بكل الوضوح
عامر باشاب
أحوالنا وحال العيد..!!
{ ما زالت الأعياد تفقد ألقها ورونقها القديم، فلم تعد الأعياد تعود بالحال الذي عرفت به عندما كانت الدنيا بخير، وكان الناس في كل بلاد الإسلام يعيشون في رفاهية ويتعاملون بالصدق والشفافية ويتعاونون على البر والتقوى وينعمون بالسلام والوئام.
{ جاءنا عيد الفداء هذا العام، ليجد الأمة الإسلامية في حالة من الضعف والهوان والخذلان والفرقة والشتات والانقسام والخلافات والخصومات والفتن والدسائس والمؤامرات والحروب.
{ جاءنا العيد ليجد الشعوب العربية والإسلامية تعاني ظروفاً معيشية قاسية وصاروا ضحايا لصراع سياسي وتنافس غير شريف حول السلطة والثروة.
{ جاءنا العيد ليجد الأسر السودانية الممتدة. قد أصابتها لعنة التفرقة والانقسامات التي أصابت القبائل والعشائر والأحزاب والتنظيمات السياسية والجماعات الدينية والطرق الصوفية.
{ جاءنا العيد ليجد السواد الأعظم من السودانيين وقد شوتهم نار الأسعار المتصاعدة إلى الأعلى باستمرار بدون مبرر، وفي غفلة الرقيب أحرقهم طمع وجشع التجار. وقضت عليهم السياسات الاقتصادية الخاطئة لتفقدهم حاسة التذوق والاستمتاع بالطعم الحقيقي للعيد.
{ جاءنا العيد ليجد حال الكثير من البيوت السودانية في هذا العام كحالها في الأعوام التي سبقته، قد غاب عنها مشهد الذبح والسلخ وحرمت حتى من رائحة الشواء.
{ جاءنا العيد ليجد العديد من القيم والفضائل الذي عرف بها أهل السودان قد انقرضت، فلم يعد هناك تكافل وتراحم وتوادد.. لم نعد نتفقد أصحاب الحاجات، ولم نعد نكفكف دمعة المحروم، وافتقدنا تلك الأيادي البيضاء التي كانت تمسح رؤوس اليتامى وتطبطب عليهم.. افتقدنا (المَدة) للجيران وافتقدنا.. وافتقدنا.. وافتقدنا.
{ جاءنا العيد ليجد حكومات الولايات ما زالت في ضلالها القديم لا مبالاة وعدم اهتمام بالصحة العامة، فالأسواق في كل مدن وعواصم الولايات مليئة بالأوساخ والظواهر السالبة.. أما الأحياء والأسواق بوسط العاصمة الخرطوم فما زالت (غرقانة) في مياه الصرف غير الصحي المختلطة بأكوام النفايات، وشوارع الأسفلت هرمت .
{ جاءنا العيد ليجد طرق المرور السريع في كل الاتجاهات تعاني من ضيقها وأزماتها المزمنة، وبرغم اجتهاد ويقظة رجال شرطة المرور تجد الأحزان والمآسي بسبب الحوادث المرورية المروعة.