ظهور (19) حالة إصابة بجنوب السودان والخرطوم ترفع درجة التصدي
الإيبولا.. الخطر القادم من أفريقيا
تقرير- فاطمة عوض
هلع وفزع ساد طيلة الفترة الماضية وسط الدول الأفريقية بسبب تفشي وباء الإيبولا الخطير والمميت، خاصة وأن المرض لا علاج له، وأدى ذلك إلى رفض إقامة البطولة الأفريقية هذا العام من قبل دولة المغرب والسودان تخوفاً من انتقال المرض حيث تعد الدورة تجمعاً أفريقياً كبيراً يساعد في انتقال المرض.
وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن (19) حالة إصابة بفيروس أيبولا تأكدت في جنوب السودان، وأن خمساً من الضحايا توفوا بالفعل من جراء الإصابة. وسارعت حكومة جنوب السودان، تحذيراً للشعب بإيقاف المصافحة، وذلك ضمن التدابير الرامية للتقليل من خطر الإصابة بمرض الإيبولا القاتل بعد أن تجاوزت حالات الإصابة الـ(4000) حالة، وقال مكتب المنظمة (جنوب السودان) إن السلطات الصحية في مقاطعة يامبيو بإقليم الاستوائية الغربي أفادت بوجود مرضى يعانون الأعراض المرتبطة بمرض إيبولا الذي يمكن أن يسبب وفاة ما يصل إلى (90 بالمائة) من ضحاياه. وقالت المنظمة إن أربع حالات عُزلت، وإن العمال الصحيين يراقبون (120) شخصاً يُعتقد أنهم اتصلوا بالضحايا عن قرب. وطلبت منظمة الصحة العالمية مساعدة منظمات دولية صحية أخرى وكنائس محلية ووكالات للمساعدة في رعاية المرضى ونشر الوعي العام والسيطرة على تفشي المرض.
وتقول دراسة حديثة إن مرض الإيبولا الذي يعد من أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان قد يكون له علاج، ويشير البحث الذي أجري على بعض الفئران في الولايات المتحدة إلى أنه يمكن تطوير لقاح في المستقبل القريب يمكنه علاج المرض الفتاك.
{ رائحة الموت تفوح بغرب أفريقيا
أعلنت منظمة الصحة العالمية أن حصيلة ضحايا إيبولا تجاوزت عتبة (4000) حالة وفاة وفق آخر حصيلة نشرتها (الجمعة). وقالت المنظمة إنه حتى 8 أكتوبر تم تسجيل (8399) إصابة في سبعة بلدان، وأدت إلى وفاة (4033) شخصاً، ولقي أكثر من (600) شخص مصرعهم في الغرب الأفريقي بسبب مرض الإيبولا. وذكرت منظمة الصحة العالمية، أن المرض يتفشى بسرعة في غرب القارة السمراء، لا سيما في ليبيريا وسيراليون، على الرغم من الجهود المحلية والدولية لمكافحة انتشار المرض، وحسب أرقام المنظمة فإن سيراليون سجلت أعلى عدد وفيات.
{ خلفية عن الوباء
عرف مرض إيبولا للمرة الأولى في السودان عام 1976، ويبدأ بارتفاع شديد في درجة الحرارة وألم في الرأس، وقد يؤدي إلى نزيف داخلي حاد. وينتقل المرض عن طريق سوائل الجسم المصاب. وهو أحد أكثر الأمراض المميتة إثارة للخوف على مستوى العالم. وكان المرض القاتل قد انتشر مرتين منفصلتين العام الماضي في جمهورية الكونغو مما أسفر عن وفاة نحو (150). يذكر أن فيروس الإيبولا صعب التشخيص في مراحله المبكرة، لأن بعض أعراضه، مثل الحمى وآلام المفاصل، تشبه الإصابة بالملاريا. والفيروس ينتشر عن طريق الاحتكاك بكميات صغيرة من سوائل الجسم. غير أن الكثيرين ممن يصابون بالفيروس يتطور عندهم المرض إلى نزيف داخلي، وهو العرض الذي يميز الإيبولا، ودون المتابعة الطبية المناسبة تصير فرص المريض في الشفاء ضئيلة. وحدﺪﺕ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺳﺖ ﺩﻭﻝ ﺗﻘﻊ ﺗﺤﺖ ﺧﻄﺮ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻓﻴﺮﻭﺱ ﺍﻟﺤﻤﻰ ﺍﻟﻨﺰﻓﻴﺔ (ﺇﻳﺒﻮﻻ) ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺇﻧﻬﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺧﻄﺔ ﻟﻠﺮﺻﺪ، ﻭﺍﻟﺘﺄﻫﺐ ﻭﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ.
ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﺣﺪﻭﺩ ﺑﺮﻳﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺃﻭ ﺧﻄﻮﻁ ﻧﻘﻞ ﺭﺋﻴﺴﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺽ، ﻭﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺧﻄﺮ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺇﻳﺒﻮﻻ ﻫﻲ: ﺑﻴﻨﻴﻦ، ﺑﻮﺭﻛﻴﻨﺎ ﻓﺎﺳﻮ، ﺳﺎﺣﻞ ﺍﻟﻌﺎﺝ، ﻏﻴﻨﻴﺎ ﺑﻴﺴﺎﻭ، ﻣﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﺴﻨﻐﺎﻝ- ﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﺃﻛﺪﺕ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ، ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺧﺎﺭﻃﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺇﻳﺒﻮﻻ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺪﺭﺗﻬﺎ مؤخرا.
ﻭﺗﻬﺪﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﺮﻳﻄﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻤﺮﺽ، ﻭﻭﻗﻒ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻩ ﺧﻼﻝ ﺳﺘﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﻌﺔ أﺷﻬﺭ. ﻭﺗﻈﻬﺮ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺜﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺛﺒﺎﺗﺎً ﻧﺴﺒﻴﺎً ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﺍﻹﺻﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮﺕ ﻓﻲ ﻏﻴﻨﻴﺎ ﻭﺳﻴﺮﺍﻟﻴﻮﻥ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻗﺪ ﺷﻬﺪ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻹﻳﺒﻮﻻ ﻓﻲ ﻏﻴﻨﻴﺎ ﻭﺳﻴﺮﺍﻟﻴﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﻠﻘﻲ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ (ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻌﺎﺟﻠﺔ إلى ﻔﺮﺽ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ)- ﺤﺴﺐ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ.
{ السودان يقاوم إيبولا منعاً لدخوله البلاد
أصبح فيروس الإيبولا على بعد خطوات من الحدود السودانية في أعقاب وصول المرض جنوب السودان، وأكدت وزارة الصحة الاتحادية اتخاذ إجراءات مشددة لمنع دخول المرض عبر الحدود، فضلاً عن مراقبة الحدود وتشديد الإجراءات في الموانئ والمطارات، ومتابعة حركة الداخلين، كما اتخذت ولايات دارفور إجراءات احترازية لمنع دخول فيروس (الإيبولا) الوبائي المنتشر في دول غرب أفريقيا إلى الإقليم.
وقال وزير الصحة بولاية جنوب دارفور “عمر سليمان الغالي” إن وزراء الصحة بولايات دارفور الخمس عقدوا ملتقى تنسيقياً ناقش وضع الاحتياطات اللازمة لمنع دخول مرض الإيبولا إلى إقليم دارفور المتاخم لدولتي تشاد وأفريقيا الوسطى اللتين تربطهما الحدود بدول غرب أفريقيا، حيث يتفشى إيبولا القاتل.
وأضاف “الغالي” إن الملتقى أوصى بتكوين لجان طوارئ للتصدي للمرض، فضلاً عن التنسيق مع دول الجوار لمراقبة تدفق الأجانب على البلاد، علاوة على عدم تحرك أفراد بعثة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بدارفور (يوناميد) القادمين من الدول التي انتشر فيها مرض الإيبولا، لافتاً إلى أنه يوجد أكثر من (19) ألفاً من الجنود الأفارقة لبعثة (يوناميد) في إقليم دارفور المضطرب غالبيتهم من دول غرب أفريقيا.
وأكد أن ولايات دارفور لم تظهر فيها حتى الآن أية حالات اشتباه بالمرض، لكنه تخوف من حدود دارفور الواسعة والمجاورة للدول الأفريقية حيث ينتقل الأجانب بين الحدود بسهولة.
ومن جانبه، نفى رئيس بعثة (يوناميد) “محمد بن شمباس”، تقارير بشأن إصابة أحد عناصر البعثة في غرب دارفور بالإيبولا، مشيراً إلى أنها مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة. وقد فرضت بعثة (يوناميد) قيوداً على سفر العاملين فيها بين دول غرب أفريقيا وإقليم دارفور، ضمن تدابير احترازية لمنع انتقال فيروس إيبولا القاتل إلى السودان.
وكانت حكومة جنوب السودان قد أصدرت، تحذيراً احترازياً للشعب بإيقاف المصافحة، وذلك ضمن التدابير الرامية للتقليل من خطر الإصابة بمرض الإيبولا القاتل.
وقال وزير الإعلام بدولة الجنوب “مايكل مكوي” إن حكومة جوبا قررت في اجتماع مجلس الوزراء العادي برئاسة الرئيس “سلفاكير ميارديت”، أنه لا ينبغي المصافحة، كجزء من تسريع الجهود التي أدخلت في جنوب السودان، لمواجهة فيروس إيبولا. وقال الوزير الجنوبي إنه ينبغي على المواطنين الرد على الآخرين بكلمة (مرحباً) بدلاً عن المصافحة، موضحاً أن الوقت قد حان لاتخاذ الاحتياطات الأمنية المناسبة بما يتماشى مع خطورة التهديد، كاشفاً عن تدابير إضافية لفحص المسافرين من وإلى دول غرب أفريقيا حيث يجتاح الوباء عدة دول هناك.