صراع (الرئاسة) و(الأمانة) في حزب الأمة
} في مداخلة هاتفية مع برنامج (بعد الطبع) بفضائية النيل الأزرق، قال الدكتور “إبراهيم الأمين” وهو الأمين العام (المقال) بحزب الأمة القومي، عبر اجتماع الهيئة المركزية أمس (الخميس) قال إنهم – تياره- يمثلون (الأصل) في حزب الأمة!!
} وكنت أتوقع أن يكون د.”إبراهيم” أكثر (واقعية) وقناعة بأن حزب الأمة يعتمد في عظمه ولحمه وشحمه على (طائفة الأنصار)، منذ أن تأسس في أربعينيات القرن المنصرم قبيل استقلال السودان، وأنه – تبعاً لذلك- لا يتأتى لشخص خارج قيادة (كيان الأنصار) أو بالأحرى (إمامهم) أن يمثل (الأصل)، بينما يبقى من ينتهي اسمه بـ”المهدي” في (الهامش)..!!
} هذا غير معقول، على الأقل في وقتنا الحالي، حتى (يغير) السيد “الصادق المهدي” رئيس حزب الأمة وإمام الأنصار – بنفسه، هذا الواقع بدعم مرشح من خارج (بيت المهدي) ليكون رئيساً لحزب الأمة، وهذا غير مأمول خلال السنوات القليلة القادمة.
} خاصية سيطرة (فئة) أو (شريحة) داخل كيان (سياسي) أو (اجتماعي) في السودان، متوفرة ومعلومة حتى في الأحزاب التي تدعي (التقدمية) و(الحداثوية) وانتهاج (الليبرالية) منهجاً، كالحزب الشيوعي السوداني الذي تتحكم لجنته المركزية (القديمة) في اختيار اللجنة (الجديدة)!!
} ولهذا فمن غير المفهوم أن يقول الدكتور “إبراهيم الأمين” إنهم (الأصل) في حزب الأمة، لأنه طبقاً لذلك سيكون السيد “الصادق المهدي” (الفرع)!!
} غير أنني أتفق مع د.”إبراهيم الأمين” في أن (الهيئة المركزية) – منتهية الأجل- لا يمكنها أن (تنتخب) أميناً عاماً كامل الصلاحية والسلطات، حسبما تعارف في إجراءات الأجهزة (السياسية) أو (النقابية)، ودستور حزب الأمة – نفسه – يتحدث عن حق (تسيير الأعمال) في حال انقضاء أجل المؤسسات، و(التسيير) لا يعني بأي حال التصدي لمهام (انتخابية) في مناصب قيادة الحزب.
} الأوفق أن يكون (الأمين العام) الذي سيخلف اليوم “إبراهيم الأمين” (أميناً مكلفاً)، إلى حين انعقاد المؤتمر العام والهيئة المركزية القادمة، حتى ولو بعد (عام).
} أما اتهام الإمام “الصادق المهدي” بالسعي لـ(توريث) قيادة الحزب لأحد أبنائه وبناته، فإن (الكرة) هنا في ملعب السيد “الصادق”، وأظنه اعتبر بما حدث في “مصر” من (ثورات) و(انقلابات) و(قلاقل) جراء نغمة (توريث) “جمال مبارك” التي سارت بها الركبان في (المحروسة)، فكانت سبباً أساسياً لإشعال الثورة والإطاحة بالرئيس “مبارك”.
} ورغم أن الوضع مختلف قليلاً، كما ذكرنا بالنظر إلى طبيعة (كيان الأنصار) ومركزية (آل المهدي) فيه، إلا أن السيد “الصادق”مطالب بقيادة (التغيير) بنفسه بحيث يتنافس على رئاسة الحزب أكفاء من رموز الحزب من داخل (البيت) وخارجه، لتكون (الغلبة) في النهاية لقرار انتخابات داخلية نزيهة، و(غير موجهة)، لأننا ندري قدرة (الإمام) على إرسال رسائله المؤثرة في اتجاهات التصويت في كل (مؤتمر) و(هيئة).
} اجتماع موفق للهيئة، آملين أن يحافظ الحزب على أبنائه وكوادره ذات الفكر والقيمة مثل “إبراهيم الأمين” وغيره، ولكن ما دام (خيط التواصل) قد انقطع بين (الرئيس) و(الأمين) فلابد من تكليف (آخر) على أن يتفهم د.”إبراهيم” حتميات صدور مثل هذا القرار.
} جمعة مباركة على حزب الأمة وكيان الأنصار.
} جمعة مباركة على جميع أهل السودان.