رأي

حديث لابد منه (29)

لازلنا نقف مع بعض فقرات خطاب رئيس الجمهورية الأسبق المشير “جعفر محمد نميري”..
ثم قال الأخ الرئيس: “إن أمتكم أيها الإخوة لن تبخل على السكة الحديد بكل ما هو ضروري لبعثها وتجديدها وتطويرها.. وهذه المبالغ الطائلة خُصصت من موارد السكة الحديد هي أمانة في أعناقكم جميعاً.. لابد لكم أن تحموها من الضياع وأن ترووها بالعرق والعمل والحماس والجد أضعافاً مضاعفة إنتاجاً وأداءً وطفرة ونماءً لاقتصادنا الوطني بأجمعه.
أيها الإخوة العمال إن الثورة تستشرف اليوم مرحلة جديدة نقف إزاءها جميعاً حيال مسؤوليات جديدة.. لقد توحدت كلمة أبناء الأمة وجاهرت الثورة بندائها لكل فرد من أبنائه للوفاء بدوره في بناء وطنه.. أوفت الثورة بعهدها ارتقاءً بأوضاع العاملين، إننا اليوم مدعوون لاختزال الزمن ومغالبة التحديات المحسوبة منها والتي لم تكن في الحسبان لبلوغ الغايات التي التزمنا بها أمام الله وأمام العالم من حولنا، وأن ترجمة هذه البرامج إلى واقع والوفاء بما هو منشود لن يتأتى إلا بمضاعفة الجهد وتجويد الأداء والمشاركة الفعالة في توسيع رقعة الإنتاج. الطبقة العاملة بوجه خاص مدعوة لتكون على مقدار الأمل والرخاء.. لقد صدقت الدولة الوعد بالنسبة للكثير من حقوقكم.. وإنه لحق مشروع ومرجو أن يقابل ذلك فهم جديد للواجب من جانبكم، إن مسؤوليات العمل النقابي ما عادت تنحصر في السعي لتحقيق مكاسب للعاملين.. لقد أضحى في مقدمة واجبات العمل النقابي تبصير العاملين بواجباتهم ومسؤولياتهم إزاء حركة تغيير مجتمعهم نحو الأفضل. إن الحركة النقابية مدعوة اليوم لترسيخ مفاهيم العمل كقيمة وشرف وسط جماهير العاملين.. وإن الحركة النقابية مطالبة اليوم بالتذكير الدائم للعاملين بأن الآلة التي يقفون أمامها إنما هي ملك لهذا الشعب.. وأن صونها ورعايتها إنما هي مسؤولية يفرضها شرف المهنة وشرف المواطنة، إن الحركة النقابية مدعوة اليوم للتبشير بالعلاقات الجديدة السائدة والتي تحكم حركة العاملين بسلطتهم والتي ما عادت صلة مخدم ومخدوم.. ولكنها أصبحت علاقة بأداة هم فيها الشركاء والمسيرون.. إن شعبنا بأكمله يضعكم أنتم يا عمال السكة الحديد قبل غيركم أمام مسؤولية التاريخ والأجيال في أن تتقدموا بعزيمة الرجال وعهد الرجال كي تشاركوا في تخطي الظروف الصعبة التي يجتازها مرفقكم الحيوي والذي يمثل شريان البناء الاقتصادي لبلادنا، لقد أمكن للدولة أن ترصد الأموال التي يتطلبها تطوير مرفقكم في هذه المرحلة فيما أوضحت وصار حصاد ما تهدف إليه رهيناً بجديتكم وأدائكم وتفانيكم، بل وانكبابكم على العمل تجويداً واتقاناً، إن شعبكم واثق بأنكم ستقابلون ما هيأته الدولة لمرفقكم الكبير بالتفاني في أداء الواجب بالأمانة كلها والمسؤولية والإخلاص جاعلين من مواقع عملكم ساحات للعطاء الثوري عطاء المؤمنين بربهم ووطنهم وشعبهم، الذين أكثر ما يخشون محاسبة الضمير ونداء الواجب، وإنني إذ أسوق هذه الكلمات إليكم على مسمع من شعب بلادنا على امتداد القطر لا يساورنا في أنكم ستكونون عند الأمل المعقود عليكم.. وأن عطاءكم سيكون واصل لعطاء أجيال منكم سلفت دفاعاً عن الوطن ووقوفاً إلى جانب الشعب تصدياً للمحن والتحديات، (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ).
هذه فقرات من خطاب الأخ رئيس الجمهورية الأسبق “جعفر نميري”، ثم كان هنالك اجتماع بالنقابة العامة في صباح اليوم الثاني مع اللجنة المركزية بحضور رئيس الجمهورية.. ماذا كان فيه؟
هذا ما سنقف عليه لاحقاً إن شاء الله

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية