أخبار

ما قلنا ليكم !!

نسب للأخ الدكتور “بشير آدم رحمة” قوله إن الرئيس “البشير” (قبل) بحكومة انتقالية ببرنامج متفق عليه بين الأحزاب السياسية على ألا يتعدى عمرها سنة أو سنتين بجانب إجراء تعديلات دستورية تحكم الفترة الانتقالية حتى قيام الانتخابات، وفي ذات موقع التصريح المنقول عن (الوطن) القطرية. وقال “رحمة” إن الأحزاب المشاركة في الملتقى التشاوري وافقت على تولي “البشير” لهيئة الحوار العليا لكن لم يوضح هل مقترح الحكومة الانتقالية وفق الرواية أعلاه ضمن حديث عام متفق بين الجميع أم أنه ثمرة اجتهادات من الشعبي أم أنه اتفاق بين “البشير” و”الترابي” ؟!
مثل هذه التصريحات غير المتفق عليها فكرة وحيثيات تزيد من مساحات الضباب في المشهد السياسي الراهن وتزيد من هواجس القائلين بنظرية الصفقة المكتملة الأركان بين (المؤتمرين). وقول مثل قول “بشير آدم رحمة” يصلح إن كان صحيحاً أن ينطلق من بيان وقول جهير من فوق منصة هيئة الحوار العليا أو من “البشير” شخصياً فهذا أوقع لإثبات أنه (شغل جماعي) واتفاق توافقت عليه كل القوى ولكنه حينما يخرج بتلك الصورة فإنه لا يعدو أن يكون ضرباً من الاجتهاد قيل بمثله عشرات المرات ما بين حكومة قومية وأخرى انتقالية وثالثة هجين بين تلك وتلك!
الشيخ “الترابي” في ليلة الملتقى التشاوري قال نصيحة ذهبية في شأن التعاطي الإعلامي خاصة تصريحات المسؤولين الحزبيين إذ دعا لضبطها وتجنيبها الملاسانات والإفادات الملغومة. ويبدو أن الرجل بحاجة لشد لجام بعض مساعديه لأنهم يسعون الآن بجهد وإن كان نبيلاً لكنه يغذي تيارات الرفض في المشاركة لأنني لو كنت قائداً لحزب آخر لأيقنت أن الطبخة قد اكتملت والبقية محض (كمبارس) وحشود لتجميل خلفيات الشاشة السياسية وأن الإنقاذ ارتدت لأعوامها الأولى حينما كان الإخوان يقررون ويصدرون وينشرون؛ ولهذا أعتقد أن “فاروق أبوعيسى” ورهطه في تحالف شمبات يقرأون الآن تصريحات مساعد “الترابي” وهم يفركون أيديهم.. ما قلنا ليكم!
إن الطريق الذي ابتدر الجميع السير فيه عبر حوار شفاف ومكشوف وتحت رقابة السودانيين وبصرهم من الأسلم فيه أن تكون كل مخرجاته نتاج التداول الحر في هيئة الحوار الوطني بتشكيلها الكامل، ليس صحيحاً أن تكون هناك أي تفاهمات ثنائية خاصة بين المؤتمر الوطني والشعبي إلا في إطار تنسيق المواقف وهذا مشروع لكن القفز بهذا التنسيق لترسيم الملعب وتوزيع مواقع اللاعبين سيجعل الهيئة كمن تمارس ممارسة صورية وشائهة.
الجميع متفقون الآن على المنهج والوسيلة وهي الحوار، ولن يختلفون بشأن تفاصيل تراتيب المراحل المقبلة وللكل فيها حصته ورؤيته ومقترحاته وليس من الحكمة التعجل الآن، ثم إن هل المشكلة فقط في الحكومة واسمها ومناط عملها أم أن القضية كلها أزمة وطن به مشاكل وله تحديات وعليه مهددات كلها تبدو هموماً أكبر من مسمى الحكومة وأجلها ولكل أجل كتاب؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية