القصة الكاملة لوفاة الشاب "عبد الله" بـ(حجر نار) في (ليبيا)
ماذا قال في آخر اتصال هاتفي؟
ليبيا- المناقل- محمد أزهري
قضى “عبد الله” عامين في خدمة تراب الوطن تحت لواء الدبابين في مناطق العمليات بإقليم دارفور رغم صغر سنه لكن حبه لأرض الوطن كان وراء مقصده، وعاد والتحق بجامعة أم درمان الإسلامية لكنه جمد العام الدراسي بنية السفر والاغتراب من أجل تحسين وضعه المادي وأسرته البسيطة، لم تقهره الظروف ولا أهوال السفر، أقدم على الخطوة بثبات مشبعاً بإيمانه التام بالقضاء والقدر، هاجر إلى الجماهيرية الليبية وقضى بها عاماً، فحدثت وفاته (الجمعة) قبل الماضية متأثراً بإصابات بالغة في فخذيه بـ(حجر نار) أفلت من يده أثناء عمله.
وصل خبر وفاة الشاب “عبد الله الصديق حسين” (22) عاماً إلى أسرته المكلومة الكائنة بحي ود المسلمي العريق بمدينة المناقل، ولم تصدق أسرته في بادئ الأمر من هول الصدمة والفجيعة، سيما وأنه أجرى اتصالاً هاتفياً قبل وفاته بلحظات عبر فيه عن عظيم أشواقه وتحنانه لهم وللبلد.
وروى شقيقه “الجيلي الصديق” لـ(المجهر) تفاصل الحادثة قائلاً: إن شقيقه الشهيد “عبد الله” كان يمتاز بصفات نبيلة جعلته يبني علاقات حميدة مع أبناء المنطقة وهو متفرد في الأسرة، وكان همه أن تعيش أسرته في نعيم، وأضاف إنه منذ أن أكمل المرحلة الثانوية التحق بالقوات الخاصة (الدبابين) وقضى نحو عامين بمناطق العمليات في دارفور، وكان همه الالتحاق بإحدى الجامعات، وفور عودته قدم للدراسة الجامعية وتم قبوله في جامعة أم درمان الإسلامية وقبل أن يشرع في الدراسة قرر أن يهاجر خارج أرض الوطن، فجمد الدراسة، وبالفعل شرع في إجراءاته وحدد وجهته (ليبيا) وهاجر إليها وذلك منذ عام.. وتابع “الجيلي”: استقر “الشهيد” بمنطقة “الكفرة” وامتهن الأعمال الحرة وكان كثير الاتصال بالأسرة ودائماً يسأل عن الأحوال، وهناك تعرف على سودانيين من منطقتنا وعمل معهم في ورشة حدادة.. وعن وفاته قال “الجيلي” إنهم أُنبئوا من قبل ابن عمه الموجود معه بليبيا أنه كان يهم بقطع مدية حديدية بواسطة حجر النار القاطع وأفلت من يديه ووقع على فخذيه مما أحدث جرحاً عميقاً تمت إخاطة الواحد بنحو (27) غرزة، لكنه فارق الحياة أثناء إسعافه داخل مستشفى قريب لمكان عملهم بـ”الكفرة”.. واسترسل بأن شقيقه عندما وصل المستشفى لم يكن بها أي طبيب وظل فترة طويلة وهو ينزف، وعزا ذلك إلى تزامن الحادثة مع صلاة (الجمعة).. وكشف شقيق الشهيد عن آخر اتصالاته قائلاً إن شقيقي أجرى اتصالاً هاتفياً وطالبني فيه بإرسال صور لأفراد العائلة وذلك قبل وفاته بيوم، وآخر اتصال أجراه للأسرة كان قبل وفاته بلحظات.