تقارير

مواجهة حادة وسط منبر السلام العادل حول إعلان باريس …

مسؤول منبر السلام العادل بولاية الخرطوم العميد متقاعد “ساتي سوركتي”:  تأييدنا للاتفاق ليس انقلاباً على مبادئنا

مشكلتنا مع الجبهة الثورية في محاولتها اقتلاع ثقافتنا وهويتنا

سنقاتل كل من يفرض أجندته ومطالبه بقوة السلاح

ما زالت تداعيات إعلان باريس المبرم بين زعيم حزب الأمة “الصادق المهدي” وقائد الجبهة الثورية “مالك عقار” تسيطر علي جملة الأوضاع في الساحة السودانية وتلقي بظلالها علي الراهن السياسي ما بين مؤيد للاتفاق ومعارض له وآخرين وقفوا على الرصيف متحفظين أو منتظرين ما تتمخض عنه الأيام القادمة ليحددوا موقفهم من الاتفاق، غير أنَّ الأمر الذي أثار جدلاً كثيفاً في الوسط السياسي والإعلامي هو تقدُُّم رئيس منبر السلام العادل “الطيب مصطفي” مناصراً لإعلان باريس ومؤيداً للاتفاق، لكن هل تجد رؤية “الطيب مصطفى” توافقاً ومساندة من داخل حزبه أم هناك آراء أخرى رافضة للاتفاق ومعارضة لموقف “الطيب مصطفي”؟
(المجهر) جلست إلى اثنين من قيادات منبر السلام العادل هما رئيس المنبر بولاية الخرطوم العميد متقاعد “ساتي سوركتي” ونائب الرئيس السابق، رئيس لجنة التصحيح بالحزب “وقيع الله حمودة” لاستجلاء حقيقة موقف منبر السلام العادل وقياداته من مذكرة التفاهم الموقعة بين رئيس حزب الأمة “الصادق المهدي” وقائد الجبهة الثورية “مالك عقار” فماذا قالا؟
أجرى المواجهة : الهادي محمد الأمين
{ سعادة العميد “ساتي سوركتي” هل هناك أي إيجابيات موجودة في اتفاقية باريس؟
-أكيد هناك الكثير من الإيجابيات والمحاسن وردت في “إعلان باريس”.
بالضبط ما هي ؟
-الاتفاق حقيقة انتزع لأول مرة وأخرج إعلاناً صريحاً من الحركات المسلحة بتبنيها لوقف العدائيات وترجيح خيار الحوار والتفاوض كأساس لحل المشكلة السودانية بدلاً من العمل العسكري كخيار كانت تستخدمه الجبهة الثورية لاقتلاع نظام الحكم لكن الأهم من ذلك أنه كنس وأزال (بلاوي) نيفاشا فهي غير موجودة في إعلان باريس.
{ ألا يعتبر تأييدكم للاتفاق انقلاباً وتحوُُّلاً في مواقف المنبر السابقة تجاه الجبهة الثورية وقطاع الشمال ؟
-لا .. لا يعتبر تحوُّلاً، هو موقف يتسق تماماً مع أهداف المنبر، فهو منبر للسلام وليس منبراً للحرب وإن جنحوا للسلم سنجنح نحن للسلم، وإن أرادوا الحرب فسنحاربهم.
{ لكن أنتم معروفون بعدائكم وخصومتكم لقطاع الشمال وللحركة الشعبية فأين هذا الاتساق الذي تتحدث عنه ؟
-حقيقة نحن ضد من يفرض علينا أجندته بقوة السلاح، وكذلك سنقاتل كل من يحاول سلب هويتنا وثقافتنا العربية والإسلامية أو يعمل على طمس معالم ديننا سنقف ضده بقوة.
{ هذا يعني أنه ليس لديكم أي خلاف عقائدي أو فكري مع الجبهة الثورية؟
-أبداً ليس لدينا خلاف ديني مع أحد، ليس لدينا مشكلة مع المسيحيين ولا حتى من ليس لهم دين، لكن مشكلتنا مع من يريد تهديد هويتنا سنقف ضده بلا شك، فموقفنا من الاتفاق موقف سياسي لكننا غير متفقين مع الجبهة الثورية ولا مع قطاع الشمال لكن مبدأ الحوار عندنا موجود والقوى السياسية كافة لها لجان للتباحث مع الحركات المسلحة، فالحوار كآلية لتحقيق السلام أمر حيوي ومطلوب فالدولة وحزبها الحاكم يتحاور معهم وكذلك الأحزاب الأخرى تتحاور وهناك منابر للمفاوضات.
{ إذن ما الجديد ؟
-الجديد هو أنَّ الحركات أوقفت الخط المسلح والعمل العسكري، وهذا يعتبر سبباً جوهرياً لتأييدنا لإعلان باريس، فنحن دعاة سلم ولسنا تجار حرب.

نائب رئيس منبر السلام العادل السابق “وقيع الله شطة”:
“إعلان باريس” نفخ الروح في الجبهة الثورية وأعطى مشروعية لقطاع الشمال
“الطيب مصطفى” يبحث عن النجومية ويريد تسويق نفسه من جديد في الساحة
تأييد المنبر للاتفاق نسف الفكرة الأساسية وفتح المجال لمشروع السودان الجديد
{ “وقيع الله شطة حمودة” ما هي إيجابيات اتفاق باريس؟
-قطعاً كل عمل إنساني وحركة بشرية لها إيجابيات وسلبيات، لكن ما ورد من تفاهمات في اتفاقية باريس غلب عليها الجانب السلبي أكثر من الإيجابي.
{ مثل ماذا ؟
-أولاً جذب أنظار الناس نحو “الصادق المهدي” الذي يريد ويبحث دوماً عن مظلات للأضواء ولا يهمه من يتضرر ولا يكترث للنتائج مهما كانت مكلفة، كذلك الآن تجاوزنا مرحلة الحوار الثنائي فهناك مشروع الحوار المجتمعي، وكذلك يدور حوار وحراك كبير بين المؤتمر الوطني والقوى السياسية المعارضة، فلا يوجد أي داعٍ لتوقيع اتفاق ثنائي بين طرفين، لكن الأخطر هو أنَّ الاتفاق تم خارج السودان وبرعاية فرنسية، وهذا يثير بالنسبة لنا شبهاتٍ وشكوكاً وظنوناً، فالغرب لا يريد للسودان استقراراً ولا سلاماً.
{ تأييد منبر السلام العادل للاتفاق، كيف تقرأ مباركة “الطيب مصطفى” لهذا الإعلان ؟
-والله “الطيب مصطفى” مثل “الصادق المهدي” هو أيضاً يبحث عن الأضواء والنجومية واللمعان، طبعاً الرجل كان متحركاً بقوة في الساحة السياسية في الفترة الماضية، لكن حالياً ليس له تأثير في الساحة وانفضَّ عنه الناس، والمنبر أصبح غير فاعل؛ ولهذا بدأ “الطيب مصطفى” في تسويق نفسه من جديد والبحث عن حلفاء جدد والتقرب لهؤلاء، فهو الآن في وضع منخفض للغاية.
{ ما الجديد في اتفاق باريس؟
-الجديد أنه أعطى مشروعية وقوة للجبهة الثورية وللحركة الشعبية – قطاع الشمال بعد أن دبت بداخلها الخلافات والانقسامات وضعفت عسكرياً وسياسياً، وكادت تتلاشي فجاء اتفاق باريس ونفخ فيها الروح من جديد.
{ التأييد هل هو انقلاب في موقف المنبر؟
-أكيد انقلاب أخلاقي وفكري، الجبهة الثورية لها مشروعها المعروف والمعلن وهو إعادة هيكلة وبناء الدولة السودانية وإيجاد سودان جديد، و”اتفاق باريس” هو تكريس لمشروع السودان الجديد وقيام الدولة العلمانية التي كان يحاربها المنبر بقوة، فهذا تحوُّل فكري وسياسي وأخلاقي خطير ستكون له آثار سلبية في المستقبل القريب.
{ مثل ماذا ؟
-أتوقع على صعيد المنبر أن يشهد انشقاقات وانسلاخات وخروجاً جماعياً للعضوية واستقالات؛ لأنَّ هناك استياءً وامتعاضاً من موقف “الطيب مصطفى” تجاه تأييده لهذا الاتفاق المعيب.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية