أخيره

نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي "عبد الله حسن أحمد" في ونسة خفيفة

يمتاز بالبساطة والتواضع وقلة الحديث.. سياسي بارع.. وهب نفسه للحركة الإسلامية منذ الصغر وظل وفياً لقياداتها.. حاولنا التعرف على جوانب مختلفة من حياته.. أين كان ميلاده.. وأين بدأ مراحله الدراسية.. كيف التحق بحركة الإخوان المسلمين.. ومن الذي جنده.. كيف تفرغ للحركة في بداية حياته.. وما حقيقة مصالحة الجبهة الإسلامية لنظام مايو.. وما هو الهدف من ذلك.. الرياضة في حياته.. لمن يستمع في مجال الغناء.. المرأة في دار الجعليين.. أكلات يجيد طهيها إذا دخل المطبخ.. نقدمه للقارئ عبر هذه المساحة.. فسألناه في بداية حوارنا:
} من أنت؟
– “عبد الله حسن أحمد”.. ولدت في عام 1937م بقرية الحصايا إحدى قرى ضواحي الدامر.. والدي ووالدتي من أسرة واحدة من قبيلة الجعليين الشعديناب.
} كيف بدأت مراحلك الدراسية؟
– عندما أنشئ مشروع العالياب في عام 1942م أنشئت معه مدرسة أولية التحقت بها، ولكن أخوالي رأوا أن انتقل معهم إلى الدامر، فتركتها والتحقت بمدرسة الدامر الأولية، وأثناء استعدادنا لامتحانات الشهادة المتوسطة رأى والدي وكان رجل دين أن ألتحق بالمعاهد الدينية، فالتحقت بمعهد (عبد الجليل العلمي)، درست فيه حتى الصف الثالث، وخلال وجودي بالمعهد جاء خالي في إجازته السنوية إلى القرية وسأل عني فقيل له: (ذهب للدراسة بمعهد عبد الجليل)، ولم يكن راضياً عن دراستي بالمعهد، فطلب من والدي أن أرافقه إلى مدينة كوستي لأكمل فيها المرحلة الأولية.. وبالفعل ذهبت معه إلى كوستي فامتحنت ودخلت المرحلة الوسطى، وفي نفس العام نقل إلى الأبيض فذهبت معه وأكملت الوسطى بالأبيض، ومن ثم التحقت بمدرسة (خور طقت) الثانوية، ومنها التحقت بجامعة الخرطوم كلية العلوم قسم الجيولوجيا تخصص مياه جوفية.
} وكيف جاء التحاقك بالحركة الإسلامية؟
– التحقت بالحركة منذ المرحلة الثانوية، وكنت ناشطاً فيها، لذلك فصلت وامتحنت شهادة (أكسفورد) ولم امتحن الشهادة السودانية.
} هل تذكر من جندك للحركة الإسلامية؟
– “التجاني أبو جديري”، وكان من قيادات الحركة الإسلامية، ودكتور “عثمان كرار” و”بشير إبراهيم مختار”.. وهؤلاء كانوا من الدفعة.
} هل واصلت نشاطك السياسي بجامعة الخرطوم؟
– نعم.. وفُصلت.
} ما هو سبب فصلك؟
– وقتها كنت أنا و”عبد الرحيم حمدي” و”عمر يوسف بريدو” نحرر جريدة (آخر لحظة)، وفي أحد الأيام أوكلت لي مهمة تثبيتها على الحائط وكان مكتوباً بخط عريض (يسقط استاك ناين).
} وماذا يعني (استاك ناين)؟
– هذا قانون جديد وضعته الجامعة، وهو يحرم على الطلبة العمل السياسي، وأثناء تعليقي للجريدة مر أحد المسؤولين فقرأ الخط فطلب مني إنزال الجريدة ورفضت ذلك.
} وماذا فعل؟
– قدم شكوى لمدير الجامعة “نصر الحاج علي”، فطلبني المدير في مكتبه وبعد نقاش خرجت، ثم استدعاني مسجل الجامعة في اليوم التالي وتسلمت خطاب فصلي.
} وإلى أين اتجهت؟
– التحقت بالتدريس، لكن في نهاية العام تمت إعادتي.
} أين كنت عندما قامت (أكتوبر)؟
– كنت وقتها معيداً بجامعة الخرطوم أحضر لنيل درجة الماجستير، لكن الدكتور “حسن الترابي” طلب مني ترك الجامعة والتفرغ للتنظيم.
} وماذا كان عملك؟
– عملت بمكتب جبهة الميثاق بأم درمان ثم عدت مرة أخرى وعملت بمصلحة الجيولوجيا، واستقلت منها، وذهبت إلى نيجيريا وعملت في شركة يمتلكها سوداني لمدة سنتين، ثم عدت مرة أخرى إلى السودان.
} وأين كانت محطتك هذه المرة؟
– عملت بشركة التأمين الإسلامية، ومنها انتقلت للعمل ببنك فيصل الإسلامي كنائب للمدير، ثم عملت مديراً للبنك، ثم وزيراً للمالية، ومحافظاً لبنك السودان، ثم وزير التعاون والتنمية الريفية، ثم وزيراً برئاسة مجلس الوزراء، وتقدمت باستقالتي أيام المفاصلة.
} إذا أعدناك إلى الديمقراطية الثالثة.. ماذا كنت تفعل؟
– كنت متفرغاً للعمل السياسي، ومسؤولاً عن جريدة الحزب مع آخرين.
} هل حقيقة أنكم شاركتم مع مايو من أجل تفكيكها؟
– نعم.. وكان لدينا عدد من الموظفين والوزراء، وكانت خطتنا مع النظام رغم المصالحة تفكيكه.
} وتطبيق الشريعة الإسلامية؟
– جاءت بتشجيع منا، وخلالها استطعنا أن نبني تنظيماً قوياً في المدارس والجامعات، والنظام فتح لنا المجال للعمل، وكنا نسير بخطة مدروسة.
} ولكن النظام ضربكم في النهاية.. ما السبب؟
– السبب وشاية.
} وشاية مِن مَن؟
– من الشيوعيين.
} ولكن النظام ضرب الشيوعيين من قبل؟
– كان هناك شيوعيون غير ظاهرين، وكانوا (يكرهوننا شديد)، لذلك وشوا لـ”نميري” بأن الجبهة تعمل سراً للقضاء عليه.. والحمد لله جاءت الانتفاضة وأطاحت به.
} وماذا كانت خطتكم بعد الانتفاضة؟
– كان تنظيمنا جاهزاً وأموالنا جاهزة، ونزلنا الانتخابات بثقلنا وحصلنا على خمسين دائرة للخريجين، وكان لدينا مكتب خاص بالمملكة العربية السعودية أدرنا من خلاله الانتخابات هناك لدوائر الخريجين.
} والإنقاذ؟
– لولا الإرادة في الديمقراطية الثالثة لما نجحت الإنقاذ.
} هل تخطيطكم لها كان مرتباً؟
– (مافي حاجة جات ساي).
} إذا أعدناك إلى الوراء.. هل كانت لك هوايات؟
– أبداً.
} وكرة القدم؟
– كنت (كيشة) فيها.
} والسجن؟
– دخلته عدداً من المرات إبان مايو.
} هل لعبت (كوتشينة) وفي أيها كنت أحرف؟
– نعم.. لعبت الـ(كنكان) وكنت حريفاً في الـ(وست والهارد).
} وفي مجال الغناء لمن تستمع؟
– الغناء الشعبي.
} وإذا (دقت الدلوكة) هل تستطيع الجلوس في الكرسي؟
– أبداً.. وكنت (أعرض) دائماً مع الرئيس.
} والمرأة الجعلية؟
– نجد منها الاحترام، وتجده منا كذلك.
} والمطبخ؟
– الجعليون لا يدخلون المطبخ.
} مدن ما زالت بذاكرتك؟
– الأبيض.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية