الديوان

(أغاني وأغاني).. سقوط بالجملة في امتحان «النور الجيلاني»!!

قدمت قناة (النيل الأزرق) في برنامجها الرمضاني الأشهر(أغاني وأغاني) يومي (الأحد) و(الاثنين) الماضيين حلقتين متتابعتين خصصتا لأغاني الفنان الكبير «النور الجيلاني» وبحضوره وبالطبع دون مشاركة بسبب منعه من الغناء بواسطة الأطباء. شرف الحلقة الثانية وزير الإعلام الدكتور «أحمد بلال عثمان»
حاول شباب (أغاني وأغاني) من المطربين الاجتهاد في أداء أغنيات «النور الجيلاني» ولكنهم غالباً فشلوا . ولم يرتقوا للمستوى التعبيري الرفيع الذي تميز به «النور» عن جميع فناني جيله والأجيال اللاحقة. فـ»النور الجيلاني» ليس خامة صوتية استثنائية فحسب، ولكنه كان ذا مقدرة تطريبية عالية، وإمكانيات (خاصة جداً) في الصعود والهبوط بالأداء الصوتي في هارموني بديع مع (الكورس) الذي يرافقه بطريقة مختلفة في ترديد النص، مع إفراد مساحات محسوبة دون نشاز للآلات الموسيقية.
} كان امتحاناً عسيراً لمجموعة (أغاني واغاني)، لم يعبره سوى الفنان «عصام محمد نور» في أدائه لأغنية : (الذكرى المنسية) من كلمات الشاعر «جمال عبد الرحيم» التي يقول مطلعها:
(يا صحو الذكرى المنسية.. من بعدك وين الحنية)
(بتعدي مواسم وتروح.. والفرقة بتصبح أبدية)
وحتى «عصام» لم يستطع إكمال النص إلى آخره بينما أفسدت المطربة «نسرين هندي» أغنية : (ليه رحت عني بعيد .. شلت الحنان والريد.. وين حبنا العشنا .. لو أبعدونا بزيد ..) وكان أداؤها للأغنية ضعيفاً وباهتاً جعل المسافة بينها والمؤدي (الأصل) كفرق السماء عن الأرض.
بينما أدى الشاب «عمر جعفر» الذي يظهر لأول مرة في نسخة (أغاني وأغاني) لهذا العام، أغنية (عصفور) وبطريقة تؤكد أن مؤديها مبتدئ، ضعيف التجربة، لا مقارنة ولا مقاربة بينه والقامة الرفيعة «النور الجيلاني». «عمر جعفر» كان يحاول أن (يصرخ) في مشهد مضحك ومؤلم ليلحق بطبقات «النور» وهو يردد: (قلنا راح مع الأيام.. عدى مني الليلة راح.. ما أصلوا يا العصفور .. دا حالك .. مما سويتلك جناح ..)
} أداء جنائزي كشف عن حجم المجالات في اختيار (بعض) مطربي (أغاني وأغاني).. ففي غالب الحلقات الأخرى التي انقضى نحو (ثلثها) لم يبرز بصورة واضحة سوى الفنان الشاب «حسين الصادق» والمبدعة «إنصاف فتحي» رغم أنه لم تتح لها مساحات مناسبة تتناسب وصوتها مع الإصرار على تقديمها في أداء مشترك مع «نسرين هندي» ويعتقد مراقبون أن إدارة البرنامج أبقت أصوات أقوى خارج دائرة اهتمامها، مثل الفنان المبدع «أحمد بركات»، والفنانة «آمال النور» والفنان «عادل مسلم»، والفنان «ياسر تمتام» وتمسكت بذات الأصوات وذات الأغاني ما جلب الملل للمشاهدين وأضعف تطور البرنامج رغم أنه ما يزال يحظى بنسبة مشاهدة عالية بدفع رصيد السنوات السابقة، وخصلة (التعود) عند السودانيين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية