رأي

"التيجاني محمد إبراهيم".. قدرة التأثير في "الشريف زين العابدين"!!

بقلم – عادل عبده

القطب الاتحادي العريق “التيجاني محمد إبراهيم” من عليائه لا يغيب خصائصه ومزاياه في ميادين السياسة والتجارة ومجالات البر والإحسان في الذكرى الثانية لرحيله الذي وقع كالصاعقة على أبنائه وأهله وأحبابه وأصدقائه وأطياف المجتمع.
“التيجاني” كان خليطاً بين رجل الأعمال الناجح والشخصية السياسية البسيطة الملتصقة بعامة الناس، وبين صاحب العلاقات الفخيمة والمكانة الرفيعة، وبين الإنسان الزاهد في الألقاب والصولجان.
في ميدان التجارة والبيزنس كان الراحل “التيجاني محمد إبراهيم” فارساً مغواراً في مواجهة العواصف التي تهب عليه، وفي حقل الرياضة تمدد على فضاءات المكانة الرفيعة في نادي الهلال.. وعلى صعيد السياسة كان “التيجاني” رجل المصادمة في مايو ومهندس مبادرة الحوار الشعبي الشامل في الإنقاذ.
دخل “التيجاني” التاريخ من أبوابه الواسعة في سياق دوره المشهود وجهوده الجبارة وتحركاته الواعية عندما نجح في تحويل مبادرة الحوار الشعبي الشامل من صيغة سياسية في خانة التنظير والخيال إلى دهاليز الواقع الملموس والمشروع المحسوس.. كانت المبادرة عملاً محفوفاً بالمخاطر وأطروحة يخشى الكثيرون إفشاء ملامحها والأهداف التي تتوكأ عليها، فقد كانت (الإنقاذ) في أيامها العصيبة والأجواء مكفهرة، والساحة مليئة بالظلال الداكنة، و”الشريف زين العابدين” غارق في كماشة التردد والخوف من المجهول!! كان “التيجاني محمد إبراهيم” فارساً واعياً وسياسياً ذكياً، له إمكانيات مهولة على فج الصعاب والأهوال، يراهن على أحقية الشعب السوداني في العبور من مرحلة الشمولية إلى رحاب الانفتاح مهما كانت الصعاب والمزالق.
حمل “التيجاني” حقيبته وذهب إلى القاهرة لمقابلة “الشريف” بعد مشاورات مكثفة مع قادة الإنقاذ، وقد نصح الكثيرون “التيجاني” بعدم الإقدام على هذه الخطوة من باب غياب الثقة في السلطة، فضلاً عن صعوبة إقناع “الشريف زين العابدين” بمشروع المبادرة.
لم يدب اليأس في دواخل “التيجاني”، فقد كان عازماً على الدخول في أبواب المهمة المستحيلة، حيث مكث مع “الشريف” بالقاهرة في مجادلات وتفاهمات حول الضمانات وملامح المبادرة، وكيف يقابل السودانيون والاتحاديون هذا المشروع الجريء!! كانت الإوزة الذهبية في مبادرة الحوار الشامل تتمثل في قدرة “التيجاني” في التأثير على “الشريف زين العابدين” بل إنها نقطة الارتكاز والرافعة الأساسية في إنجاح المبادرة.. كيف؟ الإجابة القاطعة أن “الشريف زين العابدين” شخصية مزاجية كثير الإبدال في آرائه وأفكاره، تكسوه الهواجس والظنون من باب التحوط والحذر، لذلك كان من الصعوبة والاستحالة إقناعه بالإقدام على قبول هذه المبادرة سيما في ذلك التوقيت العصيب.. غير أن “التيجاني” عبر الأسلاك الشائكة ولمس الزر السحري في شخصية “الشريف” وحاز على موافقته والتزامه بالمبادرة وتسويقها، وهذا هو الفوز الكبير والنجاح الباهر.
الشاهد أن “التيجاني” من خلال صبره ودهائه استطاع أن يضغط على بيت القصيد في “الشريف”، وأن يدغدغ التضاريس والخواطر التي تحركه من الداخل حتى استجاب الرجل إلى مبادرة الحوار الشعبي الشامل.. هذا هو دور “التيجاني” كمهندس للمبادرة في سياق قدرته في التأثير على “الشريف”، وقد لا يكون “التيجاني” مسؤولاً من الناحية المنطقية عن التوجهات التي لاحت على دروب مبادرة الحوار الشعبي بعد أن تحولت إلى صيغة مشاركة السلطة.
رحم الله الحاج “التيجاني” وتقبله قبولاً حسناً وجعل الجنة مثواه مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.. والعزاء لأبنائه “الزاكي” و”نصر الدين” و”فيصل” و”ياسر” و”عارف” و”علي” و”عصام”.. ورحم الله الراحل ابنه “محمد” والشهيد الدكتور “عاطف”.. والعزاء لزوجته المكلومة.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية