الديوان

"شهاب ساتي" أصغر مخرج سوداني:

“شهاب ساتي” موهبة من طراز فريد، ورث جينات الإبداع من والده الكاتب الصحفي والنجم التلفزيوني المعروف “خالد ساتي”، ورغم عمره الصغير الذي لم يتجاوز الـ(15) عاماً، لكنه أثبت وجوده في وقت قياسي ليكون من نجوم الغد في مجال فن الإخراج السينمائي. برز أسمه مؤخراً أثناء فعاليات (مهرجان الهاتف الجوال) في نسخته الأولى بالسودان، حيث شارك كمخرج واعد مقدماً العديد من الأعمال، واستطاع بتميزه أن يلفت الانتباه ليتوج كأصغر مخرج مشارك في منافسات المهرجان. في هذا الحوار العفوي يتحدث “شهاب” عن تجربته مع فن الإخراج.
} في البداية طلبنا منه إبراز بطاقته التعريفية؟
– رد قائلاً: اسمي الرباعي “شهاب خالد عبد اللطيف ساتي”، من مواليد “سلطنة عمان”، عمري (15) عاماً، طالب بالمرحلة الثانوية جلست لامتحان الشهادة السودانية.
} حدثنا عن قصتك مع فن الإخراج؟
– منذ سن مبكرة وأنا مولع بمشاهدة التلفزيون ومتابعة الأعمال الدرامية المختلفة، وفي 2010م تحديداً بدأت بتقليد المسلسل التركي (وادي الذئاب)، حينها اكتشفت أنني يمكن أن أقوم بدلاً من ذلك بأعمال درامية تخص الوطن وبطريقه تليق بالمجتمع. وفي 2011م وبمساعدة والدي شرعت في تأسيس شركة (شهاب ساتي للإنتاج الفني)، ومن هنا كانت البداية حيث قمت بإنتاج فيلم (العميل) بطولة “محمد بكري” ومن إخراجي.
} ما هو الشيء الذي جذبك إلى هذا المجال؟
عندما أشاهد أعمالاً على التلفاز إن كانت سينمائية أو درامية كنت دائماً أحس بانجذاب لفن الإخراج، ودائماً ما أي شيء يلفت انتباهي في أي عمل درامي من حيث حركة الصورة والمؤثرات الصوتية والخدع السينمائية، وسبحان الله في كثير من الأحيان كنت أتوقع ما يمكن أن يأتي من وراء كل لقطة، وبعدها وجدت نفسي أتمتع بحس مشاهدة أكبر من المشاهدة العادية، وبمساعدة الوالد بدأت أُنمي هذا الحس إلى موهبة.
} هل هذا يعني أنك اتجهت لفن الإخراج بتدخل من والدك؟
– قد يكون هذا صحيحاً، ولكن قبل تدخل الوالد كان هناك إحساس داخلي حركني نحو هذا الاتجاه، وهذا الإحساس قد يكون مرتبطاً بجينات وراثية أو تأثر بمن حولي، وفي النهاية دون أقراني وجدت نفسي مندفعاً بقوة نحو هذا المجال النادر والصعب، وعندما بدأت أتحسس خطى الإبداع فيه لم تكن الإمكانيات متوفرة بكثرة كهذه الأيام، في ذلك الوقت حتى تقنية الكاميرات كانت مختلفة، ولكن الفضل يرجع إلى الله ثم أسرتي التي شجعتني وأصدقائي.
} مؤخراً حصلت على جائزة ونلت لقب أصغر مخرج في مهرجان الخرطوم سينما الهاتف الجوال.. كيف كان شعورك لحظتها؟
– حقيقة كانت لحظات مملوءة بالسعادة والزهو عندما أطلق عليّ لقب أصغر مخرج وهذا ليس بالشيء السهل، وحقاً سعادتي كانت أكبر بالإشادة والتقدير الذي وجدته أعمالي من قبل أساتذة كبار مخرجين ومصورين وغيرهم من العاملين في مجال الإخراج، وفوزي بهذه الجائزة زادني ثقة وجدية.
} وما هي الفائدة التي خرجت بها من خلال مشاركتك في هذا المهرجان؟
– المهرجان بالنسبة لي كان بمثابة محطة مهمة للتواصل مع أناس خارج قطري المحدود، فقد استفدت وتعلمت وفهمت وعرفت ايجابياتي وسلبياتي وأين مكاني من المنافسة الشبابية دون مجاملة بكل عدل ومساواة، واكتسبت بعض الخبرات من خلال الاحتكاك مع من يكبرني خبرةً وعمراً في هذا المجال.
} الآن حدثنا عن الأعمال التي شاركت بها؟
– شاركت بفيلم (الشفت) الجزء الثاني بعد عرض الجزء الأول بسينما الشباب، وقد أثبت نجاحاً كبيراً وهو بالنسبة لي نقطة تحول وتغيير في مساري الإبداعي، وقصة الفيلم تتحدث عن العطالة والنظرة الطبقية بصورة غير مباشرة. وبفضل الأربعة الأعوام التي سبقت فيلم (الشفت) اكتسبت خبرة في إخراج وكتابة السيناريو بشكل أفضل عن سابقه، ووجدت نفسي قد كتبت فيلم (الشفت) بصورة جديدة لم أطرقها من قبل حاولت من خلالها أن أتناول الكثير من العامية في الحوار، واستصحبت أسلوب السرد والتشويق وعنصر المفاجئة ونظرية المؤامرة طيلة الجزئين، وحتى الآن لا يستطيع أحد مشاهدي الجزء الثاني أن يجزم بنهاية الفيلم لأنها كانت نهاية مفتوحة تترك كثيراً من الأسئلة.
} أين تجد نفسك في الكتابة أم الإخراج؟
– حقيقة حتى الآن لا أستطيع أن أجزم بأنني استطعت أن أعرف مكانتي تماماً سواء أكانت في الإخراج أو الكتابة، لأنني حتى الآن لم أقم بإخراج عمل لم أكتبه أنا.. فالأمر يحتاج إلى الموازنة.
} علمنا أنك فرغت للتو من امتحان الشهادة السودانية.. هل تريد صقل موهبتك بالدراسة أم ستتجه لدراسة مجال آخر؟
– بكل تأكيد أنوي دراسة الإخراج السينمائي ولا أود الابتعاد عن شغفي وحبي، ومستقبلاً سأتخصص في الإخراج وأتعمق فيه أكثر وإن شاء الله سأصبح مخرجاً ذا مكانة عالمية باسم وطني.
كلمة أخيرة
بعد انتشار فكرة صناعة أفلام شبابية، أتمنى أن يجد الشباب السودانيون الطارقون لهذا المجال الاهتمام والرعاية، وأن تتاح لهم الفرص للمشاركة في مهرجانات عالمية لتوصيل عاداتنا وتقاليدنا.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية