حوارات

والي شمال دارفور "عثمان كبر" في حوار الصراحة مع المجهر (1- 2)

هذه ملابسات تعييني والياً.. وهؤلاء سخروا مني بعد أدائي مراسم القسم..!!
(قعدت في راكوبة) وقلت للناس (تعالوا انصحوني)!!
دفعت ثمناً غالياً جراء المنصب وأطمئن على أولادي بالتلفون!!
الحركات المسلحة قتلت ضابط الانتخابات وسرقت صناديق الاقتراع!!
عملي في حكومة مايو ساعدني على تخطي المطبات!!

حوار – محمد الفاضل
أكثر من (10) سنوات وولايات دارفور تعيش وضعاً استثنائياً.. ومنذ بداية الأزمة في العام 2003م لم يهدأ الإقليم، وربما أراد له البعض عدم الهدوء ليكون مضطرباً ويعيش صراعاً مستمرا ، الصراع الذي كان محدوداً ويقع في فترات متباعدة بين الرعاة والزراع، غير أن الأمر تطور في اتجاه سالب، وزاد من تعقيد الأزمة التدخل الخارجي وظهور الأجندة ومحاولات بعض أبناء دارفور تمرير مصالحهم الشخصية وتحقيق تطلعاتهم على حساب المصلحة العامة، ومع كل ذلك ما زال هناك بصيص أمل في الوصول إلى تسوية تنهي حالة الصراع والمواجهة، كما أن الأوضاع في مجملها فيها قدر كبير من التقدم والتحسن بفضل جهود القوات النظامية في حفظ النظام وتحقيق الاستقرار وضبط المتفلتين وحسم التمرد.. وعلى الصعيد السياسي ورغم هذه الظروف انطلقت عمليات النهضة والتنمية وظهرت معالم التطور في بعض المناطق، وهدوء الأحوال في المعسكرات والقرى والمدن الكبيرة، وهذا لم يتم إلا بتنسيق الجهود السياسية مع الأدوار الأمنية والتشريعية بالتعاون مع رجالات الإدارة الأهلية.. (المجهر) وقفت على الأوضاع ميدانياً وزارت عدداً من المواقع.. وفي ختام الزيارة جلست إلى والي شمال دارفور “عثمان محمد يوسف كبر” في حوار متعدد الجوانب شمل العام والخاص، وكشف الكثير المثير منذ بداية الأزمة وحتى اليوم فماذا قال؟!
{ متى بدأت الحرب في دارفور وكيف تحولت إلى نزاعات إقليمية؟
– في الحقيقة بدأت إشكالات دارفور في مطلع العام 2003م، وبعدها أقيم مؤتمر جامع في 24/2/2003م وكان المؤتمر كبيراً.. وفي ذلك الوقت كانت دارفور ثلاث ولايات، في شمال دارفور كان اللواء “إبراهيم سليمان”، وجنوب دارفور “صالح علي الغالي”، وفي غرب دارفور “عمر هارون”، وقبل المؤتمر بدأت إرهاصات المشكلة وظهر التمرد، وهناك إشكاليات حصلت في منطقتين، منطقة حول (كبكابية) وفي جنوب دارفور، وذهبنا إلى الخرطوم ونحمل معنا الإرهاصات والكلام الذي تداوله الناس، إلى أن اجتمعنا برئيس الجمهورية المشير البشير، وبدوره وجه بتكوين لجنة لكي تذهب إلى دارفور لإعداد تقرير عن الموقف هناك، وقتها كان “عبد الرحيم محمد حسين” وزيراً للداخلية ويرأس اللجنة المكونة من الولاة الثلاثة ورؤساء المجالس التشريعية الثلاثة، حينها كنا نحن في شمال دارفور والشرتاي “إبراهيم عبد الله” في جنوب دارفور و”مصطفى محمد إسحق” في غرب دارفور، وأمناء المؤتمر الوطني الثلاثة في ذلك الوقت “سالم بابكر” في نيالا و”عبد الله خميس” في غرب دارفور، و”النور محمد إبراهيم” في شمال دارفور، ثلاثة أمناء مؤتمر وثلاثة رؤساء مجالس والولاة الثلاثة ومعنا سكرتارية وطبعاً رجال الأمن بالولايات الثلاث، وعلى ضوء هذا التقرير وجه الرئيس بتكليف “عبد الرحيم” رئيساً لهؤلاء.. طُفت على “كبكابية” وجنوب دارفور مرة أخرى.. زرت (كبكابية) منطقة النزاع وجئت واجتمعنا هنا تحت الشجرة دي- وهو يشير إلى الشجرة التي توجد بمنزله الآن بالفاشر- أعددنا التقرير وذهبنا به إلى الرئيس، والرئيس قرر أن يكوّن آلية لحفظ الأمن في دارفور.. (نفس المجموعات دي).. وكلف “عبد الرحيم سليمان” رئيساً للآلية في الولايات الثلاث، وأصبحنا نعقد اجتماعات بصورة دورية ومتصلة.
