أخبار

الوردة البيضاء..!

قال لي: رأيتُ فيما يرى النائم كل الناس مبتسمون.. يرتدون ملابس بيضاء.. ويحملون في أياديهم وروداً بيضاء.. صفحاتهم بيضاء.. وضحكاتهم تكشف عن أسنان شديدة البياض.
وحدّثني الذي رأى فيما يرى النائم أنّ (القرش الأبيض لم يعد لليوم الأسود).. فقد تحوَّلت كل الأيام إلى بيضاء.. وزاد (الحالم) في بياضه مستعيناً بـ(ست الودع) التي قال إنها قالت له إنّ (اللون الأبيض) سيكون شعار هذه المرحلة.. فالتسامح سيهزم نقيضه.. والنفوس ستصفو..!.
قاطعته: وماذا عن (الأيادي البيضاء).. فأجزم لي: هي الأكثر عدداً.. والخير سيعم كل الأرجاء.. سيأتي اليوم الذي لن تجد فيه الأيادي البيضاء مَنْ تتصدّق عليه.. فالناس مرتاحة ومبسوطة..!.
وأخذتُ أبحث في (ذاكرة البياض).. عن هذا اللون المدهش.. كم هو أنيق.. إنَّه بحق سيد الألوان..
معظم السيارات التي تعبر طرقات المدينة لونها أبيض.. والمستشفيات لونها أبيض.. والأطباء والممرضون يرتدون الزي الأبيض.. وأسرَّة المرضى بيضاء..
وهذا ليس عبثاً وإنما هو مقصود وله مغزى.. فالأبيض يمنح إحساساً بالاتساع والرحابة في المكان.. والأبيض (يريح) البصر ويقوّي الرؤية.. والأبيض لا يحكم على الأشياء من حولنا بشكل استباقي فيجرّدها من معانيها ويترك لنا خيار البحث في (البياض) ومنحه مدلولاته التي نتخيّلها ونتصوّرها.
أما (الأزياء) فللون الأبيض سحره الخاص.. ويفهم أسراره صفوة من الناس.. ويعرفون متى يرتدونه.. وفي أي وقتٍ أو مناسبة.. أما الغريب فهو أن يكون اللون الأبيض هو لون (الحداد) و(الحزن) عند بعض الشعوب ومنها نحن.. هو (الحزن النبيل) على أية حال.. ولا يمكن أن يقصى اللون الأبيض من الفكرة الأخرى.. الفكرة التي تعني الصفاء والنقاء.. والبراءة..!.
وأبلغ لوحة هي تلك التي تركها الرسام (بيضاء) ولم يرسم فيها أي شيء أو يسكب عليها أي لون.. إنها اللوحة التي نرسمها جميعنا.. اللوحة التي تكسر طوق (الاحتكار) وتحوََِّل (المتلقي) إلى (مبدع) كم هي مدهشة تلك اللوحة.. وكم هو عبقري ذلك الرسام.. الذي لم يرسم اللوحة.
> خاص جداً
أيَّـتُـها الوردة البيضاء.. أينما كنتِ .. يزدان بك الأفق .. وفي ذاك (الحفل) تحوَّل المساء إلى سماء.. وكنتِ النجمة.. ساطعة البياض..!.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية