رأي

حديث لابد منه رقم (27)

نواصل في خطاب النقابة والذي تم ذكره أمام رئيس الجمهورية في مهرجان النقابة العامة لعمال السكة الحديد، والذي كان يقاطع بالتصفيق الشديد والمستمر، وهذه دلالة على أن الخطاب لامس ما في نفوس عمالنا وما يجيش بخواطرهم. وذكرنا أن الأمر المتعلق بمحاسبة النقابة سوف يعلن للإخوة العمال في ليلة عمالية كبرى في القريب العاجل، ليعرفوا حقيقة الأمر بأنفسهم وهم أصحاب الحق. وهذا الشعار هو شعار الثورة العمالية التي رفعته لمحاربة كل خائن ماكر متلاعب بحقوق الناس ولا يخشى الله ولا يخاف عقابه، وأيضاً من برامجنا تطوير المراكز الصحية للعاملين ودعم (مستشفى عطبرة) الذي يعاني الكثير من الضيق في مبناه والقلة في سرايره وأدويته وأطبائه وممرضيه، بل في الماء والنور، نأمل سيدي الرئيس أن يوفر له ذلك حتى يؤدي دوره كاملاً، لأنه يقع في مدينة العاملين حماة ثورتكم.
سيدي الرئيس نطالب بدعمه أو بناء مستشفى عمالية بعطبرة حتى تقلل الضغط على المستشفى الذي يقوم بدوره على مستوى المديرية الشمالية. ومن ضمن برامجنا صيانة النقابة من الفساد النقابي والانحراف، ولقد تم بحمد الله ومن ضمن برامجنا ثقافة العمال التي تساعد في تطوير الأداء والإنتاج.
سيدي الرئيس هنالك مطالب تهم العاملين وهي القطع السكنية التي دفع العمال قيمة الأرض منذ خمس سنوات ولم تسلم لهم حتى الآن، وسبق أن وجهت قبل ذلك في عيد العمال بتشكيل لجنة، ولكن بكل أسف إلى الآن لم يتم تسلم القطع السكنية لمستحقيها، والأدهى والأمر قد طالبوا بمبالغ أخرى إضافية لتغطية شيك المياه، وأننا على علم أن الإخوة لا يستطيعون ذلك وقد تضرروا كثيراً من هذا التأخير، وقد ارتفعت مواد البناء والتي أصبحت مضاعفة ومتزايدة في كل لحظة، نأمل أن تسلم لهم الأراضي حتى يتم لهم البناء ويحدث الاستقرار لهم ولأسرهم، فينطلقون بجد وإخلاص نحو وطنهم الحبيب، وأيضاً نأمل أن تعم الخدمات المهمة في الأحياء المجاورة لمدينة عطبرة، حيث يقطنها عدد كبير من العاملين، وتعاني بعض هذه الأحياء من عدم الإنارة وأخرى من عدم المياه، ومثال ذلك (حي الامتداد الشمالي) إلى الآن بدون إنارة، فيا سيدي الرئيس نرفع صيحتنا مع صيحة ساكنيه، ونضم صوتنا مع صوتهم بإدخال الكهرباء التي يحتاجون إليها في كل أمورهم وهي جزء مكمل لمعاشهم، وكذلك منطقة “الطليح” بجوار عطبرة، بل هي حي من أحياء عطبرة وكذلك “أم الطيور” و”الفاضلاب” يسكنهما عدد كبير من العاملين، ولقد وُعدتا بالإنارة منذ سنوات طوال، بل في فترة من الفترات اعتمدت لهما ميزانية الإنارة وإلى الآن لم تحظا بالإنارة، وكذلك منطقة “المقرن” ويقطنها عدد كبير من العاملين تحتاج للماء والإنارة.
سيدي الرئيس إن عمالنا ينتشرون على مستوى عطبرة ويحتاجون للمواصلات حتى يتأتى لهم الحضور إلى أماكن العمل في وقت مبكر، ومثال ذلك” بربر” وما جاورها فإن في موسم الخريف ينقطع الطريق عليهم ولا يستطيعون الحضور، ولقد قاموا بالعون الذاتي برصف الطريق وعمل كباري ولم يكتمل إلى هذه اللحظة، ولقد اشتركت فيه جميع الأيدي ليكتمل، نأمل أن توجهوا لإتمامه وإكماله، وكذلك عمل كبري يربط بين “الشرق” و”الغرب” لمهمة النقل والمواصلات ولعدم وجود المعديات الجديدة، وفي أكثر الأحيان يعدون بالمراكب لأن (البنطون) الذي يقوم بهذه العملية واحد في جهة عطبرة، و”الفاضلاب” وواحد في جهة “أم الطيور”، نأمل أن يكون هنالك كبري يربط بين “الشرق” و”الغرب”، بل سيكون ذلك رابطاً لمديرية النيل والشمالية والخرطوم. كما نأمل برصف شارع عطبرة الخرطوم بـ”الشرق” أو “الغرب” لضرورة ذلك وعائده العاجل، وكذلك عمل كبري يربط بين “عطبرة” و”الدامر”، لأن هذا الكبري الحالي لا يصلح لمرور العربات والمارة، ويناط به عمل كبير حيث هو الحلقة الأساسية بين المديريات المتجاورة، ويساعد في حل أزمة المواصلات، وفي أكثر الأحيان يتوقف الكبري لحادث طفيف يعوق سير المواصلات مما يؤدي إلى تأخير العاملين عن أداء واجبهم، وذلك ضرراً للمصلحة العامة.
سيدي الرئيس القائد هنالك شيء مهم وهو حديث الناس في كل مكان ألا وهو السلع التموينية، فإننا نعاني منها الكثير والكثير جداً، فنأمل من سيادتكم أن تضع لها الضوابط حتى نوقف الجشع لبعض التجار.. ولنا مرفق حيوي يساندنا في ذلك، ألا وهو تعاون الخدمات الاجتماعية للعاملين بهيئة السكة الحديد الذي كان عاجزاً عن دوره رغم توفير الإمكانيات له، ولكننا نأمل أن نوفرها حتى نؤدي دورنا فيه بإذن الله لنسهم مساهمة فعالة في توفير السلع التموينية، ولكن بأن نعطي الأولوية في الاستيراد والشحن حتى يعم الخير لا لعطبرة فحسب، بل للسودان قاطبة بإذن الله تعالى.
الإخوة العمال لقد طالبنا بمراجعة هذا التعاون بواسطة المراجع القانوني، لأن حساباته غير واضحة وله مناشط كثيرة كـ(الصيدليات) و(الكناتين) و(المتاجر)، وأزف بشرى عظيمة ألا وهي السلفيات التي تؤخذ من الخدمات الاجتماعية، لقد وافقت اللجنة على إيقاف الأرباح والتي تعتبر رباً، وأن هذا المرفق لم يعمل ليربح ولا يهتم بوضع العاملين فيه، ومن أجل تحقيق رفاهيتهم فإن أية سلفية أياً كان نوعها سوف لا يؤخذ عليها ربح، وهذه محمدة من محامد نقابتكم العملاقة بإذن الله، ثم بوحدتكم الغالية.
سيدي الرئيس القائد إن هذا المهرجان قد شاهدنا فيه الوحدة الشاملة الكاملة، ولقد كان تحالفاً عظيماً بين أفراد شعبنا الكريم، هذا المهرجان الذي التحم فيه العمال والطرق الصوفية والنقابات والمنظمات الجماهيرية بقيادة الشباب والكشافة والطلائع وطلاب المدارس بمختلف مراحلها، إنه تحالف عظيم وكذلك قوات الشعب المسلحة والشرطة النظامية والإداريون المخلصون والذين تعاونوا معنا في مهرجاننا هذا، حيث إننا نكن لهم كل تقدير، فلهم منا جميعاً التحية والإجلال، ولا تفوتنا موافق إخواننا العمال الشرفاء الذين رفعوا رؤوسنا عالية شامخة بإنجازهم الوابور رقم (1022)، وهم عمال عمرة الديزل بشقيها والإخوة ملاحظو وقوامندات الديزل بشقيه، وكذلك عمال وملاحظو وقومندات ورشة النجارين والنقاشين وعمال الهندسة، والإخوة الذين قطعوا إجازاتهم وتعاونوا في إخراج الوابر رقم (1022) بأحسن صورة، وكذلك الإخوة سائقو القاطرة الذين تبرعوا بغير مقابل بقيادة هذه القاطرة التي أقلت السيد رئيس الجمهورية وصحبه الأبرار، والإخوة مرافقو الوابور، جميعهم لهم التحية والتقدير والاحترام.
سيدي الرئيس ثق أننا جنودك الأوفياء بإذن الله لا نقول ذلك ملقاً إنما نقوله حقاً وصدقاً، وسوف نترجم ذلك بالعمل والإخلاص لسوداننا الحبيب، وأن الشعار الذي رفعته والقرار الذي قررته، ألا وهو شعار الوحدة والحكمة فإننا نشد على يديك ونقف معك بكل صلابة وقوة، لأننا به سوف ننطلق إلى العزة والكرامة، وليكن شعارنا معاً دائماً وأبداً قول المولى عز وجل سبحانه وتعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) صدق الله العظيم.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم.
ثم دوى تصفيق حاد لفترة حمس دقائق متواصلة تأميناً على الخطاب.
فرغنا من خطاب النقابة ولقد وردت فيه مطالب ومطالبات فلنقف عندها لاحقاً بإذن الله.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية