حوارات

القيادي بالمؤتمر الشعبي "يوسف لبس : حكاية ترشيح "الترابي" لرئاسة الجمهورية أضحوكة.. (ولو عملوه رئيس لأفريقيا لن نرضى)!!"

إخواننا في القوى السياسية الرافضة للحوار محقون.. ولكن عليهم أن لا يكونوا سلبيين!!
إجراء الانتخابات في وقتها سيعقد الأمور أكثر.. ومن الوارد أن نرجع حينها إلى محطة إسقاط النظام!!
حوار – سوسن يس
{ ما هو السيناريو الذي نتوقعه للفترة المقبلة على صعيد الحوار هل أنت متفائل؟ متشائم؟
– والله أنا أصلاً في حياتي ما تشاءمت، وواحد من الأشياء الطريفة التي كنت أقولها للناس إنني مكثت في السجن (كم تاشر سنة)، لكن أصلاً لم تأت لحظة شعرت فيها بالامتعاض أو قلت أنا مكثت في هذا السجن مدة طويلة أو ماذا سيكون مصيري.. أبداً لم أفكر في هذا، وتركت الأمر لله.. وأعتقد أن هذا قدر من الأقدار وأن ربنا تعالى قدره لي.. منذ ولدت قُدر لي أنني سأقضي هذه الأيام المحددة المعروفة في السجن، لذلك دائماً أكون متفائلاً والرسول “صلى الله عليه وسلم” قال (تفاءلوا خيراً تجدوه)، والتفاؤل هو أحد المفاتيح التي تدفعك إلى الاتجاه الصحيح، فتستطيع أن تحقق ولو جزءاً من ما تصبوا إليه، لذلك أنا متفائل بالرغم من الصعوبات.. هناك صعوبات، أتفق معك في هذا، لكن رغم ذلك أنا متفائل جداً.
{ في تقديرك.. إلى ماذا سيفضي الحوار؟
– أتوقع أن يفضي الحوار إلى نتائج طيبة، وأن يكون هناك تراضٍ بين الأطراف.
{ موقف القوى السياسية التي تقف خارج الحوار.. كيف تراه؟
– أنا دائماً أقول إن إخواننا في القوى السياسية محقون، لكن عليهم أن لا يكونوا سلبيين.. على الناس أن يمضوا في الطريق الإيجابي حتى نتمكن من الجلوس مع بعض والتوصل إلى وفاق حتى يخرج البلد من هذا المأزق الذي يعاني منه. الآن هناك أحزاب كبيرة وعريقة خارج الحوار.. حزب الأمة والحزب الشيوعي وحزب البعث.. أعتقد أنه على الناس أن يتغاضوا عن المرارات وعن القضايا الشخصية، وأن ينظروا لمصلحة البلد، وأن يجلسوا إلى طاولة الحوار ليحلوا قضاياهم بالنقاش وبالحوار.
{ قبل فترة أصدر حزب المؤتمر الشعبي تصريحاً نفى فيه ترشيح “الترابي” لرئاسة الجمهورية.. هل كان في نيتكم ترشيحه؟
– هذا مضحكة.. نحن وجدنا في الصحف (مانشيت) بأن البعض يسعون لترشيح شيخ “حسن” لرئاسة الجمهورية.. هذه أضحوكة بالنسبة لنا.. هذه مضحكة.. (الترابي دا لو عملوهو رئيس لأفريقيا نحن لن نقبل بصراحة).. “الترابي” إنسان مفكر وإنسان منتج، وإنسان مرجع، ومسألة أن يحصر نفسه في منصب رئاسة الجمهورية هذا الأمر نراه غير مقبول.. وعمره تجاوز هذه المسألة، مسألة أن يصبح رئيس جمهورية (فناس الجرايد دائماً ينشرون أشياء ما عندها أي علاقة بالحقيقة).
{ إذن أنتم اضطررتم لإصدار النفي؟
– (آآي).. نعم.. نعم.. (والزول النشر الخبر يكون قاصد شيء من وراه).
{ ربما كان قاصداً الإيحاء بأن المؤتمر الشعبي موافق على إجراء الانتخابات في وقتها.. فالذي يقرأ الخبر الأول أو النفي حتى يفهم أن الشعبي (ماشي في الانتخابات) ؟
– قد يكون هذا هو القصد.. قد يكون.. وحتى لو نحن (ماشين) في الانتخابات “الترابي” لن يكون الرئيس.. هذه بعيدة.. نحن عددناها أضحوكة.
{ إذا وافق الحزب على الانتخابات هل سيدفع بمرشح؟
– والله كل شيء بوقته.. لو نحن قبلنا بالانتخابات أجهزة الحزب ستجلس وتقرر كيف يكون شكل خوض الانتخابات، وأية وظيفة يمكن أن ندفع لها بمرشحين.. كل هذه الأشياء متروكة لأجهزة الحزب.
{ أنتم في المؤتمر الشعبي كنتم تقولون إن الشعبي بمقدوره أن يحل مشكلة دارفور في ساعات قليلة.. والآن بعد انخراطكم في الحوار وتقاربكم مع الوطني لم نعد نسمع منكم هذا الكلام؟
– نحن قلنا إن هذا الكلام سيحدث في حال حدثت استجابة من الطرفين.. هناك طرف قطعاً عنده مطالب، فإذا حصلت استجابة من الطرف الآخر فمن الممكن أن تصبح الحكاية قصيرة جداً.. عبارة (في ساعات) هذه مرهونة بالاستجابة للمطالب.. هذا هو المقصود.
{ وربما المقصود هو إرسال رسالة مفادها أنكم قريبون جداً من هذه الحركات المسلحة؟
– (والله نحن مش قريبين).. لكن أي إنسان له مظلمة نحن نقف معه.. نحن مع الإنسان المظلوم.. “الصادق المهدي” حين أُدخل السجن الشيخ “الترابي” كان أول من قدم طلباً لزيارته.. وذهب إليه واستمع له.. نحن ندعم المظلوم حتى ينتصر.. هذا هو مبدأنا.
{ حزب المؤتمر الشعبي الآن لا يمثل الحكومة ولا المعارضة؟
– لا أبداً.. نحن معارضة.. لكن ليس بمعنى أن أي حزب من الأحزاب المعارضة أنا أتبنى رؤيته.. لا أبداً.. نحن الآن لسنا حكومة، وطالما لسنا حكومة فنحن معارضة.. نحن معارضة إيجابية.
{ أو معارضة ناعمة؟
– (مش ناعمة).. (نحن أكثر ناس تضررنا من هذا النظام القائم).. هناك أحزاب تعارض النظام منذ (24) عاماً، ونحن ربما نعارضه منذ (14) عاماً، لكن نحن أكثر حزب تأذى من هذا النظام.
{ المعارضة السودانية عموماً لا يمكن أن نقول عنها إنها معارضة إيجابية.. لو كانت معارضة إيجابية لسمعنا لها صوتاً في قضايا كثيرة مهمة.. قضية المخدرات مثلاً.. وهي قضية ضخمة تم التعتيم عليها؟
– أنا اطلعت على بعض الصحف لكن ليس لديّ التفاصيل، سوى أن كذا حاوية من المخدرات…
{ (مقاطعة).. (وليه ما يكون عندك التفاصيل؟).. من المفترض أن تكون التفاصيل متوفرة لدى المعارضة وأن تكون قد أعدت ملفاً كاملاً عن هذا الموضوع المهم؟
– من الممكن أن يكون المؤتمر الشعبي أعد الملف حول هذا الموضوع.. قد تكون هناك منظومة معينة داخل الحزب قامت بهذا، وليس بالضرورة أن أكون أنا ملماً بتفاصيله.
{ الجدل مازال محتدماً حتى الآن حول قيام الانتخابات في وقتها وضرورة تأجيلها وتشكيل حكومة قومية.. المشهد غير واضح حتى الآن؟
– نحن قبل أيام أصدرنا بياناً رسمياً قلنا فيه إننا لن نشارك في الانتخابات بالصورة التي تمضي الآن.
{ إذا قامت الانتخابات ولم يشارك فيها الشعبي.. ما هو السيناريو المتوقع؟
– نحن قلنا لكم (الحكاية دي ما بتجي) لسبب واحد، هو أن التجربة السابقة خلقت عدم ثقة في مسألة الانتخابات، والآن أنت لا بد أن تعمل شكلاً جديداً في إطار بناء الثقة مع الآخرين الذين تريد منهم أن يخوضوا معك الانتخابات، وهم يريدون أن يهيئوا أنفسهم أولاً، ثم بعد ذلك تجرى الانتخابات.. لكن لو مضت الانتخابات بالطريقة الحالية هذه، سيكون (ما عندها معنى) وستتعقد الأمور أكثر.
{ وهل من الممكن أن ترجعوا إلى المحطة القديمة مع المعارضة.. محطة إسقاط النظام؟
– ممكن.. (نعم.. أي حاجة واردة).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية