الاحتفال باليوم العالمي للملكية الفكرية ينفخ الروح في جسد السينما السودانية
احتفال الملكية الفكرية جاء هذا العام تحت شعار الأفلام هواية العالمية. وقد شهدت قاعة الفنون الشعبية بأم درمان في بداية هذا الأسبوع يوماً مميزاً في تاريخ السينما في السودان، ربما يلقي القليل من الضوء على النفق المظلم الذي تكدست فيه أشرطة تاريخية لسينمائيين سودانيين عظام.. ويكون هذا الاحتفال (فأل) البشارة لعودتها وتطورها من جديد، الاحتفال تضمن إفادات تبصر الجمهور بثقافة الملكية الفكرية وأهميتها، وبرعاية وزير الدولة بوزارة الثقافة “مصطفي تيراب “و”عبد الإله أبوسن” وكيل وزارة الثقافة وحضور الأمين العام للملكية الفكرية “بشير سهل” وعدد كبيرمن رواد السينما والمهتمين بها .
يوم المفكر
افتتح الجلسة الوزير “مصطفي تيراب” قائلا إن الاحتفال بيوم الملكية الفكرية هو يوم المفكر وسعادتنا اكثر بعودة وزارة الثقافة وأن الحراك الثقافي الذي حدث مؤخراً هو ناتج لعودتها وهذا يعتبر تدشين لعودة السينما في السودان لأن اختفاءها أخفى الكثير من القيم والفوارق بالمجتمع السوداني. وأشار إلى أن الأزمة الموجودة في السودان ليست سياسية ولكنها ثقافية. وأضاف السياسة لا تحل هذه المشاكل وأن الحل الوحيد هو الاهتمام بالثقافة لأن التركيبة السودانية هشة وقوية في آن واحد وأن السينما والموسيقى وحدها قادرة هي على حمل لواء التغير الثقافي في السودان.
ثلاث أوراق
شمل الاحتفال ثلاث أوراق الأولى بعنوان (المشاهدة السينمائية في السودان قدمها) الأستاذ “الطيب مهدي” وقدم فيها تعريفاً دقيقاً للسينما حيث قال إنها لغة مرئية تجعلنا نتعرف على حيوات الناس الآخرين وطرائق تفكيرهم وثقافتهم ومجتمعاتهم وتجعلنا نتعرف على الآخر عبر السرد والوثائق. وقال إن السينما تغوص في حياة الناس وفي أعماق المجتمعات البشرية كالصورة والصوت ويخرج المتفرج عبر هذه الرحلات الاستكشافية أكثر نضجاً وفهماً واستنارة ثم قدم تعريفاً شاملاً للمشاهدة السينمائية والورقة الثانية كانت بعنوان (رواد السينما في السودان) من تقديم الأستاذ “صلاح عبد الرحيم ” وتعقيب الأستاذ” ناصر الطيب المك”. أما الورقة الأخيرة تحدثت عن (بداية الإنتاج السينمائي ومراحل تتطوره) من تقديم الأستاذ “عوض الضو” وعقب عليها الأستاذ “صلاح عبد الرحيم ” وقد أدار الجلسة الأستاذ المخرج “عبادي محجوب”.
مدخلات تعقيبية
في مداخلة للفنان “عبد القادر سالم” استدعى فيها كل ذكريات الطفولة عن الأفلام السينمائية باعتبار أنها كانت متواجدة في جميع أنحاء السودان. وقال إن أكثر الأفلام التي لا زالت عالقة في ذهنه هو فيلم زيارة الرئيس “تيتو” للضعين وأيضاً “جاق واي” و”الحمامة والعنكبوت” .
بينما جاءت مداخلة الشاعر “محمد طه القدال” التي تأسف فيها علي الوضع المزري للسينما. وقال لابد أن نتحدث عن مفاهيم الناس للأشياء وعن الحقوق الدستورية للمواطن السوداني لأن هناك تعارضاً بينها. وأشار إلى أن غرفة المعدات بمبنى التلفزيون لا تصلح لشيء وأن الشركات التي كانت تصنعها ما عادت تهتم بأمرها ولابد من طريق آخر. وأضاف قائلاً: (إن شركة دال تبرعت بإعادة إنتاج (40) فيلماً ملوناً وأسود وأبيض). وشن هجوماً عنيفاً عند مغادرة الوزير للاحتفالية مبكراً. وقال إن حضوره كان تشريفياً وهذا نوع من عدم الاهتمام لأن هذه المهمة ليست مهمة السينمائيين ما لم تهيأ لهم طرق.