أخيره

الطالبة «سمر» ..أولى شهادة الأساس بالنيل الأبيض تحصد الدرجة الكاملة

ثقتها المفرطة في نفسها وإمكانياتها وقدراتها العلمية والفكرية متحدين أسهموا في تتويج الطالبة النابغة “سمر فيصل أحمد خير” بإحرازها المرتبة الأولى في شهادة الأساس على مستوى ولاية النيل الأبيض وحصدها للدرجة الكاملة (280)، إلى جانب ذلك ساعدتها عزيمتها التي لا تفتر وهي تعكف مستذكرة دروسها بجدية وهمة دون تدخل أو إرشاد من أحد، فضلاً عن إصرارها على حل واجباتها بنفسها. ولا يهدأ لها بال إلا إذا توصلت للحلول في حال استعصت عليها معضلة أو درس، وتسعى لفك طلاسمه حتى وإن اضطرت للاستعانة بأشقائها أو معلميها رغم أنها نادراً ما تلجأ لذلك. (ألم أقل لكم إن ثقة مهولة تتوفر لديها) وقد عززتها “أي الثقة” بتأدبها ووقارها وتقواها وهي تحافظ على الصلوات بدون إيعاز من أحد، ليس ذلك فحسب فهي قارئة جيدة ومطلعة على عدد من الكتب سيما قصص الأنبياء، الأمر الذي يصقل من إلمامها وإدراكها ويرفع من محصلتها الأكاديمية .
ما ذكر سابقاً كفيل بأن يقتاد “سمر” صوب امنيتها المستقبلية بأن تصبح طبيبة عبر كلية الطب حلمها الأول .
حذر وقلق
كرست “سمر” وقتها وجهدها من أجل أن تحظى بالمرتبة الأولى التي لم يخالجها شك البتة في نيلها لكنها فقط لم تك تتوقع أن تأتي بالدرجة الكاملة، ومع ذلك ثمة حذر مشوب بالقلق انتابها لحظة إعلان النتيجة وهي تكاد تحبس أنفاسها، لكنها لم تستطع حبس دموعها والمنصة تعلنها أولى شهادة الأساس بولاية النيل الأبيض بمشاركة اثنين من مواطنيها، أحدهم زميلها بمدرسة المعارف الخاصة بمدينة كوستي والآخر من مدينة كنانة. وقد شاركها هذه اللحظات والداها اللذان كانا حضوراً في المؤتمر الذي انعقد بمدينة ربك، وألجمت الفرحة والدها الذي غلبه وصف تلك اللحظات رغم توقعهم لذلك، لكن إنزالها لأرض الواقع له صدى وطعم ، وشاركهم أيضاً جيرانهم بمدينة كوستي والأهل جميعا ً، وحضور طاغٍ ممزوج بفرحة عارمة من اصطاف المدرسة الذين لم يبخلوا عليها بمعلومة واحتووها طيلة العام الدراسي، وهم يمطرونها بوابل من المعلومات والمعارف فأتوا يومها يباركون ثمرهم .
صوت لوم
ورغم الفرحة التي شهدتها مدينة كوستي بإحراز اثنين من أبنائها للمرتبة الأولى وهم يتداعون مهنئين إلا أن هناك جهات طالها العتاب لتقصيرها رغم أن الأولوية في تقديم واجب التهنئة يفترض أن يكون لهم لارتباطهم بالحقل التعليمي، فوزير التربية لم يحضر أو يقدم أي دعم رغم دعوته للاحتفالين اللذين أقيما بالمناسبة، وقال والد “سمر” الأستاذ الصحفي “فيصل أحمد خيري ” لـ(المجهر) إن وزير المالية تبرع بمبلغ ألف جنيه كهدية لكنه لم يوف بالتزامه حتى الآن ، ولم ينسَ أن يوصل صوت شكر للوالي ونائبه والأخير حضر مشكوراً لتقديم التهنئة بالمنزل، وكذا مدير شرطة الولاية اللواء “مدني البدوي ” ومعتمد كوستي والعقيد “محمد نصر الدين” وأمين عام المجلس التشريعي ورئيس المحلية.
باقات ورد ممهورة بأسمى آيات الشكر والأمتنان قدمتها سمر عبر (المجهر) لوالديها، وقطفت إحداها وأهدتها لوالدتها التي دعمتها معنوياً ورفعت عنها أعباء المنزل نهائياً. وكانت تسجل لها زيارة تفقدية بالمدرسة شهرياً ويومياً فترة الامتحانات عقب كل جلسة، ولجدتها التي ما انفكت ترفع أكفها متضرعة تدعو لها بالنجاح، ولأشقائها الذين وقفوا إلى جانبها يراقبونها لحظة بلحظة، لوالدها العطوف، وبستان من الزهر دفعت به لاسطاف معلمي ومعلمات وإدارة مدرسة المعارف الخاصة الذين لهم القدح المعلى في هذا النجاح، وبدورهم كافؤها باستيعابها بمدرستهم الثانوية مجاناً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية