مجرد سؤال

تعال ومعك آخرون!!

منذ أن تم وضع قانون للاستثمار بالبلاد وقبل ذلك إنشاء جهاز الاستثمار أو مفوضية الاستثمار والآن وزارة للاستثمار، المهم في الأمر أن الاستثمار ما زال دون المطلوب بالرغم من الإمكانيات الهائلة التي يتمتع بها السودان.. تحدثنا عن النافذة الواحدة وضرورة إنشائها، وبالفعل أنشئت، لكن الاستثمار لم يتحرك كثيراً لأن ثمة مشاكل ومعوقات ما زالت تقف في طريقه.. فالأراضي والنزاعات حولها تعدّ أكبر معوق للعملية الاستثمارية.. وإذا أردنا للاستثمار الانطلاق، فلابد من حل مشاكل الأراضي أولاً حتى لا نصدق مشروعاً زراعياً أو أي مشروع آخر ليتفاجأ المستثمر بأن أرضه محل نزاع ومحاكم بسببه فيخرج ولا يعود.. وهنالك اعتراف من قبل الدولة نفسها بأن النزاعات حول الأراضي هي من معوقات العملية الاستثمارية في السودان.. نعم لدينا أراضٍ زراعية شاسعة وغير مستغلة، وأراضٍ أخرى، ولكن عندما تجيء لتستغلها وتستثمرها يظهر لها ألف صاحب، ويحملون (العكاز) كما يقولون، ويقفون في وجهك حتى وإن جئت لاستغلال هذه الأراضي بطريقة رسمية وبأوراق تثبت ذلك، ولكن هذا لا يهم بالنسبة لصاحب (العكاز) لأنه لا يعرف الطريقة الرسمية ولا حتى التصديق الحكومي الذي تحمله في يدك، يعرف فقط أن الأرض هي ملك له، وأنه يجب أن يحافظ عليها مدى الحياة حتى وإن لم يستغلها، بل ويقول لك: (دي أرضي وأنا حر فيها.. أستغلها أو أتركها بور).. هذا هو الفهم العام لأصحاب الأراضي، أو يقولون لك: (دي أراضي بتاعة ورّاث والوراث كتار).
النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن “بكرى حسن صالح” دعا خلال ملتقى وزراء الزراعة بالولايات الذي عقد مؤخراً، إلى ضرورة وضع خارطة طريق استثمارية واضحة المعالم تشتمل على أراضً زراعية خالية من النزاعات.. فالأراضي الزراعية الخالية من النزاعات هي الحل الوحيد للانطلاق بالعملية الاستثمارية.
الخارطة الزراعية التي دعا إليها النائب الأول لرئيس الجمهورية مهمة جداً، وذلك لتقديمها كوثيقة معتمدة خالية من النزاعات للمستثمرين.. وأنا على يقين تام بأن هنالك كثيرين يريدون أن يستثمروا بالسودان سواء أكانوا سودانيين أو أجانب، إلا أن هذه المشاكل تقف في طريقهم، الأمر الذي يجعلهم يأخذون خط رجعة للوراء خوفاً من المشاكل التي ربما تؤدي إلى القتل.
أيضاً لابد، إذا أردنا للاستثمار الانطلاق، أن نهتم بالبنى التحتية من طرق ومياه وكهرباء وفنادق بمستوى راقٍ جداً، تكون بالولايات حتى يستريح المستثمر بها إلى حين الفراغ من عمله الذي جاء من أجله.. ليذهب وفي ذهنه أشياء جميلة جداً عن السودان.. هذا المستثمر يمكنه أن يذهب ليأتي ومعه آخرون وهذا ما نريده (تعال ومعك آخرون).
وكذلك مبادرة رئيس الجمهورية للأمن الغذائي، لن تتحقق إلا بإزالة هذه المعوقات لتنطلق العملية الزراعية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية