ولايات

قرية (التمرين) بـ «الجزيرة أبا» .. معاناة مستفحلة في الحصول على مياه الشرب

تعاني قرية “التمرين” داخل الجزيرة أبا بولاية النيل الأبيض، من أزمة حادة في مياه الشرب، ويقول المواطنون إن المشكلة اشتدت بالقرية منذ العام 2003 دون أن تتدخل الجهات المسؤولة لحل الأزمة، رغم الشكاوى المتكررة التي وصلت إلى مكتب والي الولاية ومعتمد المحلية. ويرى مواطنون بالقرية أن هناك في حكومة النيل الأبيض من يتعمدون عدم توفير مياه الشرب لتشريدهم من المنطقة التي وصفوا موقعها بالإستراتيجي، وقالوا لـ (المجهر): (خطة تعطيش المنطقة قصد بها تهجيرهم منها وإحلال مواطنين من خارج الجزيرة أبا لتوطينهم).
وتوقفت خدمة إمداد المياه للقرية بشكل شبه تام، وظلت تعمل (60) حنفية فقط من خلال السحب بالموتورات. وأكد المواطنون أنهم ما زالوا يسددون لهيئة مياه الشرب رسوم المياه شهرياً البالغة (26) جنيهاً، وطالبوا بإرجاعها بأثر رجعي لأكثر من خمس سنوات ماضية.
ويشير عضو لجنة مياه القرية “عبد المنعم عثمان” إلى أن مشكلة نقص المياه بالقرية بدأت مع افتتاح كلية الآداب وداخلية طلاب جامعة الإمام “المهدي”، حيث شاركت الداخلية والكلية في مياه القرية بنسبة (60%). وقال إن جامعة الإمام “المهدي” تسببت في عطش القرية، دون أن تتجه إلى إنشاء خط خاص بها من الشبكة الرئيسية.
{ زيارة رسمية بلا حلول
معتمد محلية ربك “أبو عبيدة العراقي” زار القرية ووقف على معاناة المواطنين لكنه لم يتحرك تجاه استعجال حل مشكلة مياه الشرب، وشن المواطنون هجوماً لاذعاً على المعتمد وحكومة النيل الأبيض لعدم اهتمامها بتوفير الخدمات بالمنطقة.
{ في انتظار تبرع الرئاسة
وكان نائب رئيس الجمهورية د. “حسبو محمد عبد الرحمن” قد تبرع لدى زيارته الجزيرة أبا الشهر الماضي بـ (3) مليارات جنيه لصالح الخدمات، لكن مواطني الجزيرة أبا يخشون من ذهاب المبلغ لغير الغرض المخصص له، خاصة وأن النواب ناقشوا تقرير المراجع العام الأخير أمام مجلس تشريعي الولاية، وتضمينه محطة مياه الجزيرة أبا في المشروعات التي أنجزتها الولاية في حين أنها لم تكتمل.
{ مشكلة الشبكة
ويروى المواطنون أن مشكلة نقص المياه بالقرية بدأت مع تدهور خدمة الإمداد بالجزيرة أبا عامة، وذلك بتعطل الشبكة القديمة التي يبلغ عمرها أكثر من (40) عاماً. ورغم إنشاء محطة مياه جديدة إلا أن حكومة الولاية عجزت عن إكمال الشبكة الجديدة في وقت لا تستوعب فيه الشبكة القديمة كمية المياه التي تضخها الشبكة الجديدة، كما أن معظم الشبكة القديمة أصابها الصدأ والتلوث وأصبحت غير صالحة لإمداد المياه.
{ (20) كسراً!!
وأوضح المواطن “حسين إبراهيم حسين” أن خط مياه القرية الذي يمر بكلية الآداب وداخلية الطلاب به أكثر من (20) كسراً تتسبب في تلوث المياه، وتمكن الشباب بجهدهم الخاص من إصلاح (18) منها لكن عادت الكسور مرة أخرى. وقال إن الجامعة تمتلك حوض تخزين كبير استنزف معظم المياه.
ويتهم مواطنو القرية بعض المسؤولين بتعطيل حل مشكلة مياه القرية، وقالوا إن حكومة الولاية ربطت التنمية بالجزيرة أبا بالتأييد السياسي لـ “الشنبلي”، مشيرين إلى أن مشروعات التنمية أدخلت في المزايدات السياسية.
ودعت بعض من نساء القرية إلى إعادة تأهيل الآبار الارتوازية القديمة التي كان يعتمد عليها الأهالي في الحصول على المياه قبل عشرات السنين، مشيرات إلى أن القرية بها أكثر من (5) آبار ارتوازية يمكن أن تكفي لتوفير مياه الشرب بدلا من الانتظار الطويل لوعود الحكومة.
{ سعر برميل المياه (8) جنيهات
وتسهر نساء القرية إلى الساعات الأولى من الصباح بحثاً عن (جركانة) ماء، فيما بلغ سعر برميل المياه (8) جنيهات. ويشير بعض المواطنين إلى أن انحسار مياه النيل الأبيض ونهر الجاسر جعل المياه تبدو وكأنها راكدة ولا تصلح للشرب ما لم يتم معالجتها. وناشدوا رئاسة الجمهورية التدخل العاجل لحل قضيتهم.
وتصدى بعض أبناء المنطقة الخيرين عبر (المجهر) – من حر مالهم – لمعالجة خط مياه التمرين، وأعلن كل من “عبد الرحمن إبراهيم عبد القادر الجابري” ودكتور”جبريل خميس” والمهندس”محمد بخوت” تبرع كل منهم بـ (100) متر من خراطيم المياه – (2) بوصة – لتوصيل الخط الإسعافي الجديد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية