تقارير

قفشات ومشاهدات من داخل جلسات الهيئة المركزية لـ(حزب الأمة)!!

قفشات ومناظر وعبارات ترددت داخل مقر حزب (الأمة) حيث الجلسة الافتتاحية للهيئة المركزية أمس(الخميس). وبمجرد عبور البوابة تقابلك شخصيتان تقفان في مكانين مختلفين، ولكن لا يمكن تجاوزهما خاصة لمرتادي دار (الأمة) أو هيئة شؤون الأنصار للمرة الأولى، أحدهما مشهور بـ(وطني) وهو العم “إبراهيم” الذي يقف حاملاً سيفين يستنهما باستمرار، مصدرين صوت التقاء الحديد مصحوباً بخطب عصماء يرددها الرجل، ولا يستطيع أحد التكهن بها من قبل، وأما الشخص الثاني فهو العم (حامد الأنصاري) والمشهور في وسط مرتادي دار الأمة بلقب (انترنت)، وذلك لسرعة تواجده في جميع أنشطة الحزب وهيئة الأنصار. ويمثل الرجل منبراً متحركاً يعرف بالقادمين بالصوت الجهير.
الختمية والأنصار.. صف واحد لن ينهار!!
الخليفة “تاج السر محمد صالح” الذي حضر اللقاء برفقة البروفيسور “البخاري الجعلي” ممثلين لرئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) مولانا “محمد عثمان الميرغني”، ابتدر كلمته في المؤتمر بالتأكيد بالماضي المشترك بين حزبه والأمة. وقال: (نشأنا معاً وترعرعنا معاً.. وحكمنا معاً).. في تلك الأثناء كان يجلس بجواري أحد كبار قيادات حزب الأمة وهو يردد مقولة: (الختمية والأنصار.. صف واحد لن ينهار). واختتم الخليفة “تاج السر” كلماته بوصية لـ(المهدي)، مفادها أن الحوار الوطني مسؤوليته الشخصية ورددها أمامه بعد نزوله من المنصة.
(الجندرية).. وابتسامات “مصطفى عثمان”!!
الدكتورة “سارة نقد الله” جلست إلى جانب اللواء معاش “فضل الله برمة ناصر” وهي تنظر إلى الأرض تواضعاً حينما كال عليها الإمام “الصادق” المدح والثناء. والملاحظ أن “المهدي” أعطى إشارات تكشف عن تفضيله لخيار “سارة” من بين الخيارات الأخرى، سيما حينما قال إن ترشيح امرأة (جندرية) يخدم الفرص.
في تلك اللحظة ارتسمت ابتسامة عريضة على وجه الدكتور “مصطفى عثمان إسماعيل” وهو ينظر إلى الدكتورة “سارة نقد الله”، وحينها توسعت دائرة النقاش الهامس والابتسامات التي انضم إليها كل من الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي “كمال عمر”، والمرشح الرئاسي السابق الدكتور “كامل الطيب إدريس”.
“الصادق المهدي”.. حصانة من العين والحسد!!
الدكتور “مصطفى عثمان إسماعيل” حينما جاء دوره في الحديث امتدح عطاء “المهدي” و”الترابي” رغم تقدمهما في السن.. في تلك اللحظة اعتلى صوت بعض نساء حزب الأمة وهن يرددن الدعاء، ويقلن إن كثرة الحديث عن صحة الإمام “الصادق” قد تدخل عليه العين، حيث قالت إحداهن: (الليلة مالكم على الإمام دا وصحتو.. تسحروه لينا). وحينها رد أحد الجالسين بالقول: (ما تخافي يا حبيبة.. الإمام محصن من العين والحسد). والمفارقة أن بعض الجالسين رددوا هتافاً عند تقديم دكتور “مصطفى” للحديث يقول: (خلوه ساكت دا ولدنا).
“مريم الصادق” وقصة الاستقطاب لصالح (الوطني)!!
الدكتورة “مريم الصادق المهدي” التي عادت فجر (الاثنين) الماضي إلى البلاد، بعد رحلة أوروبية طويلة جلست إلى جانب شيخ الإسلاميين، وصديق والدها مولانا “أحمد عبد الرحمن”. وبين الفينة والأخرى يدخلان في حديث هامس كان الأكثر حديثاً فيه هو الشيخ “أحمد عبد الرحمن”، بينما كانت “مريم” تستمع بتركيز عالٍ وإنصات وتشير برأسها تأييداً لما يقال لها.. فيا ترى هل يعمل الرجل على استقطاب بنت الإمام لتتحول إلى (حوش) المؤتمر الوطني، في ظل نسمات الحوار الوطني؟.
قطيعة “كمال عمر” (الطائفي)!!
الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي “كمال عمر” ابتدر حديثه عندما اعتلى منصة الحديث بالكشف عن حديث كان يدور بينه والدكتور “مصطفى عثمان إسماعيل”.. وقال “عمر” أسمي ذلك بـ(القطيعة). وقال إنه كان يرددها مع دكتور “مصطفى”، ومفاد تلك القطيعة هي الغزل في روح وعطاء الإمام “الصادق المهدي” والدكتور “حسن الترابي” رغم تقدم سنيهما، واختتم “عمر” قطيعته تلك بغزل طويل في صبر ووطنية وعطاء “المهدي”. وقال إن ما يقوم به مع “الترابي” من دور وطني لا يمكن أن يقوم به غيرهما.. وكان “عمر” كشف في مستهل حديثه عن اتهامات تلاحقه بأنه طائفي.
تحالف (الأمة) ومؤتمر البجا!!
الدكتور “محمد المعتصم أحمد موسى” القيادي بمؤتمر البجا، اجتر في كلمته التاريخ البعيد، حيث قال إن حزبه على تقارب كبير مع الأمة، وذلك منذ انضمام نواب مؤتمر البجا في الجمعية التأسيسية سابقاً إلى حزب الأمة والعمل تحت مظلته. وعبر عن رغبة حزبه بالدخول في تحالف مع الأمة في قادم الأيام.. ولكن الطرفة في أن “المعتصم” بمجرد وصوله إلى منصة الحديث انقطع التيار الكهربائي، ما دعا الرجل لمطالبة الحاضرين بعدم التشاؤم من ذلك، بعد أن قدم خطاباً مرتجلاً وبدون مكبر صوت.
موجات الفساد تهب في دار الأمة!!
الحديث عن الفساد والتجاوزات لم تقتصر على ما تنشره الصحف عن ما يدور في مكتب والي الخرطوم أو قضية الأقطان، وربما لأنها قضايا أصبحت تمثل أولى اهتمامات الرأي العام، فقد حرص رئيس حزب الأمة على مخاطبة جماهيره مستصحباً معه تلك القضايا، حيث قال: (في ناس دخلوا أباطهم والنجم وبالوقت صاروا فوق النجم.. لازم نشوف الفرقة دي جات كيف؟).
أبناء الإمام.. حضور وغياب!!
أبناء الإمام “الصادق المهدي” شكلوا حضوراً لافتاً في اجتماع الأمس، حيث حضر كل من المهندس “صديق”، والدكتورة “مريم”، والمهندسة “رباح”، ولم يتأكد حضور “رندا” و”زينب” و”أم سلمة”، بينما شوهد نجلاه “البشرى” و”محمد أحمد” وهما يقفان في مقدمة الحاضرين ويتبادلان حديثاً هامساً، دون أن يفطنا إلى كاميرات القنوات التي تنصب خلفيهما. وقد تضجر المصورون لأنه وفي تلك الأثناء كان والدهما يتحدث. البعض ربط بين خلفية نجلي “المهدي” العسكرية وبين إجراءات تأمين المؤتمر المحكمة التي أشرفا عليها، ولكن عدم حضور نجل “المهدي” “عبد الرحمن” هل يعود لكونه مساعداً للرئيس أم لرتبته في الجيش؟.
“مصطفى عثمان”.. بين الاستعمار والاستثمار!!
الانتقادات الحادة التي صوبها رئيس حزب الأمة نحو تجربة حكم المؤتمر الوطني، قابلها الدكتور “مصطفى عثمان إسماعيل” وزير المجلس الأعلى للاستثمار، بدفاع مستميت في كلمته. وذهب للمقارنة بين التجربة الإسلامية للإمام “المهدي” وبين تجربة الإنقاذ، ولكن العبارات اختلطت على الرجل حينما أراد أن يقول إن الإمام “المهدي” حارب ضد الاستعمار فتسللت بدلاً منها كلمة (الاستثمار) إلى لسانه، ولكن تداركها سريعاً ولم يتوقف عندها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية