رأي

"آمال عباس".. الرمزية لا تموت!!

بقلم – عادل عبده
المشهد التراجيدي الذي يعكس الإيقاعات المأساوية والمواويل الحزينة يتمثل في انزواء المساهمات الإعلامية على صعيد قضايا المجتمع والأحوال العامة للأستاذة “آمال عباس” الكاتبة الصحفية والناشطة السياسية ذائعة الصيت.
في ثنايا اللوحة الداكنة لم تعد القضية مكتومة، حيث صار الكثيرون يتحدثون عن أبعادها وتطوراتها وماذا تشكل من مفاهيم وإفرازات في ظل هذا المناخ الذي تسوده معالم الانفتاح والتفاهمات بين الفرقاء، وقد لا يختلف اثنان بأن هنالك استهدافاً مبطناً يتمدد في الأفق على الأستاذة “آمال عباس” من ناحية الرمزية ودورها المتعاظم في بلاط الصحافة والسياسة عبر الأجيال، فالمسألة أكبر من غياب زاوية تاريخية راتبة من عيون القراء ونقلها إلى الصفحات الداخلية.
ما يحدث الآن للأستاذة “آمال عباس” من مضايقة واضحة هي محاولة لقتل الرمزية التي تجري في عروقها.. إنها محاولة طائشة لم تصب الهدف، فالرمزية لا تموت إطلاقاً فهي منقوشة في الوجدان وتشرب من عبق التاريخ والمواقف الخالدة.
اختلفنا أم اتفقنا مع “آمال عباس” فهي شخصية وطنية ظلت صامدة وقوية عبر مشوارها الطويل في حقل التكاليف العامة. تركت “آمال” الشيوعية لكنها ذكرت بأنها تعلمت من الحزب الشيوعي (عشق السودان)، بل اعترفت بأن الشيوعيين عندما تخرج منهم (ما بيكونوا معاك ودودين) رغم ذلك لم ترسل الشتائم إليهم.. وما زالت حتى الآن ثابتة على القناعات المايوية، لم تبع قناعاتها كما فعل البعض!! ولم تتورع في الإفصاح عن الأخطاء والمثالب في العهد المايوي.
محاولة قتل المعاني والقيم أفظع من مسلك القتل الجسدي، لذلك طوت “آمال” آهاتها في ضلوعها وحبست غيظها في دواخلها ورفضت خطوات الإذلال والتقزيم التي مورست حيالها، وما زالت في انتظار نهاية الكوميديا السوداء في المشهد المأساوي وما يفعل أبطاله.
وإذا كانت حمولة الماركسية الثقيلة قد قصمت ظهر الشيوعيين، فإن شطط بعض الإسلاميين سيقصم توجهات الإنقاذ في النسخة الجديدة، فهؤلاء ما زالوا ينظرون إلى “آمال عباس” كمعارضة سياسية دون أن يفكروا في أن القلم الناقد الذي يعبر عن أفكارها يعني خلق التوازن المطلوب وتجسيد مبادئ الاعتراف بالآخر وهو التحول الدراماتيكي الذي تحاول الإنقاذ أن تكسبه لوازم المصداقية!! فالثابت من خلال هذه المعطيات أن هؤلاء الذين يضايقون الأستاذة “آمال” يضربون أطروحات السلطة الآنية في مقتل وهم يعتقدون عن سطحية أنهم يحسنون صنعاً!!
الإنقاذ تبدلت وتحاول ملامسة التغيير إلى فضاءات أخرى، وهؤلاء ما زالوا هائمين في الأجواء القديمة يريدون قتل رمزية “آمال عباس” وإظهار الولاء في المكان الخطأ، فالإعلام الناجح هو الذي يقبل الرأي والرأي المضاد، ولم تعد بوابة الإعلام الأحادي مقبولة في عصر اكتشافات الفضاء والألفية الثالثة، فالواضح أن منهج الإعلام العجائزي صار من مخلفات القرون الوسطى، وحسب الحكمة الشائعة فإن الصديق الجاهل أشد فتكاً بأهله من العدو المتربص.
والإسلام ليس دين الحقد والكمد والكراهية المزاجية، بل هو دين العدل والصدق والمحبة.. (تنزه الإسلام عن ما يفعلون).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية