عودة صفوف الرغيف .. وندرة ملحوظة في عدد من أحياء الخرطوم !!
المواطنون عبروا عن سخطهم والمخابز بررت الظاهرة لغياب العمالة
تقرير – محمد جمال قندول
أطلت أمس(الأحد) ولليوم التالي أزمة الخبز وعادت ظاهرة صفوف البيع مجدداً أمام المخابز في عدد من الأحياء بالخرطوم، حيث رصدت (المجهر) انتظار العشرات من المواطنين للحصول على بضع رغيفات، فيما لا تزال بعض من المخابز مغلقة بعد إجازة طويلة.
وعبر عدد من المواطنين خلال استطلاعنا لهم عن سخطهم من عودة الصفوف لشراء الرغيف من المخابز، حيث بدأت بوادر الأزمة التي تفاقمت أمس، بدأت في الأيام الأولى للعيد وتفاقمت مع عودة المسافرين إلى الولايات أمس إلى العاصمة الخرطوم، البعض غضَّ الطرف في بادئ الأمر باعتبار أن الظاهرة روتين يتجدد عند كل عيد بمغادرة العمالة المهرة بالمخابز إلى الولايات. الأزمة بدأت تتفاقم رويداً رويداً، بلغت أمس ذروتها بوصول كل المسافرين. فقد شهدت مناطق وسط الخرطوم وجنوبه أمس أزمة ملحوظة في الخبز، بينما شهدت مدينتا بحري وأم درمان ندرة أقل.
أزمة حقيقية
مخبز سحر العيون بامتداد ناصر شرق الخرطوم كان وجهتنا الأولى خلال جولتنا لتقصي الحقائق حول وجود أزمة من عدمها، وكان الملاحظ وجود صف طويل من المواطنين أمام المخبز.
المواطن “ياسر” عبر عن أسفه لحالة الندرة التي يعيشونها هذه الأيام لشراء الرغيف وعودة الصفوف، وأشار إلى أن الأزمة بدأت منذ اليوم الأول للعيد، حيث أغلقت الكثير من المخابز لعطلة العيد وغادر العمال لذويهم مما جعلهم يلجأون إلى (القراصة) كبديل للرغيف.
بينما قالت الحاجة “زينب المختار” التي وجدناها في طريقها لشراء رغيف، قالت بنبرة ساخرة (ديل كلهم واقفين أخير أرجع وأجي تاني)، استوقفتها وعرفتها بنفسي وسألتها عن أسباب مغادرتها للمخبز، فردت بترحاب شديد ولكن بإفادة مقتضبة (يا ولدي حباب ناس (المجهر) والصحافة .. بس أنت شايف الناس صفوف يعني لو عايزة اشتري ما بقدر مع الشباب وكدا وفي أزمة من العيد). هذا ما قالت به الحاجة زينب.
أصحاب المخابز يبررون
وللوقوف على أزمة الرغيف كان لابد لنا من تقصي الحقيقة من أصحاب المخابز والمشرفين حيث تحدث إلينا “يس يعقوب” مشرف مخبز (سحر العيون)، بأن هنالك أزمة في الرغيف ولكن لأسباب معلومة لدى الجميع، عطلة العيد اضطر فيها أغلب العمال للسفر إلى ذويهم لقضاء فترة العيد، مما نتج عنها إغلاق عدد من المخابز واضطر الناس للزحام أمام المخابز العاملة. وأكد أن الدقيق متوفر وكل شيء من معينات العمل موجودة. وأشار إلى أنه يتوقع انفراج الأزمة اعتباراً من اليوم نسبة لعودة العاملين تدريجياً للعاصمة.
أحياء الجنوب تعاني
وعلى الجانب الآخر من حي امتداد ناصر حيث منطقة أوماك الشهيرة قصدنا المخبز الشهير (مخبز أوماك) والذي بدا نسبياً أفضل من سابقه، وظهرت فيه بوادر الانسياب والسهولة للمواطنين لشراء الرغيف، حيث تحدث لــ(المجهر) صاحب المخبز”إبراهيم محمد الشيخ” والذي اتفق مع الرأي السابق بأن هنالك أزمة سببها عطلة العيد وعدم وجود عمالة، مشيراً إلى أنها أزمة طبيعية تحدث عند كل عطلة وهي غير مخيفة .
وشهدت الأحياء الجنوبية للخرطوم الشجرة والكلاكلات والأزهري أزمة طاحنة شكلت لوحة من المعاناة المرسومة لمواطنيها في شراء الرغيف، حيث تحدث لــ(المجهر) عدد من المواطنين الذين عبروا عن سخطهم جراء الأزمة والتي بدأت تشكل هاجساً وتكررت أكثر من مرة لأسباب متفاوتة.
وأكد “الزين عبيد” صاحب مخبز الفؤاد بمنطقة الكلاكلة شرق لــ(المجهر) وجود أزمة، لكنه أشار إلى أنها ليست بالمخيفة سيما وأن عدداً من المخابز تم إغلاقها ونتج عن ذلك زحام كبير على المخابز العاملة مما شكلت بوادر أزمة. وأضاف “الزين” بأن الأزمة إن وجدت فإنها تكون واضحة على نطاق الأسواق جراء تهافت الناس على المخابز، مضيفاً بأن الأحياء السكنية لم تشهد أزمة كالتي شهدتها أسواق السوق العربي واللفة وغيرها من الأسواق الرئيسية.
استقرار أم درمان وبحري
فيما بدت أحياء بحري أكثر استقراراً وبعداً عن الأزمة في الرغيف، حيث تحدث لــ(المجهر) “عبد الرحيم عثمان” بأنهم في منطقة بحري لم يشهدوا أي أزمة للرغيف، مضيفاً بأن الوضع بدا مستقراً جداً في الشهور الأخيرة فيما يخص الرغيف، نسبة لكثرة المخابز ببحري على قلة مساحتها مقارنة بالخرطوم وأم درمان.
وبالمقابل عاشت أحياء أم درمان المطلة على الكباري، المهندسين والملازمين وغيرها استقراراً ملحوظاً ولم تصب بحمىَّ (العيش ما في)، وظهر ذلك جلياً في الجولة التي قامت بها(المجهر).