورة جديدة.
وبعد غدٍ (السبت) تقوم الجلسة العامة الرابعة (الجلسة الإجرائية)بإجازة توصيات المؤتمر واعتماد أعضاء مجلس الشورى، ونتيجة اعتماد رئيس المؤتمر الوطني، ثم يختم الحزب الحاكم مؤتمره العام بتلاوة البيان الختامي مساء (السبت).
ضيوف المؤتمر
وسمى الحزب الحاكم ضيف الشرف رئيس وزراء تركيا رئيس حزب العدالة والتنمية التركي”أحمد داوود أوغلو”، بجانب مشاركة “علي عبد الله صالح”رئيس اليمن السابق و”محمد سيد” الأمين العام للجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة الحزب الحاكم في إريتريا و”محمد صوان” رئيس حزب العدالة والبناء الليبي. وأكد نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب “إبراهيم غندور” في وقت سابق، أن المؤتمر العام لحزبه سوف يشهد مشاركة دولية وإقليمية واسعة من الأحزاب بالدول الصديقة والشقيقة تمثل (88) شخصية من (58) دولة، مشيراً إلى أن المشاركين يُعدون من الشخصيات البارزة في دولهم ويتولون الرئاسة أو نيابة الرئيس أو رئيس وزراء. وذكر أن الأحزاب المشاركة من الدول تشمل الصين، روسيا، أذربيجان، أوزبكستان، وكوريا، الهند، تركيا، باكستان، ماليزيا وإيران، بجانب دول عربية تشمل مصر، تونس، المغرب، الجزائر، ليبيا، موريتانيا، اليمن، الأردن وفلسطين، وجميع دول الجوار الأفريقي، بجانب ممثلين لأحزاب بعدد من الدول الأفريقية وبريطانيا والنمسا.
“الترابي” في قلب الحدث
وكان نائب رئيس الحزب البروفيسور”غندور” قد أكد في تصريحات صحفية في المؤتمر الصحفي الذي عقده حزبه قبل أسبوعين بشأن ترتيبات المؤتمر العام، تقديم الدعوة لكافة القوى السياسية لحضور المؤتمر، بجانب شخصيات قومية وإعلامية وصفها بالمرموقة. وأكد الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي “كمال عمر” حضور الأمين العام للشعبي “حسن الترابي”. وقال “كمال” أمس لـ(المجهر) بأن المؤتمر الوطني قدم الدعوة لحزبه. وأضاف سوف نستجيب للدعوة لأننا نتعامل مع كافة القوى السياسية وعلاقتنا مفتوحة. وذكر “عمر” بأن مشاركة “حسن الترابي” في المؤتمر العام للحزب الحاكم يأتي إيماناً من الحزب، بضرورة خلق وفاق سياسي مع كافة الأحزاب في إطار تواصلنا معها. ونفى نائب رئيس حزب الأمة “صديق إسماعيل” وصول دعوة من الحزب الحاكم لحضوره المؤتمر. وقال لـ(المجهر) لم تصلنا دعوة، بينما لم يقطع حزب (الإصلاح الآن) بعدم مشاركته في المؤتمر العام للوطني أو مقاطعته. وقال المسؤول الإعلامي للحزب “محمود الجمل” في حديثه للصحيفة في وقت متأخر من مساء أمس، بأن رئيس الحزب “غازي صلاح الدين” ظل بعيداً عن النشاط السياسي بسبب ظروفه الصحية، فيما توقع حضور القيادي بالحزب “حسن عثمان رزق”.
وفيما تتجه عدسات وكالات الأنباء الإقليمية والعالمية ووسائل الإعلام المحلية لرصد فعاليات مؤتمر عام المؤتمر الوطني، بدا واضحاً أن البلاد دخلت مرحلة جديدة في تاريخها السياسي، عقب تسمية مجلس الشورى للوطني مرشحه لرئاسة الجمهورية، الأمر الذي يتوقع بعده أن يدفع الرئيس “البشير” بقرارات مصيرية على الصعيد الداخلي وعلى صعيد علاقات السودان الخارجية والدولية، تبدأ فصولها عقب الشروع في إجراء الانتخابات العامة في شهر أبريل العام القادم، ربما يتم فيها ضخ دماء جديدة في عملية تجديد للحزب والحكومة تقتضيها ضرورات المرحلة.