وقائع احتفالية فوق العادة بسودنة خط أنابيب شركة النيل الكبرى للبترول
بعد أيلولته للحكومة بنسبة (100%)
قري ـ رقية أبو شوك
احتفالية فوق العادة كان مسرحها منطقة قري شمال الخرطوم لحدث تاريخي في صناعة النفط بالسودان هو سودنة خط أنابيب خام شركة النيل الكبرى لعمليات البترول، بعد أن تمت أيلولتها بنسبة (100%) لحكومة السودان. كان يوماً غير عادي لأن الكل تأهب لإطلاق صافرة البداية السودانية الخالصة عقب تسلم وزارة النفط الخط من الشركاء بعد مرور (15) عاماً من التشغيل وعبر اتفاقية (منظومة نقل خام النفط السوداني ـ اسكوت) .. ففي منطقة قري قرب مصفاة الخرطوم كان التسليم والتسلم بحضور وزير النفط المهندس “مكاوي محمد عوض” وعدد من مهندسي الشركات المختلفة. الصفقة التي وجدت استحساناً كبيراً تمت بعد أن تمكن الشركاء والمتمثلون في (الشركة الوطنية الصينية للبترول وبتروناس الماليزية وسودابت السودانية و(ongc)الهندية(، من استرداد التكلفة الكلية للخط والبالغة (1.2) مليار دولار ليصبح سودانياً، حيث رفع وزير النفط العلم السوداني على مبنى شركة بترولاينز لخام النفط والتي ستتولى أعمال الخط السوداني.
)بترولاينز( لخام النفط .. إدارة الخط
في العام 2010 آل الخط وبنسبة (70%) إلى حكومة السودان و(30%) للشركاء بشركة النيل الكبرى، وتمت أيلولته أيلولة كاملة مطلع الشهر الجاري، حيث ستقوم شركة بترولاينز لخام النفط بإدارة الخط بحكم الخبرة والتخصص في هذا المجال أو كما قال وزير النفط سعته (400) ألف برميل .
وزير النفط المهندس “مكاوي محمد عوض” وصف هذا اليوم بالتاريخي في صناعة النفط بالسودان. وقال كنت أتمنى أن يرفع معي العلم السوداني دكتور “عوض أحمد الجاز”، لأنه هو الذي وضع لبنات الصناعة النفطية بالسودان، ويبدو أن لجنة الحفل قد نسيت. وأضاف: (وسعدت أكثر لأنني لم أنزل علم الشركاء لأنهم شركاء النجاح)، مؤكداً أنهم عملوا معنا خلال (15) عاماً بنجاح واجتهاد وعملهم لم يختصر في الفنيات، وإنما في تدريب الكوادر السودانية والتي أصبحت جاهزة الآن لإدارة الخط، حيث أكد هنا المدير العام لشركة بترولاينز “محمد عبد الرحيم” أن كل العمالة سودانية خالصة ما عدا ثلاثة فقط.
تحدي تسيير المشروع
الوزير “مكاوي” أعاد إلى ذاكرة المشاركين في الحفل بأن منطقة قري ـ كانت صحراء. وقال كنا نتنقل مع دكتور “الجاز” لعمل خطوط الكهرباء ولكنها الآن أصبحت منطقة سياحية. وتابع (نحن في وزارة النفط سنجتهد لتسيير هذا المشروع كما كان وذلك حتى يكون نقل البترول سريعاً). وأشار إلى أن باب الشراكة مع شركاء النجاح لن يكون مغلقاً وإنما سيكون مفتوحاً، لأنهم شركاؤنا في استخراج البترول. وأضاف: (هذا هو خطكم الذي تصدرون عبره البترول، ونحن على استعداد للدخول في مناقشات لاحقة للنظر في هذا الأمر)، معرباً عن أمله في أن يصل الخط إلى سعته التي كانت قبل الانفصال.
استكشافات بترولية جديدة
وزير النفط أطلق وعلى هامش الاحتفال وفي تصريحات صحفية بشريات للشعب السوداني، بأن الثاني عشر من الشهر الجاري سيشهد دق الرق في منطقة أخرى إيذاناً باستكشاف جديد.
من جهته أكد المدير العام لشركة (بترولاينز) “محمد عبد الرحيم” بأن الخط انتقلت ملكيته للوزارة بنسبة (100%) وفق الاتفاقيات المبرمة مع شركاء إنتاج النفط. وأشار إلى استيعاب كل العاملين في الشركة الجديدة. وأوضح بأنه سيتم عبر هذا الخط نقل مزيج النيل لمصفاة الخرطوم ومنه إلى ميناء بشائر. وذكَّر بأن الخط نقل عبره وخلال فترة الـ(15) عاماً أكثر من (15) مليار برميل.
ممثل الشركاء “زانج بنكسين” عبر عن سعادته لأيلولة الخط للسودان. وأكد جاهزية الشركاء للتعاون مع السودان ودعم الصناعة النفطية بالبلاد. وقال إن فترة الـ(15) عاماً كانت فرصة للتعاون وتدريب الكوادر السودانية مما سهل من عملية الانتقال.
وتشير (المجهر) إلى أن طول الخط الذي آل لحكومة السودان والذي أنشئ في العام 1999م بلغ (1505) كيلومترات، بدأ من هجليج وانتهاءً في مرسى بشائر لتصدير النفط وبقطر (28) بوصة أنشئ بكلفة بلغت (1.2) مليار دولار وبه (6) محطات ضخ على امتداد الخط ماراً بولاية جنوب كردفان وبالأبيض بشمال كردفان، حيث يغذى مصفاها بخام النيل ويعبر نهر النيل في منطقة الريف الشمالي لأم درمان ليغذي مصفاة الخرطوم بخام النيل، وينطلق محاذياً نهر النيل وبنهر عطبرة وينطلق من عطبرة شرقاً ليخترق جبال البحر الأحمر حتى مرسى التصدير.
يشار إلى أن شركة (بترولاينز) التي ستدير الخط تم تأسيسها في العام 2011 باسم (بترولاينز) القابضة، وتغير اسمها في يوليو من العام الجاري لبترولاينز لخام النفط، وذلك بغرض تشغيل وإدارة خط الأنابيب الناقل لخام مزيج النيل، ويبلغ عدد العاملين بها (322) بالإضافة إلى (370) بعقود من شركات المقاولات يعملون من ضمن الأنشطة المعاونة للشركة.