السيدة "حفية المهدي" حرم "الصادق المهدي" في دردشة مع (المجهر السياسي)
حوار – سوسن يس
هناك ضغوط شديدة على “عبد الرحمن” ليقدم استقالته من الحكومة.. وهو قال لأخواته (استقالتي مكتوبة)!!
“المهدي” شخصية سهلة وهو عطوف جداً و(حنيِّن)!!
أشعر بالخوف على الإمام.. واطمأننت عليه بعدما ذهب “بشرى” إليه!!
هذه هي حكاية قصيدة (إثنا عشر) التي أجهش الإمام “المهدي” بالبكاء أثناء إلقائها!!
{ مقدمة
تبدو امرأة عادية جداً.. لكن أكثر ما يميزها ويلفت انتباه من يجالسها، وجود تشابه كبير بين شخصيتها وشخصية الإمام “المهدي”، فهي (سلسة، مهذبة ولينة العريكة).
السيدة “حفية مأمون شريف” حرم “الصادق المهدي”.. (المجهر السياسي) التقتها في هذه السانحة، وانتزعت (15) دقيقة من وقتها رغم مشغولياتها أجرت خلالها هذه الدردشة.. فإلى مضابطها..
{ أستاذة “حفية” كيف أحوالكم؟
– الحمد لله بخير.
{ كيف أخبار الإمام “المهدي”.
– بخير الحمد لله.
{ و”مريم”؟
– والله نحن طالبنا بزيارة لـ”مريم” ولم يسمحوا لنا، سمحوا لزوجها “عادل شريف” أعطوه إذن لربع ساعة قابلها، وكان مصاحباً له في الزيارة فرد أمن.. ونحن ذهبنا ونفذنا وقفات احتجاجية سلمية في جهاز الأمن وقدمنا مذكرة، وفي النهاية تسلّموها مننا بعد حذف جملة (النظام الجائر).. طلبوا حذف هذه العبارة وبعدها تسلّموا المذكرة ورجعنا.
أما الوقفة التي قمنا بها أمام سجن النساء فكانت وقفة سلمية أيضاً، وهي أصلاً كانت دعوة من منظمة (لا لقهر النساء).. نحن ذهبنا وتضامنا معهم وهم مشكورين عملوها بخصوص “مريم”.. كان العدد كبير لا يستهان به، وكنا رافعين صور “مريم”.. كانت وقفة سلمية جداً جداً، وفجأة جاءنا أحد الأشخاص من داخل السجن وقال لنا: (يا أخوانا فضوا الوقفة دي)، واحدة من النساء، أظنها “رباح” قالت له: (نحن مقررين نقيف ساعة) وناس منظمة (لا لقهر النساء) قالوا له: (نحن قررنا أن تكون الوقفة لمدة ساعة والساعة لم تكتمل بعد، لذلك لن نتحرك) فقال: (طيب.. كويس).. وذهب ثم عاد ومعه آخرون وقاموا بتفجير (بمبان) شديد جداً جداً (الشارع كله امتلأ دخاخين).. وكان شيئاً غريباً جداً جداً، وهناك أناس تأذوا بسبب (البمبان) وكل واحد كان مشى على اتجاه، فقالت لي “طاهرة” ابنتي: (هناك ناس ركبوهم العربية عايزين نعرف من هم).. فعرفنا أن “زينب” و”أم سلمة” و”رباح” و”سارة نقد الله” وكذلك البنات الصغيرات بنت “أم سلمة” وبنت “طاهرة” “غفران”.. “غفران” مثلت دوراً شجاعاً جداً.. أحد الأفراد كان يحمل عصاه وحاول أن يضرب بها “سارة نقد الله” ثم “زينب الصادق”” فقامت “غفران” بخطف (العصاية) وأرادت أن تضرب العسكري (فقاموا طوالي شالوها ختوها في العربية)، والبنات الكبيرات “رباح” و”أم سلمة” قالن (ما بنخلي البنات ديل يمشن براهن) فركبن معاهن في العربية والعربية مشت.
{ ماذا حدث بعد ذلك؟
– نحن لم نكن نعرف إلى أين ذهبت بهن العربة.. قيل لنا ذهبوا بهن إلى (الأوسط).. ذهبنا إلى (الأوسط) ووجدنا هناك مجموعة من ناس (لا لقهر النساء) جالسين تحت الشجرة فجلسنا معهم حوالي الساعتين إلى أن جاء الملازم “صديق الصادق” وعمل ضمان للمجموعة كلها وطلعوا والحمد لله.