{ كيف حدثت ضربة الفاشر عاصمة شمال دارفور؟
– حصل الاعتداء على الفاشر.. وهي قصة طويلة.. لكن باختصار لما حصلت هذه الضربة على المدينة كانت في صباح 25/4/2003 واستمر الهجوم عليها حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً، والمعارك دائرة حتى وصلت شارع القيادة وشارع الجيش والمسجد الذي نصلي فيه، ولكن تمكن الناس وبعد قتال شديد من إجلاء المتمردين عن هذه المدينة إلى أن رجعنا للقيادة.. وصلنا يوم الجمعة تقريباً الساعة 3 ظهراً، وبدأت الحياة في المدينة تعود للمدينة لطبيعتها وبعدها أعددنا تقريرنا لتقديمه أمام المجلس الوطني واوضحنا كيفية الاعتداء على مدينة الفاشر، وجلسنا مع النائب الأول وقتها “علي عثمان” وسلمناه التقرير، وفي اليوم الثاني كان من المفترض أن نقابل الرئيس “البشير” وكان يوم (7)، وجلسنا معهم في المجلس الوطني وكذلك مع النائب الأول وفي اليوم التالي نجتمع مع الرئيس.. ونحن مع النائب الأول جاءني خبر وفاة الوالدة- رحمة الله عليها- يوم 7/5/2003م وكنت أنا بالخرطوم، مما اضطرني إلى الرجوع للفاشر لحضور مراسم العزاء.
{ كيف تم تكليفكم بمنصب الوالي؟
– في يوم 8/5/2003م اتصل بي هاتفياً اللواء “إبراهيم سليمان” قال لي إنه ذهب إلى الرئيس الذي عيّن الفريق “آدم حامد” والياً على جنوب دارفور وأعفى واليي شمال وغرب دارفور من منصبيهما.. وظل “آدم حامد” والياً لجنوب دارفور، وعينوا اللواء “سليمان” والياً لغرب دارفور و”عثمان كبر” في شمال دارفور، وتم إعفاء القائد العسكري ومدير جهاز الأمن والشرطة.. كلهم أحيلوا للمعاش في عملية تغيير جذرية.
فكما تعلم فانا كنت معلما ومن أولاد البلد و(قاعد) مع الناس وفي المجلس التشريعي صحيح ولكن الشاهد إن المواطنين ما كان يفتكروا في هذا الوضع يأتي زول مدني ويمسك الولاية وزول أستاذ يأتي ويمسك ولاية ملتهبة.. و كانوا (قاعدين يقولوا) معقول الولاية تمشي بالصورة دي ؟ (90%) أو (95%) من سكان شمال دارفور ما (راضيين ولا قابلين) “عثمان كبر” دا نهائي، اعتقدوا إنو الوضع الماثل في الولاية غير مناسب مع “عثمان”.. ودي حاجة شاذة جداً لدرجة أن البعض وأنا كنت أودي القسم يوم 13/5 في نفس اللحظة المتمردين هجموا على محلية (مليط)- ضاحكاً- الناس كانوا بيقولوا الوالي دا من المطار إلى بيتو يمشي بشنو إلا يجيبوه بالطائرة.. باختصار وجودي لم يكن محل ترحيب في البداية لدى المواطنين.. بعدها بأيام قلائل من تكليفي استأنفت العمل، واجتمعنا مع لجنة الأمن اجتماعات طويلة.. أجرينا تأمينات وتحسينات لبعض المدن.. وبدأت اشتغل شغل اجتماعي سياسي.. جلست في (87) اجتماعاً كل يوم أنا بعمل (4-5) اجتماعات كبيرة.. استهدفنا في هذه الاجتماعات كل القبائل الكبيرة، (نجيب) قياداتها وناسها وزعماءها.. اجتماعات مع قطاعات العمال والموظفين والشباب.. (87) اجتماعاً في ظرف (15) يوماً.. كل هذه الاجتماعات أنا لم أتحدث فيها، كنت أسلم على الناس وبرحب بيهم، وبقول ليهم أنا كلفت وأنا ما منكم هنا وأنا عارف الحاصل، لكن داير أسمع منكم إنتو تقولوا لي شنو تنصحوني بشنو، رأيكم شنو.. كنت بسمع ليهم وأي كلمة قالوها كنت بكتبها وبسجلها لحدي هذه اللحظة.
وبعدها عكفت خمسة أيام لصياغة الكلام الذي تم التداول حوله، لخصت حديث هؤلاء الناس، ومن الملخص دا طلعت بمفاهيم عامة وآراء وموجهات.. كل القرارات وضعتها في مصفوفة زي ما بيقولوا في اللغة الحديثة كاملة، ما عندي حاجة في (راكوبة هنا) وقعدنا في (البرش) وقلت ليهم يا أخوانا أنا سمعت ليكم، أنا داير أقول ليكم كلامكم القلتوه ورأيي في كلامكم القلتوه وفهمي (نمشي بيهو)، لكن داير أقول في الأول والله أنا أصلاً ما طامع في رضا كل الناس ورضا الناس غاية لا تدرك.. وفي ناس يسخطوا لكن أنا ما خايف من سخطهم لأنو أنا ما ممكن أرضي كل الناس.. هذا هو المبدأ الأول الذي نعمل به.. ثانياً أنا لا أريد أن تأخذكم العزة والأنفة وتبتعدوا عن الحاكم، أنا دايركم تكونوا قريبين من الحاكم.. تعالوا أنصحوه ووجهوه ..
وقلت لهم حقي عليكم الطاعة والنصح والإعانة وحقكم عليّ العدل بينكم وأقدم لكم الخدمة وأساوي بينكم، قالوا خلاص اتفقنا. ودا والله كلامنا، ونحن ما عندنا أكثر كدا، ومن جلستنا دي نقوم نطلع مجلس.. الوقت داك ما كان عندنا مجلس تشريعي وظروف الحرب القائمة والانتخابات، قاموا المتمردين قتلوا ضباط الانتخابات و(شالوا) صناديق الانتخابات.. وبعدها في ذلك الوقت أتلفت الانتخابات في الولاية.. ومن أبرز الأحداث أتذكر أنهم قتلوا ضابط انتخابات (كتم) وآخرين في انتخابات عديدة ما كان في مجلس تشريعي في الولاية ومؤسسات كثيرة في الولاية غير موجودة.. بدأنا في استعادة المجلس التشريعي المنتخب بمجلس استشاري من فئات مختلفة. ومن هذه الفئات أعطينا كل جهة ثلاثة أسماء.. وبعد ذلك نحن أكملناها، والمجلس فيه حوالي (500) شخص من كل الولاية ويجتمع كل (3-4) أشهر ويفيدنا بآرائه، واستمررنا في العمل، والناس بدأت تنزل برنامجها.
وعبّر ضاحكاً: (الناس كان يقولوا السؤال كيف يجيء من المطار إلى منزله إلا بالطائرة).. بدأ مفهومهم يتغير.. فالشاهد أن السياسي الأصلح أن يبدأ من درجة الصفر، وأي سياسي يتعين بدرجة عالية من الرضا الشعبي لما ينزل يكون الرضا الشعبي أقل، ودي خسارة.. لكن أي سياسي عندو عزيمة يتعين هو بدرجة أقل ويتولى مناصب متقدمة حتى ولو نزل بدرجة أقل يكون أفضل قبولاً لدى الشعب. حتى ولو تقدم درجة واحدة.. هذه هي المعادلة والنظرية (الشغالين بيها).
{ هل أثر وضعك كوالي علي اسرتك؟
– أبدأ بالنقطة الأخيرة التي ذكرتها.. في إطار الأسرة كلفني هذا المنصب كثيراً جداً.. والله أنا لي أسرة وبعيد منهم، والله أقرب الناس مثل الأولاد بالتلفون العادي لم أجد وقتاً للاتصال والحديث مهم.. ودفعت ثمناً غالياً جداً وداير أقول لك إنني ولدت وتربيت في شمال دارفور، وأنا بصراحة السياسة دي تدرجت من الدرجة (14) أو (19) عمالية من الزمن داك أنا “عثمان كبر” في يوم كنت رئيس اللجنة الشعبية في حي من أحياء قرية من القرى وحتى الآن أنا والٍ لشمال دارفور .. كنت رئيس اللجنة الشعبية التضامن، وتدرجت من اللجنة الشعبية لحدي وصلت والي شمال دارفور (قبل (الإنقاذ) كنت في (مايو) شغال وكنا شباب بدأنا حياتنا في أول الثمانينيات.. ونحن بصراحة من خلال عملنا في عهد (مايو) كنا من العناصر التي عملت في العمل العام، كان التكليف العمل في اللجان الشعبية والمجالس وقتها يسمى بالمجلس الريفي آنذاك.. وعملت معلماً بحكم علاقتي مع المعلمين وغيرها ووجودي الطويل في شمال دارفور وعملي المتنوع في السياسة وفي الرياضة والثقافة وغيره جعلني ألم وأتعرف بقدر كبير من الناس.
وأيضاً المجلس الولائي وغيرها من المجالس كلها أعطتنا فرصة لمعرفة الناس، وبحكم عملي في التدريس أُعطيت ملكة حفظ الأسماء.
{ ما تعليقك على الاهتمام الدولي بشمال دارفور.. وشعورك عندما تعلم أن هناك وفداً قادماً من المخابرات الدولية أو المنظمات الموجودة في الولاية؟
– والله تقريباً أكثر من ألف وفد مر علينا في ولاية شمال دارفور في وسط أو آخر 2005م إلى بداية 2006م وحتى 2010م.. استقبلنا أكثر من ألف ومائة وفد زاروا الولاية وبمختلف المكونات وثلاث مرات مجلس الأمن الدولي لعقد اجتماعات في الفاشر.. آخر اجتماع له في أكتوبر 2010م في هذه القاعة التي تقع أمامكم، ووفود متنوعة جداً، كلها عندها أغراض، ووفود المنظمات تحديداً وحقوق الإنسان والمنظمات الدولية وغيرها.. وحضرت أيضاً وفود إعلامية وصحفية كبيرة جداً.. و(برضو) في الشخص المغرض والذي يأتي من أجل الحقيقة، ولكن الإنسان الذي يحضر يجب أن نستقبله ونتقمص شخصية السودان، كما تعلمون السودان مستهدف من أعداء لهم درجة عالية من (التكتيك) وإستراتيجية بعيدة المدى ومرحلية ومنوعة وفي نهاية المطاف ينال من السودان إذا حصل أي تهاون أو تراخٍ.
وأول ما أعلم أن هناك وفداً قادماً إلى السودان لزيارة دارفور ينتابني إحساس بأن هذا الوفد يريد أن ينال من السودان، لذا لابد أن نمثل السودان خير تمثيل، وأن أكون حذراً جداً ويقظاً، ولا أترك أية ثغرة منها يؤتى السودان.. بهذا المنطق استطعنا التعامل مع جميع الوفود.
{ في أول يوم من إذاعة خبر توقيف الرئيس “عمر البشير” من قبل المحكمة الجنائية.. أنت طلبت زيارة الرئيس في ذلك الوقت إلى دارفور.. وكما تعلم خرج الناس في أم درمان في تظاهرة عفوية من كرري.. ألم تفكر أنها قد تسبب لك مشكلة؟
– أبداً ما أتخوفت، وهناك إرهاصات نسمعها بأن هنالك أسماء مطلوبة لدى المحكمة الجنائية والمرشحين من أبناء دارفور للمثول هناك، وأنا قلت أصلاً إذا اسمنا ما طلع في كشوفات الجنائية متهمين نكون نحنا ما صدقنا ولا اشتغلنا صاح، لأننا نفتكر أن الاستهداف قائم على حقيقة، قائم على غرض سياسي، والهدف منه إضعاف السودان والقادة الأساسيين فيه، لذلك لم نكن خائفين من أن تظهر أسماءنا في الجنائية أو غيرها، وكنت واثقاً من موضوع الجنائية، وللعلم أنا عشت حياة المعسكرات و(90) لوري يحمل من معسكرات النازحين هم الناس الذين استقبلوا الرئيس “عمر البشير” في قضية المحكمة الجنائية.. وفي الحقيقة قصدنا منها أن نهزم المجتمع الدولي ونعري الجنائية بهذا المشهد.
{ تلاحظ وجود المنظمات الدولية من (يوناميد) وغيرها متمركزة في الولاية.. كيف يتم التعامل معها والتنسيق بينكم وما هي أهدافهم؟
– (يوناميد) هي قوات مشتركة بين السودان والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، المكونات الثلاثة هذه الهدف منها حفظ السلام في دارفور ومساعدة الناس، لأن مدينة الفاشر هي التي تحتضن رئاستها، والنظام في الأمم المتحدة هو نظام مركزي، مثلاً إذا في شخص مسافر من الجنينة لابد أن تأتي إشارة من الفاشر، ولهم القبضة والسيطرة المركزية، والتركيز كله من موظفين وأفراد موجودين في مدينة الفاشر دا السبب الرئيسي ومهمة الـ(يوناميد) جاءت باتفاق.. وفي تقديري أن منظمة (يوناميد) أفضل من غيرها.. هذه قناعاتي.. والعالم يخطط أنه عبر دارفور يمكن أن يحصل على غايته من السودان، فجاءت الفكرة بالاتحاد الأفريقي وتمت مساعدتنا من بعض الأصدقاء من الدول الأفريقية أن تأتي قوة حفظ سلام من أفريقيا، ولما أحس المجتمع الدولي بأن هذه القوة لم تحقق لها غايته، طلب ترفيع القوة المشتركة من الأمم المتحدة وأدخل فيها بعض العناصر الفنيين وبعض المسائل.. عشان ينالوا غايتهم.. بالمقابل نحن في السودان مارسنا عليهم ضغوطاً بأن يكون السودان جزءاً منها، وحريصون أن لا نترك لهم مساحة للتطور، والـ(يوناميد) بشكلها هذا أفضل لنا لأنها تحت السيطرة.. وبعلاتها نحن متمسكون بها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية