بكل الوضوح
عامر باشاب
قصة ثورة سبقت الربيع العربي
{ لأننا كسودانيين لا نعرف كيف نقدم أنفسنا للعالم ولا نعرف كيف نحتفي بأشيائنا، ولا نهتم بإبراز إنجازاتنا وإظهارها للناس، لذلك صارت ثورات (الربيع العربي) هي أولى الثورات العربية التي مثلت حركات احتجاجية سلمية انطلقت في معظم الدول العربية في أواخر عام 2010 ومطلع 2011، التي بدأت بالثورة التونسية التي اندلعت بعد انتحار الشاب التونسي “محمد بو عزيزي”، وأطاحت بحكم الرئيس التونسي الطاغية “زين العابدين بن علي”، وبعدها ثورة 2 يناير التي عجلت برحيل الرئيس المصري “محمد حسني مبارك”، ومن ثم الثورة الليبية التي أنهت حكم الزعيم الليبي “معمر القذافي”.. مع أن ذاكرة التاريخ سجلت وبأحرف من نور بأن أول ثورة عربية مضت نحو الإصلاح السياسي وتصحيح مسار الحكم وتغييره نحو الأفضل وإنهاء عهد التسلط والاستبداد وإزالة الظلم كانت ثورة سودانية، ألا وهي ثورة (21 أكتوبر) التي قامت ضد حكم الفريق “إبراهيم عبود” في العام 1964 وأسقطت حكمه الدكتاتوري، وهذه الثورة قدمت أول شهيد “أحمد القرشي طه” (طه القرشي).
{ وإذا كانت ثورات الربيع العربي بدأت بصورة عفوية وفجائية وبدون سابق تخطيط، فإن ثورة (أكتوبر) السودانية جاءت نتاج إعداد ونشاط وحراك سياسي استمر طويلاً، وكان آخره الندوة السياسية التي أقامها طلاب جامعة الخرطوم داخل مجمع داخليات (البركس) في يوم الثورة نفسه 21 أكتوبر، وللأسف الشديد هذه المباني التاريخية (داخليات البركس) تم هدمها مؤخراً بصورة قاسية دون وضع اعتبار لرمزيتها.
{ لحن الختام
قصة ثورة اكتوبر وثقها المبدع “هاشم صديق” عبر المقاطع التالية:
لما الليل الظالم طوّل
وفجر النور من عينّا اتحول
قلنا نعيد الماضي الأول
ماضي جدودنا الهَزَمُوا الباغي
وهدّوا قلاع الظلم الطاغي
وف ليله وكنا حُشود بتصارع
عهد الظلم الشبَّ حواجز
شبَّ موانع
جانا هتاف من عِند الشارع
قسماً.. قسماً
لن ننهار
طريق الثورة
هُدى الأحرار
غضب الأمة اتمدد نار
والكل يا وطني حشود ثوار
وهزمنا الليل
هزمنا الليل
والنور في الآخر طل الدار
والعزة اتهادت للأحرار
وطني أنحنا سيوف أمجادك
ونحنا مواكب تفدى تُرابك
ولِسّة الشارع بِشهَد لينا
في يوم الغضبة حصاد ماضينا
مشينا نَعَطّر حقل الثورة
بِدَم نَفْدِيبُو بلادنا الحرة
وكان أكتوبر فجر الغضبة
كسرنا قيود الماضي الصَعَبة
.