حوارات

(المجهر) في حوار استثنائي مع الدكتور "الصادق الهادي" حول توحيد كيان الأنصار وحزب الأمة (2-2)

على الرغم من انشقاق حزب الأمة القومي إلى عدة أحزاب سياسية تحمل نفس الاسم إلا أن هناك مبادرة قادها الدكتور “الصادق الهادي المهدي” رئيس حزب الأمة القيادة الجماعية والإمام “أحمد المهدي” بغرض توحيد كيان حزب الأمة وعودة الأحزاب التي انسلخت من الحزب الأم.. لمعرفة إلى أين وصلت هذه المبادرة التقت (المجهر) بالدكتور “الصادق الهادي” بعيادته بمستشفى آسيا بعد أن ترك منصبه مستشاراً لرئيس الجمهورية بسبب رفع الدعم عن المحروقات وعاد لمزاولة مهنة الطب كاختصاصي لأمراض القلب.
تناول الحوار معه دوافع تلك المبادرة وإلى أين وصلت وما هو موقف الإمام “الصادق المهدي” منها وهل هناك عراقيل تواجهها وما موقف الحزب من مبادرة رئيس الجمهورية حول الحوار ولماذا حدثت انتكاسة لهذا الحوار وهل هناك جهات داخل المؤتمر الوطني غير راغبة فيه وهل هناك أي حلول أخرى لمشاكل السودان المختلفة غير الحوار والجلوس على مائدة واحدة من قبل الحكومة والمعارضة بغية الوصول إلى حل؟.
نترك الدكتور “الصادق” في الجزء الأول من حوارنا معه وسنتطرق في الجزء الثاني إلى قانون الانتخابات الذي تمت إجازته من قبل البرلمان إضافة إلى بعض الأسئلة الأخرى.

} لماذا المؤتمر الوطني مستعجل في تعديل قانون الانتخابات؟
– الحقيقة أن الانتخابات ليست قوانين ولا إجراءات تنفيذية.. الانتخابات نجاحها في المقام الأول يعتمد على المشاركة السياسية، فإذا لم تكن هناك مشاركة سياسية من القوى السياسية المختلفة فسيظهر المؤتمر الوطني كأنما ينافس نفسه وحده، فانتخابات 2010م ورغم مشاركة بعض القوى السياسية المؤتمر الوطني حاز نسبة كبيرة (98%) من المقاعد في البرلمان، وأعتقد لو كانت هناك مشاركة حقيقية من القوى السياسية المعارضة لاختلف الأمر.. لذلك أعتقد كان من المناسب أن يتم تعديل قانون الانتخابات أو الدستور.. من المفترض أن يتم ذلك بعد الحوار الوطني ويكون ذلك من مخرجات الحوار الوطني.. أما استقبال الحوار الوطني بتعديل القوانين فقد يضع القوى المعارضة في خانة الرفض لتلك القوانين، لذلك ناشدت من خلال الكلمة التي أتيحت لي في البرلمان أن يظل الباب مفتوحاً للقوى السياسية التي لم تشارك في هذه الجلسة بإبداء رأيها، وذلك بعد الحوار الوطني، وألا يقفل تعديل قانون الانتخابات الباب.
أما التعديلات التي تمت، فهي جيدة ولا غبار عليها، ونحن كحزب سياسي بعد تجربة انتخابات 2010م كان لنا رأي وملاحظات على الانتخابات السابقة وقدمنا ورقة ورفعناها للأخوة بالمفوضية القومية للانتخابات، وتم تسليمها لنائب رئيس المفوضية البروفيسور “عبد الله أحمد عبد الله”.
} ماذا قدمتم في تلك الورقة؟
– لقد أبدينا عدة ملاحظات، أهمها الرمز الانتخابي الموحد، وقلنا يمكن أن يمتاز مرشح على مرشح آخر بقدراته وإمكانياته ولكن لم يفز، لأن المرشح الذي فاز كان ينتمي لحزب معين، والتصويت كان أعمى من خلال الرمز الموحد، وهذا الأمر يسلب إرادة المواطن في اختيار الأنسب، ويصبح الأمر كأنما هو اختيار كمي وليس نوعياً، وهذه واحدة من مشاكل الانتخابات.. الأمر الثاني، وضع رقابة قوية على صناديق الاقتراع، وأن يتم الفرز في نفس اليوم.. ثالثاً، موضوع تسجيل الناخبين، وعملية التسجيل مضنية تحتاج إلى مزيد من الجهد، وكنا نرى أن الرمز الوطني المعتمد في تسجيل الناخبين واحد، وهذا يتطلب من وزارة الداخلية جهداً كبيراً جداً خلال الفترة المتبقية من قيام الانتخابات.
أما قيام الانتخابات في عام 2015م فهذا استباق، فتمسك المؤتمر الوطني بقيام الانتخابات في موعدها يضع القوى السياسية في خانة رافضة لهذا الأمر باعتباره استباقاً لعملية الحوار الوطني.. كنا نتطلع أن يحدد موعد للانتخابات من خلال مخرجات عملية الحوار الوطني.
} هل ستشاركون في انتخابات 2015م أم ستقاطعونها؟
– لم نجتمع كحزب سياسي لنقرر في ذلك، وأعتقد أن ذلك سابق لأوانه، وسننتظر الأيام القادمة وما ستأتي به المستجدات السياسية.
} إذا أصر المؤتمر الوطني على قيام الانتخابات في موعدها.. ما موقفكم فيها؟
– من السابق لأوانه الحديث عن هذا الأمر، فنحن نرجو أن تكون هناك مشاركة واسعة للقوى السياسية والأحزاب لمناقشة القضايا العالقة.. الدستور الدائم الانتخابات وقضايا أخرى في جنوب كردفان ودارفور.. فهذه أمور ينبغي أن تتم مناقشتها قبل الدخول في عملية الانتخابات.
} إذا تطرقنا إلى جانب آخر من حياتك ونحن في شهر رمضان.. متى كانت أول مرة صمت فيها رمضان؟
– صمت في الابتدائي، ووقتها تعبت جداً وكدت أن أفطر، لكن إحدى خالاتي بالمنزل بود نوباوي كانت امرأة قوية فنهرتني وطالبتني بالصبر.
} كيف كان الجو الذي صمت فيه؟
– كان جواً صعباً وصيفاً قائظاً.
} في أي السنين الدراسية كنت؟
– كنت في الصف الرابع ابتدائي.
} بماذا تبدأ إفطارك؟
– البلح والماء، ثم الصلاة، وعقب الصلاة آكل (العصيدة بالتقلية أو ملاح الروب).. و(العصيدة) وجبتي المفضلة، وبعد الأكل (بشرب شاي).. أما في العشاء فأحرص دائماً على أكل (الفول المصلح).
} أين تؤدي صلاة التراويح؟
– أحرص على أداء صلاة التراويح بقبة الإمام “المهدي”.
} ما هو برنامجك بعد التراويح؟
– أذهب إلى العيادة.
} هل صمت رمضان خارج السودان؟
– صمت بالمملكة العربية السعودية، وكنت أؤدي صلاة التراويح بالحرم، ووقتها كنت أعمل ما بين جدة والطائف، وكنت أحرص دائماً على أداء الصلاة بالحرم إن كنت بالطائف أو بجدة.
} والعيد؟
– من أجمل الأعياد التي قضيتها خارج أرض الوطن كان بالمدينة المنورة، وكانت له نكهة غير عادية.. ومن المدن التي صمت بها أيضاً لندن بالمملكة المتحدة، ورمضان حل في فصل الشتاء وكان الإمساك عند الساعة السابعة صباحاً والإفطار الساعة الرابعة والنصف عصراً فلم نحس برمضان في تلك الفترة.. كنت أفطر الصباح وأخرج إلى العمل وخلال فترة العمل كان يدركنا الإفطار فكنت أفطر بتمرات بالمستشفى وعند عودتي إلى المنزل أتناول وجبة الإفطار.
} هل تفطرون مجموعة أم بمفردك؟
– كنت أفطر بمفردي، ولكن نصلي في جماعة، أنا وأطباء باكستانيون داخل المستشفى.
} ورمضان في منزل الإمام “الهادي”؟
– أسرة الإمام “الهادي” أسرة كبيرة، لذلك كنا نحرص على الإفطار معاً فيجتمع شمل الأسرة كلها في مائدة واحدة للإفطار.. ونحن أطفال عشنا تلك الفترة الجميلة داخل تلك الأسرة، ورغم ظروف الحياة الضاغطة وعدم توفر اللمّة في مائدة واحدة الآن، رمضان أعاد هذه اللمّة من جديد خاصة الأسرة الكبيرة.
} الآن هل عادت اللمة إلى بيت الإمام “الهادي” رغم تفرق الناس؟
– الآن أحرص أسبوعياً على الإفطار في بيت الإمام “الهادي”، لكن هناك دعوات من بعض الجهات لا بد أن نلبيها وكذلك دعوات من جانبنا.
} أيهما تفضل.. الإفطار داخل البيت أم خارجه؟
– أفضل الإفطار بالمنزل، وإذا جاءت دعوة سأقبلها على مضض.
} من البرامج التي تحرص على متابعتها في رمضان عبر الإذاعة أو التلفزيون؟
– هذه الأيام نحن مشغولون بكأس العالم، لكن أستمع قبل الإفطار إلى تلاوة القرآن وأجدها في قنوات الـ(FM)، فتلاوة القرآن تمنحك الراحة والهدوء والسكينة.
أما في التلفزيون، فقبل هذا العام في عدم وجود كأس العالم كنت أحرص على متابعة برنامج (أغاني وأغاني).
} وهذا العام مع كأس العالم هل تحرص على متابعته؟
– البرنامج هذا العام يجد منافسة حقيقية من كأس العالم، لكن بعد انتهاء كأس العالم سنرجع لمتابعة “السر قدور” عبر برنامجه (أغاني وأغاني).
} وأنت متابع لمباريات كأس العالم.. من ترشح للفوز بالكأس؟
– في الأدوار الأولى كنت أشجع الفرق الأفريقية والعربية، الجزائر ونيجيريا وغانا، رغم قناعتي أنه من الصعب حصولهم على كأس العالم، وأرشح بقوة (هولندا).
} السبب؟
– لأن (هولندا) ومنذ فترة طويلة كانت تؤدي مباريات جيدة وتصل إلى مراكز متقدمة في كأس العالم، لكن ليس لها حظ في الحصول على الكأس.
} في رمضان.. هل لك برنامج قراءة؟
– أقرأ يومياً جزءاً من القرآن، وهذا برنامج ثابت، منذ أن كنا صغاراً نحرص على قراءة جزء من القرآن يومياً.
} في البرامج الأخرى التي تحرص عليها في رمضان؟
– المشي يومياً أما قبل العيادة أو بعدها، والمشي ليس رياضة فقط وإنما للتأمل، وهو يساعد على التفكير والتعمق في القضايا الحياتية.. وأنصح المرضى بالمشي لأنه يفتح الشرايين ويقلل التخمة.
} كيف يكون برنامجك في رمضان؟
– البرنامج عادي.. تغيير زمن العيادة بعد التراويح إضافة إلى التدريس ببعض الجامعات والعمل بقسم القلب بمستشفى أم درمان..
أعمل ليلاً ونهاراً مع تنظيم الوقت فقط للمواءمة ما بين العمل ليلاً ونهاراً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية