شهادتي لله

ما لم يتوقعه "التوم" و "عرمان" .!!

  فور أن طالعتُ صور وبيان (الجبهة الثورية) حول لقاء السيدين “التوم هجو” و”ياسر سعيد  عرمان” مع مولانا السيد “محمد عثمان الميرغني “بالعاصمة البريطانية “لندن”، تيقنتُ أنَّ “الميرغني” سيتبرأ منه عاجلاً !!
 فاللقاء من نص بيانه، بدا محاولة مستبسلة من “هجو” و”عرمان” لانتزاع موقف من (مولانا)، أي موقف، ولو صورة أو عبارة، ولو همسة تؤيد إعلان باريس وتحركات (الجبهة) الخارجية المحمومة هذه الأيام! وكأني بالأخ “التوم” مدفوعاً مدفوراً من قائده “عقار” و رفيقه “عرمان” فيتوسل بهذا اللقاء لكسب نقطة من رصيد حزبه، ولسان حاله يغني لزعيم الاتحادي (الأصل) ومرشد (الختمية) مع “وردي” بذات الترجي الشفيف: ( لو بهمسة.. قول أحبك.. قول أحبك) !!
لكن الميرغني لم يقلها..!! قال لهم كلاماً سراباً، لا دعم فيه ولا مؤازرة. حتى بالكلام !!
 فكلمات مقتصبة ومعدودة تشبه طريقة (مولانا) مثل: (سنعمل لما ينفع الناس..) الواردة في نص البيان، تخبرني عن خلاصة اجتماع لندن ونتيجته (الصفرية)! وقد حاورتُ (مولانا) من قبل وأعرف معنى مثل هذه الإجابات الرمادية عنده، والتعابير التي لا تخرج منها كما يقول المصريون (لا بحق ولا باطل)  !!
ليس كريماً في حق (الجبهة الثورية) ككيان سوداني معارض، ولا في حق الأخوين “عرمان” و”التوم” أن يلحا إلحاحاً، على زعيم (الاتحاديين) ومرشد الختمية للحصول على مباركة وتأييد، فيحشدان بيانهما بأكثر مما يحتمل اللقاء، فيوحيان بما لم يحدث، وهما يعلمان أنَّ الحسيب النسيب يمكنه أن ينفي ما أذيع، ويوضح ما التبس، وأنه منذ خروجه من البلاد في سبتمبر من العام الماضي حريص كل الحرص وحذر بإفراط من التعامل مع (الجبهة الثورية) التي صار حتى “الطيب مصطفى”، ومن عجب، يؤيد إعلاناتها  !!
غير أنَّ “عرمان” و”هجو” مهما توقعا من (نفي) أو (توضيح)، شأن السياسيين عند المضايق، إلا أنهما بالتأكيد ما كان يمكن أن يدور بخلدهما أن يهاتف “الميرغني” الرئيس “البشير” لينسف بيان وصور “لندن” ويمسحهما بـ(إستيكة) خاصة جداً، قبل أن يغادرا بالسلامة عاصمة الضباب !!
المواقف ينبغي أن تكون أصيلة ولا يجب أن تُنتزع هكذا اختطافاً.. عزيزي “التوم هجو  “.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية