الصراف ما شغال !!
خدمات الصرافات الآلية الخاصة بنظم الدفع الإلكتروني والتعامل مع البطاقات المصرفية دخلت السودان منذ سنوات وكانت بالفعل نقلة لها ايجابياتها خاصة فى وسط ثقافة شعب قامت على التسيب والإهمال وربما الإسراف في شأن المال، ولكن بعد كل تلك السنوات فمن الواضح أن تلك الخدمة تسوء بشكل لافت ، ويبدو أن أغلب البنوك لم تعد تهتم بمواقع تلك الصرافات أو تراجع مشاكلها أو تتفقدها بل أكاد أجزم أن بعض البنوك لم ترى إداراتها مواقع صرافاتها إلا أيام الافتتاح والتدشين فكان وكأنما نحن نمضى إلى تراجع هذه الخدمات.
قبل ست سنوات وفي العام 2008 تضجر الناس من سوء خدمات الصرافات فكان أن حمل المصرفيين شركات الاتصالات المسؤولية بحجة ضعف الشبكة الخاصة بها مشيرين إلى أن طلبات الحصول على الصراف الآلي في تزايد مستمر حيث تقارب عشرات المئات من الطلبات يومياً في مختلف الفروع بالبلاد وكانت الشماعة يومها ان شبكة الاتصالات لم تتطور فتحدث الإشكاليات وليس لأن الأموال لا توجد بالماكينات حيث تشكل تلك الاسباب اقل من (20%) مقارنة مع قصور الشبكة !
الآن وبعد نحو ستة أو سبع سنوات من ذاك الزعم تبدو أن الإشكالية تعود وهذه مرة بإهمال واضح من إدارات البنوك ، فبعض مواقع الصراف الآلي في الخرطوم وأم درمان والولايات تحولت إلى (منامات) واستراحات وبعضها تحول الى هياكل خراسنية مشادة ومضاءة ومكيفة وبعضها عبارة عن لوح مضى عليه نصوص هى هو هجين من اللغة الصينية ورموز الكتابات الفرعونية هذا بخلاف إشكالات أخرى مثل ابتلاع بطاقة العميل أو إجراء عملية لا تنتهي في الغالب لنتيجة ومحصلة لك او عليك
بالأمس وبمنطقة أم درمان وليلاً فوجئ أحد أصدقائنا وهو يدخل إلى صراف بنك عريق وكثير الإعلانات بباب الصراف وهو يتمنع في الفتح ثم وبعدها اكتشف أن أحدهم وضع داخل الصراف البارد الهواء والتكييف فرشاً وأحضر (مخدة) ودخل في نوم عميق قبل أن يصحو منزعجاً من اقتحامات صديقنا عميل البنك وحامل بطاقة صرافه الآلي ووقف الرجل الذي هب من نوما وكأنه يحرس غرفة نومه مستاء من هذا الإزعاج مذكراً الحاضرين بان الصراف ما شغال !!
البنوك لا تتعامل باحترام مع زبائنها وبنك السودان يبدو أن مثل هذه الأمور لا تشغله أو تشكل عنده قدراً من الأهمية وواضح أن الحاجة ملحة وعاجلة للقيام بحملة تفتيش ستكشف المثير والمضحك والمحزن للغاية في هذا الأمر والى أن يحدث ذلك فعلى المواطنين وتحسبا لأي طارئات الاحتفاظ بقليل نقد تحت أيديهم ووسائد نومهم لأنهم أن اعتمدوا إلى الصرافات الآلية فقد يدفعون ثمن هذه الثقة غاليا وفي لحظات اضطرار واحتياج قد لا تقدرها تلك الآلات لعطب ما أو لأن الصراف ما شغال كما قال صاحبنا.
أيتها البنوك السودانية ، تحسسوا صرافاتكم.