عليك الرسول (بوري)
يومياً في غدوي ورواحي على الطريق العام أتابع الاستهتار الكبير الذي يقود به معظم سائقي (الهايس) مركباتهم، سرعة عالية، قيادة بطيش، إصرار على التخطي في المكان الخطأ والزمان الخطأ. والغريب أن غالب الأمر يحدث أمام ناظري رجال شرطة المرور والذين شعار بعضهم طالما أنك تقود مركبة مرخصة ولك رخصة قيادة فلتفع ما تشاء .
القيادة بتهور مخالفة، والتخطي الخاطئ مخالفة والوقوف (الغلط) مخالفة وإرعاب المساكين من مستخدمي الطريق من المارة والسائقين، وكلها جملة أخطاء يفترض بها قيادة مرتكبها إلى السجن لاسيما أن أغلبها (متعمد) لأن سائقي (الهايس) يعتقدون أن القيادة بتلك الطريقة من تمام التميز !كما يجب تسجيل إدانة صريحة للطريقة التي يقود بها السائقون البصات (الخضراء) المنتشرة بولاية الخرطوم، لأنهم بصراحة وبأكثر من واقعة وشهادة وشهيد، يقودون تلك البصات بطريقة فيها كثير من الاستهتار والإهمال والتعدي على مستخدمي الطريق.
شرطة المرور تقوم بأدوار ونشاط ومهام تستحق عليها التقدير في نقاط الطريق المختلفة بكفاءة وأدب وتهذيب جم، وقد لاحظت أن بعض الجند الذين خدموا في مواقع معينة وتقاطعات على بعض الطرق لفترات طويلة، صارت لهم علاقات طيبة مع مستخدمي الطريق. وتجد بعضهم إما أن يلقي تحيته بإشارة و(بوري) أو البعض يتوقف أحياناً ليلقي التحية وهي ظاهرة ود وطول (عشرة) لصالح الشرطي الذي اكتسب احتراماً وشهادة من عامة المواطنين، مثل ذاك الرقيب المرابط عند مدخل كوبري أم درمان وقصر الشباب وقد تميز بحسن الأداء، تجده دوماً منهمكاً في (تمرير) المركبات من مداخل الطريق الأربعة بهمة ونشاط وحيوية، وهو ما يدعوني للمرة الثانية لاقتراح جمعية صداقة بين أولئك الجند الأبرار والجمهور .
وبعودة لموضوع الحملات فإن الإدارة العامة لشرطة المرور حق عليها أن تسمع أيضاً بعضاً من جوانب التقصير لديها، وهي ظاهرة غياب المساءلة لطريقة سائقي الحافلات الكبيرة و(الهايس) على الطريق، قيادة متهورة ، ووقوف خاطئ واحتلال الطريق بالقوة والقهر، بشكل بدا وكأنه سلوك متعمد ومتفق عليه حتى صارت النصيحة الدائمة لكل مستخدمي الطريق مارة و(مركبات)، أنه إذا تعقبتك أو كانت خلفك حافلة (هايس (فتنح جانباً و(احترم نفسك)، لأنها قد تمسح بك الأسفلت وابتسامة صفراء تغطي وجه سائقها الذي يكون في الغالب فتى حديث السن، وربما طفل برخصة رجل كبير.
الأسبوع الماضي اضطررت لأخذ يدي بحقي (مضطراً) إذ أن أحد المركبات (الحافلات) حشرتني بغير وجه حق في أحد الطرقات، وحينما احتججت أخرج السائق ومساعده (عجل حديد) إرهاباً على الاحتجاج عليهما، ولهذا سأفكر في المرة المقبلة للحصول على ساطور أو ما شابه قبل التضجر من مثل هذا السلوك، والذي أدعو شرطة المرور للتشدد فيه، وأعني القيادة بتهور وإهمال وعدم مسؤولية على الطريق.