أخبار

العطر الذي أحبه..!

}ربما كانت العطور الباريسية هي الأشهر.. وهو ما يعني ضمناً أن لباريس عشقاً خاصاً مع الورود والزهور.. فالعطور تصنع من عصارات الحدائق الفوّاحة.
}وهناك ماركات باريسية مسجلة في عالم العطور تجد شهرة ورواجاً منقطع النظير ويكاد بشر كثيرون في أرجاء الدُنيا يحفظون عن ظهر قلب أسماء هذه الماركات العطرية التي لن نذكر أحدها حتى لا ندخل في دائرة الإعلان والترويج.
}والواقع أن للناس مذاهب في العطور التي يفضلونها سواءً أكانت باريسية أو محلية الصنع والماهرون والخبراء هم من يحافظون طوال حياتهم على استخدام عطر واحد يجعلهم مميزين في محيطهم .
}ربما هو التعود والإلفة التي تجعل الإنسان يتوحد مع عطر ما إلى النهاية.. وربما هو البحث عن (التميز) بحيث تصبح رائحة العطر عند الشخص بمثابة إشارة واضحة تدل عليه .
}ولأن السوق يخضع للعرض والطلب ويحاول في نفس الوقت أن تكون معروضاته في متناول اليد فقد ابتكرت أسواقنا المحلية صناعة العطور.
}وهي في الواقع ليست صناعة وإنما إعادة تركيب.. يقولون إنه أشبه بالاستنساخ للعطر الأصلي..
}البعض يؤكد أن العطر المقلد من الأصلي لا يمكن أبداً اكتشافه رغم أن (قارورة) العطر تكون خالية من الشعار الأصلي.. وتوضع في (كيس) بلاستيك بدلاً من تلك اللفافة الأنيقة والجميلة ..
}كثيرون يرون أنها صفقة رابحة بالنسبة للزبون لأنه يتحصل على نفس رائحة العطر الأصلي من خلال آخر (مُركب) محلياً وبسعر زهيد جداً..
}لكن الضالعين في عالم العطور يؤكدون أن العطور (المقلدة) لا يمكن أبداً أن تحل محل الأصلية ويضيفون بأن (الأصلية) يستمر عطرها فترة أطول.. بينما (المقلدة) لا تبقى إلا للحظات فقط..
}ويضيفون بأن عمليات تركيب العطور تقحم مواد قد تكون ضارة لجسم الإنسان، والصحة لا تقدر بثمن لذلك فهم يفضلون دفع أسعار مضاعفة لشراء العطور الأصلية وليس المقلدة..
}والنساء بالطبع هن الأكثر احتفاءً بالعطور ويحافظن على انتقاء عطر معين ويداومن على استخدامه وغالباً ما يكون أصلياً وليس مقلداً، ولكن ضيق ذات اليد أصبح يدفع أكثرهن لارتياد محلات تركيب العطور التي تملأ أسواق العاصمة..
}ظاهرة انتشار هذه المحلات تحتاج إلى معرفة آراء المختصين للوقوف على أضرارها وأخطارها.. أو إعطاء الضوء الأخضر للاستمرار في استخدامها وبعيداً عن هذه العين الرقابية فالعطور في حد ذاتها تفتح انوفنا على (حاسة الشم) التي تقوم أصلاً على التمييز بين الروائح.. وهنا نقول إن هذه الحاسة بحاجة للمزيد من اهتمامنا من خلال حرصنا على الاخضرار الذي تعكسه الحدائق والبساتين ذات الشذى الطيب والروائح الذكية، وأيضاً اجتثاث منبع الروائح الكريهة التي تنطلق من مصارف المياه والمجاري وهي أدوار منوطة بالدولة مجتمعة (مسؤولين ومواطنين).
}إن الترويج لثقافة الارتقاء بحاسة الشم يحيلنا إلى موروث سوداني ضخم نجح بامتياز في تصنيع العطور والبخور وغيرها من أصناف محلية موروثة وصلت شهرتها إلى العالم.
}هنا نقول ربما الذي ينقصنا حتى نكتسب ولو بعض من شهرة العطور الباريسية هو أن نفكر في طريقة راقية وغير تقليدية لتصنيع هذه المنتجات المحلية ووضعها في علب ولفافات وقوارير أنيقة ونحسن الترويج لها والإعلان عنها..
حينها لن نحتاج إلى شراء العطور الباريسية باهظة الثمن أو استخدام العطور (المقلدة) وما قد تسببه من أضرار.. لأن هناك ماركات تملأ أسواقنا وتحمل ماركة (عطور سودانية)..!
} أخيراً.. لن أقول ما العطر الذي أحبه.. لأن المناسبات الاجتماعية عودتنا أن الإجابة على هذا السؤال تعني أن كل الأصدقاء سيسارعون بإهداء العطر الذي تحبه في أقرب مناسبة..!.
} هل سألنا أنفسنا لماذا يتشارك معظمنا في انحيازه لإهداء العطور..!
} خاص جداً!
أعرف جيداً يا حبيبتي العطر الذي تحبينه..!
فأنا أيضاً أحبه..!.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية