شهادتي لله

(نسوان) بنك السودان.. أحسنتم

} قرار موفق وحكيم ذلك الذي أصدره بنك السودان بحظر تمويل العربات والعقارات في جميع المصارف العاملة بالسودان. وبالتأكيد فإن آثاره ستظهر خلال الأسابيع القادمة بهبوط الأسعار (الفلكية) للأراضي والعقارات والسيارات إلى أرقام حقيقية وواقعية.
} الأهم من ذلك أن البنوك مثل (بنك الخرطوم) وغيره، أسست بشكل سالب ومضر بالاقتصاد السوداني لتجارة العقارات والسيارات والمزايدة فيها، بتشجيع وتسهيل إجراءات (تمويل) هذا النوع من العمليات المصرفية.
} ما هو العائد المرتجى على التنمية والتطور في بلادنا من إهدار (مئات المليارات) من الجنيهات في بناء البيوت متعالية الطوابق في أحياء الخرطوم، أو شراء قطع أراضٍٍ في (مربعات) غير مأهولة بالسكان (تجميداً) لثروات الشعب في قطاعات (غير منتجة)؟!
} ويتعجب الأجانب الزائرون للخرطوم عندما يعلمون أن أسعار المنازل في عاصمتنا التي لا أنفاق فيها ولا كباري معلقة ولا (مترو) ولا يحزنون، أصبحت تحسب بـ(المليون دولار)!! وليس (المليون جنيه)!!
} وبعض السيارات تجاوزت سقف (المليار) من فئة جنيهنا القديم!!
} والبنوك (تموّل) وتضيف (نسبة الفائدة)، و(الربا) حاضر بلعنات الله هنا.. وهناك.. في كل (مرابحة دولارية).. أو بالعملة (المحلية)!!
} كل الأشياء صارت (غير) حقيقية في السودان.. أسعار (الدولار)، و(اليورو).. و(الريال) و(الدرهم).. والأراضي.. والمزارع.. الأدوية.. اللحوم.. الزيوت.. ورق الطباعة.. الأثاثات.. مواد البناء.. معدات الكهرباء.. كل شيء..!!
} والبنوك باستثناء البنك الزراعي، لا تمول الزراعة، ولا شأن لها بالموسم (الشتوي) أو (الصيفي)، ولا حصاد (الخريف) في المشاريع المطرية..!!
} ثروات البلد مهدرة في تجارة ومضاربات استهلاكية ومجمعات ومخططات سكنية.. بعيداً جداً عن (تروس) الإنتاج وخطوط زيادة حجم الصادر (الزراعي) أو (الصناعي) أو (الحيواني).. ولهذا لن يتقدم السودان.. تتقدم الأسعار.. ينخفض (الجنيه).. ويرتفع (الدولار)!!
} إدارة الشؤون المصرفية بالبنك المركزي التي أصدرت القرار موضوع المقال بتوقيع سيدتين فاضلتين هما “ابتسام عبد الرحمن مجذوب” و”فاطمة أحمد محمد بشير” عن محافظ بنك السودان، تستحق التحية والإشادة والتقدير، وحسب تجربتي (الإدارية) الشخصية، ومتابعاتي العامة، فإن النساء أكثر انضباطاً وتجرداً ونزاهة في ما يتعلق بإدارة المال (العام) – لا أستطيع أن أعمم ذات الرأي في ما يتعلق بالمال (الخاص) بأزواجهن وآبائهن ومصاريف أسرهن – ولهذا فإنني كنت آمل لو أن إدارة (النقد الأجنبي) بالبنك المركزي وقفت على رأسها (سيدة) من ذوات الخبرة والهمة والجدية والإحساس بالهم العام..
} نحن ننتظر قرارات وإجراءات أخرى خاصة بإدارة (النقد الأجنبي).. ننتظر نقل القائمين على أمرها – لا أعرفهم بالتأكيد – إلى إدارة أخرى.. مثل العلاقات العامة.. أو المشتريات..
} لا تقولوا لي هناك (شح) في النقد الأجنبي.. من أين يأتون به، لأنه رد جاهز دائماً ومكرر.. وهل كان النقد الأجنبي يملأ (الخزائن) في زمن الوزير الراحل الصارم عليه رحمة الله ورضوانه “عبد الوهاب عثمان شيخ موسى”؟!
} لم يكن بالسودان بترول ولا ذهب للصادر في العام 1996 إلى العام 1999.. ولكن كانت هناك همة.. وحسم لا يقبل أي مجاملات أو تدخلات (عليا) أو (دنيا) في تحديد أولويات الصرف.
} سيداتي “ابتسام”.. و”فاطمة”.. وزميلاتكن في بنك السودان وجميع المصارف.. مبروك

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية