من ينقذنا من المياه (الآسنة)؟؟
مجرد سؤال ؟؟؟
رقية أبوشوك
من ينقذنا من المياه (الآسنة)؟؟
مئات الأسر فقدت المأوى جراء السيول والأمطار وأغسطس لم يبلغ المنتصف باعتبار أن شهري أغسطس وسبتمبر هما شهرا الخريف والأمطار؛ لذا فمن المتوقع أن تهطل أمطار غزيرة أخرى وتكون أكثر هطولاً مما سبق وذلك حسب ما أكدته هيئة الأرصاد الجوية التي كانت قد نبهت للخريف المبشر في أكثر مرة، ولكننا لم نأخذ الحيطة والحذر، وانتظرنا (لحدي) الأمطار جاتنا و(غرقتنا وبهدلتنا) ثم أصبحنا بعد ذلك نفكر في الحلول.
الآن كما ذكرت في مساحة سابقة المياه ما زالت بالشوارع وشفاطات المياه لم تأت بعد وتحول الطرق إلى برك آسنة ذات اللون الأخضر المليئة بالطحالب، وأصبحت مستنقعاً لتوالد البعوض والذباب حيث تجاوزت هذه الحشرات الطور المائي؛ الأمر الذي تصعب فيه المكافحة لأن الذي يطير بجناحيه تصعب جداً ملاحقته في الفضاء من أجل المكافحة.. بمعنى لا نستطيع مكافحته في هذا الطور لأنه انتشر وتوزع بالأحياء ليلاً ونهاراً وأصبح مزعجاً للغاية ليلاً.
أيضاً كنا نتوقع الرش عبر الطائرات لأنه الأسرع في الإبادة لكننا لم نسمع دوي الطائرات وبالتالي لم نرها وهي تحلق في السماء من أجل إبادة الحشرات التي تولدت مع الأمطار وتكاثرت بفعل الإهمال.
السودان ودع الملاريا بنسبة كبيرة جداً إلا أنها حتماً ستعود وبالفعل بدأت تظهر الآن، وقد تم رصد كم حالة من حالات الملاريا ظهرت بعد الأمطار وستزداد حالات الإصابة بالملاريا وبأمراض العيون جراء توالد الذباب وستزداد كذلك أمراض الباطنية والتي تأتي نتيجة استعمال المياه غير النقية وغير الصالحة للشرب.. وأيضاً ستظهر أمراض كثيرة جداً في أوساط الأطفال باعتبار أنَّ الأطفال أكثر عرضة للأمراض المنقولة لأن البعض منهم يلهو مع المياه الآسنة بالأحياء ولا يعرفون مدى الخطورة من ذلك رغم تنبيهات الأسر .. يسبحون في المياه والطين والطحالب وبالتالي قد يتسبب ذلك في إصابتهم بالجروح العميقة والحميات القاتلة والفتاكة في آنٍ واحد لأنها تفتك بالجسد و(الجيوب) حمانا الله منها ومنكم.
نعم تفتك الجيوب في ظل الارتفاع المتتالي لأسعار الأدوية والتي أصبحت يومياً بسعر يختلف عن سعر الأمس وعندما تسأل عن السبب يقولوا ليك الدولار مرتفع، وهذه هي الشماعة التي (نعلق) عليها كل شيء .. فالدولار حتى ولو انخفض فإنَّ الأسعار تصبح كما هي لا تنخفض بل تزداد … فالدولار الآن يشهد استقرار بعد دخول (150) مليون دولار في حساب الحكومة جراء نصيب الشركات العاملة في نفط جنوب السودان.
أشياء كثيرة جدا أدت إلى انخفاض الدولار ولكن الأسعار لم تنخفض بعد .. فمعظم السلع المهمة والضرورية جداً ما زالت أسعارها مرتفعة بل ومازالت هنالك تسعيرة جديدة تختلف عن تسعيرة الأمس … ارتفعت الأسعار في رمضان ولم تنخفض وارتفعت كذلك في العيد ومازالت وارتفعت أيضا بسبب الأمطار والسيول ولا أظن أنها ستنخفض بعد لأنَّ تجار الخضر عللوا الارتفاع بغمر المياه للمنتج وزيادة تكلفة الترحيل في ظل (الوحل والطين والموية) حيث تصعب الحركة لأصحاب مركبات النقل الخاص بهذه السلع ذات الارتباط المباشر بالمواطن .. بمعنى أنَّ التجار أكيد سيجدون العذر وبالفعل وجدوه وبنوا عليه زيادة ارتفاع الأسعار.. يعني الزيادة الآن في الأسعار بسبب الأمطار كما زعم التجار.
وإذا كانت زيادة أسعار الخضر بسبب الأمطار فإنها لن تنخفض لأنَّ الخريف مازال وهنالك توقعات بهطول المزيد من الأمطار .. ولكن قبل كل ذلك نتمنى من الجهات المسؤولة شفط المياه والرش الجوي لأنَّ الرش الأرضي لن تكون له جدوى.
أيضاً نتمنى إزالة الأنقاض والنفايات التي أصبحت مهدداً جداً للبيئة. وقبل كل ذلك نتمنى الاستعداد للخريف القادم من الآن لأننا فشلنا الآن في التصريف والرش والشفط والمحليات نائمة نوم.