{ اتصلتم بالإمام “المهدي” وحكيتم له هذه التفاصيل؟
– (والله أكيد بتكون وصلتو الأخبار دي).
{ ومتى سيعود الإمام؟
– والله طبعاً هو عنده برنامج توضيح لإعلان باريس في بعض الدول، وعندما ينتهي من هذا البرنامج سيعود إلى البلد.. وبالرغم من أن هناك تهديدات شديدة، لكن هذه التهديدات تم نفيها كما نشرت صحيفة (المجهر) في عدد اليوم.. وبالمناسبة أنا أشيد بالكلام الذي كتبه أستاذ “الهندي عز الدين”.
{ يقال إن “وصال المهدي” سافرت والتقت أخاها؟
– التقتوا وين؟! لا لا.. دا كلام ساكت.. هي ذهبت وزارت أولاد “مريم” في منزلهم.
{ الناس يقولون إن “الصادق المهدي” دفع بأولاده إلى الحكومة وببناته إلى المعارضة؟
– والله الإمام دائماً يقول: (كل أولادي وبناتي ناس ناضجين ومالكين قرارهم).. وهو لا يتدخل في قراراتهم.. هذه اجتهادات تخص الأولاد والبنات، ولا تتم بتوجيه من الإمام.
{ الآن “عبد الرحمن” موجود في الحكومة.. ما هو موقفه من ما يحدث؟
– والله من الممكن أن توجهي هذا السؤال لـ”عبد الرحمن”، وبالتأكيد هو له رأي وعنده وجهة نظر محددة.
{ أنت ألم تتكلمي معه؟
– أنا تكلمت معه فقط عندما كان الإمام معتقلاً.. كنا قد ذهبنا إلى سجن (كوبر) مع بعض فقلت له: (يا “عبد الرحمن” أنا بفتكر أنت ما تستقيل الآن من منصبك إلى أن يفرج عن الإمام.. اليوم الذي يتم فيه الإفراج عن الإمام أنت تقدم استقالتك.. دا رأيي أنا).
{ هل كان ينوي تقديم استقالة؟
– (آآي هو كان قال إن استقالته مكتوبة وكدا).. أنا ما شفتها لكن هو قال لأخواته، وأخواته في اليوم الذي اعتقلوا فيه الإمام ضغطن عليه ضغوط شديدة وقلن له (لازم تستقيل).. وأنا وجهة نظري كانت مخالفة.
{ أن يستمر في الحكومة إلى أن يتم الإفراج عن والده؟
– نعم.
– وجهة نظرك أنه من الممكن أن يقدم من خلال منصبه هذا شيئاً لمصلحة والده؟
– والله طبعاً هذا شأن يهمه هو (وهو بعرف بعمل في شنو).
{ إضاءات حول شخصية الإمام “المهدي”.. “المهدي” في البيت؟
– الإمام “الصادق المهدي” والله شخصية أنا ما بقدر أتحدث عنها.. هو (زول عادي جداً) وصادق جداً.. إنسان يحب لمّ الشمل ولمّ الشتات، وهو دائماً يسعى للمّ الشمل، وأنجز إنجازات كبيرة جداً الجميع يعرفها سواءً في مجال حزبه أو خارج حزبه.
{ “المهدي” الأب والزوج.. هل هو أب وزوج سهل أم صعب؟
– والله هو ساهل من أسهل ما يكون، وتعامله رقيق ومهذب وعطوف على أولاده وعلى بناته ويحبهم حباً جماً.. وحنين جداً.
{ “الصادق المهدي” والمطبخ.. هل يدخل المطبخ؟
– (لا لا.. المطبخ دا ما قاعد يخشو).
{ ما حصل يوم عمل شاي أو قهوة؟
– لا لا والله ما حصل.. (وما عنده زمن ذاتو).. هو دائماً شاغل نفسه بالقراءة وبالكتابة.. كتب ربما أكثر من (30) كتاباً وما زال يكتب.
{ “المهدي” مع أطفاله؟
– أولاده للأسف في الفترة التي كانوا فيها أطفالاً هو كان في المعتقلات.. في أيام “نميري” كان دائماً بين سجن شندي وبورتسودان السجن الأسود.. كان بعيداً عن أطفاله وكنا أنا أو “سارة” نكون معه في المعتقل وأحياناً نكون كلنا.. والأطفال يكونون وحدهم معهم مربيات (كويسات جداً) واحدة اسمها “مريم” والأخرى “عزيزة” وهي حبشية والآن مريضة نتمنى لها الشفاء.. (الاتنين ديل ما قصروا معانا وكانوا متولين أمر الأولاد وأمر البيت).
{ مواقف تتذكرينها للإمام “المهدي” الآن فتفيض دموعك؟
– والله أتذكر أنه مظلوم ربنا ينصره إن شاء الله.. وهذا شيء مؤثر جداً.. أيام سجنه الأخير أنا (بجد انزعجت) لماذا؟ لأن هذا السجن الأخير لم يكن كالمعتقلات السابقة، فالاعتقالات السابقة كانت بسبب أشياء معروفة وكان معه ناس، لكن الاعتقال الأخير كان غريباً جداً.
{ هل تشعرين بالخوف عليه؟
– (والله طبعاً الواحد بخاف.. لكن ربنا يحفظه إن شاء الله).
{ في حوار أجري مع “مريم” قالت إن دموع الإمام “المهدي” أصبحت (قريبة).. وبالأخص في الشأن العام.. وقالت (في إحدى المرات انخلعت عندما رأيته يبكي ويتنخج)؟
– في الشأن العام نعم يتأثر شديد، وأنا أذكره مرة في ذكرى شهداء المولد هو كان يتلو قصيدة اسمها (إثنا عشر)، وهي قصيدة مجهولة المؤلف.. هناك شخص مجهول سلمها للإمام في أثناء ذكرى حوادث المولد التي كان استشهد فيها بعض الناس.. وبالمناسبة هي كانت سبباً في وفاة الإمام “صديق”.. فالإمام “صديق” مات بسبب التأثر على الأنصار الذين قتلوا من غير ذنب إلا أنهم أنصار.. (1200) شخص من الأنصار قتلوهم بالرصاص الحي، والإمام “صديق” تأثر شديد جداً وأصيب بالذبحة بعد ثلاثة أيام من هذا الحدث وتوفي.. الإمام “الصادق” كان يتذكر كل هذه الأحداث وهو يتلو القصيدة في ذلك اليوم فأجهش بالبكاء.
{ هل حدث أن أجهش أمامك بالبكاء لدرجة أبكتك أنت أيضاً؟
– نعم.. في هذه الأحداث كلنا بكينا.
{ هل هناك اتصالات بينكم والإمام “المهدي”؟
– والله نعم.. نادراً حقيقة (مافي اتصالات كتيرة لأن الشبكة ذاتو بتكون سيئة).. لكن ذهاب “بشرى” إليه طمأنني عليه.
{ “بشرى” الآن معه؟
– نعم.
{ دائماً البيوت التي بها (أبناء من زوجتين) لا تخلو من مناكفات وخلافات بين أبناء الزوجتين.. كيف هي العلاقة بين أبناء “سارة” وأبناء “حفية”؟
– (نحن ما كان عندنا علاقة زي البقولوها بتاعة الضر دي).. ما عندنا.. والأولاد الآن (حاجة واحدة).. وكلهم مع بعض.. دائماً تجدينهم مع بعضهم، وهذا يرجع لسياسة الإمام وطريقته في التربية والتعامل.
{ مَنْ مِنْ أبناء الإمام هو الأقرب إليه؟
– والله كلهم.. كلهم أقرب.
{ هناك مناكفات وخلافات سياسية بين بيتي “المهدي” و”الترابي”.. فهل لهذه الخلافات ظلال على العلاقات الأسرية؟
– الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.. نحن مع بعض و”وصال” هذه أختي بنت خالتي، وأخت “الإمام” شقيقته، وأولادها أول أمس كانوا معي.
{ شيخ “حسن الترابي” زاركم؟
– (“الترابي” أنا ما شفته.. والله يمكن يكون جا).
{ هل جاء سألك من الإمام ومن “مريم”؟
– لا والله ما حصل.
{ (ما زعلانه منه لأنو ما جا)؟
– ما زعلانه منو.. بطريقته.. دي حاجة بتخصه هو.