لماذا هؤلاء الأقرب للبشير.. "محمد عطا" و"عبد الرحيم" و"جمال الوالي" و"ونسي" ؟!!
ما كانت استضافة الرئيس “عمر البشير” عشية (الأحد) لفريق الهلال إدارة ولاعبين واتحاداً رياضياً حدثاً رياضياً محضاً بلا ظلال سياسية ورسائل من طرف الرئيس في وقت تداعت مكونات الساحة السياسية في بلادنا لحوارات لا يعلم أحد إلى أين تقودنا وكيف منتهاها.. بعد أن ظهرت معالم بداياتها.. ومنذ ارتقاء فريق الكرة بنادي الهلال لدوري المجموعات هذا العام بدأت إدارة النادي المعينة لتسيير النشاط استثمار الحدث بحثاً عن دعم مالي لسد عجوزات وفجوات مالية أقعدت بالنادي في السنوات الماضية.. ودعم معنوي لنادٍ كان يرتقي لدوري المجموعات في سنوات ما قبل حلول القحط الاقتصادي والجفاف المالي والتدهور المفاجئ الذي أصاب كرة القدم بعد نهضتها في سنوات ما بعد 2005م مع حلول السلام في السودان وتنفس البلاد طبيعياً.. جاء لقاء “البشير” بالهلال بتدبير من “البشير”.. كيف ذلك، فالبشير المشير الذي يقود السودان منذ 24 عاماً أحال شقيقه “عبد الله البشير” إلى التقاعد من الخدمة العسكرية شأنه كأقرانه من العسكريين، ولم يسلك “البشير” الطبيب دروباً سياسية في مفاصل الحزب رغم انتمائه للحركة الإسلامية وبالتالي عضويته في المؤتمر الوطني فاختار عشقه للرياضة ونادي الهلال مشجعاً حتى تم اختياره من قبل وزير الرياضة السابق بولاية الخرطوم المحامي “الطيب حسن بدوي” نائباً لرئيس نادي الهلال.. ومساعداً أيمن للمهندس “الحاج عطا المنان إدريس” الذي ظل فاعلاً في الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية رغم محاولات إقصائه من جهات ترى في وجوده خطراً عليها.. و”البشير” الطبيب لعب في الخفاء دور المنقذ للهلال بعلاقاته ودعمه المالي السخي، واستضافة المشير “البشير” للهلال جزء من تخطيط وتدبير وإخراج “البشير” الطبيب والرياضي.. ولم يسبق للرئيس “البشير” أن استقبل نادياً سودانياً في بيت الضيافة.. وتكريمه بحضوره تدريباته وتشجيع إدارته لمجرد أن ارتقى الفريق لمرحلة المجموعات ولم ينل كأساً أو وصافة.. وحتى حينما وصل الهلال من قبل للمباراة النهائية للبطولة الأفريقية لم يحظ بمثل هذا الاحتفاء والتقدير.
ولكن الرياضة السودانية تعيش الآن لحظات تراجع مريعة للوراء.. ليصبح الصعود لدوري المجموعات حدثاً تفتح له أبواب بيت الضيافة وتشهد تدريبات الفريق القيادة الفاعلة في الدولة والحكومة.. وحينما رفع نداء صلاة المغرب انقسم الحضور ما بين أداء الصلاة في مسجد صغير جداً لا يسع أكثر من (40) شخصاً بالكاد بالقرب من بيت الضيافة وساحة ميدان صغير شذب عشبه بعناية فائقة.. قيل إنه لتدريبات فريق كرة القدم للحرس الرئاسي.. وأطل الفريق أول “عبد الرحيم محمد حسين” قريباً من الرئيس في عافية نفسية ومعنوية وهو يرتدي قميصاً بلون رمادي بأكمام قصيرة.. وبنطالاً أسود.. وظن البعض أن الفريق أول “عبد الرحيم محمد حسين” سيتابع تدريبات فريق الكرة بنادي الهلال.. بالقرب من الرئيس.. ولكنه انصرف مسرعاً بعد أداء الصلاة ولم يعد إلا بعد انتهاء حصة التدريب.. ولكن كان قريباً جداً من الرئيس مدير مكتبه الفريق “طه عثمان” الذي يستقبل ضيوف الرئيس بأحضان وابتسامات رضا.. وقريباً من الرئيس مدير مكتبه السابق الفريق أول شرطة “هاشم عثمان” الذي تساءل البعض هي جاءت به هلاليته التي يخفيها عمداً، أم أن قادة القوات النظامية بطبيعة الحال أقرب إلى الرئيس في الأمسيات وبيت الضيافة من السياسيين؟ فقد حضر جزءاً من التدريب الفريق أول “محمد عطا المولى عباس” مدير عام جهاز الأمن الوطني والذي تبدت من ملابسه الإفرنجية أنه قادم من مكتبه لتدريبات الهلال.. بينما كان الآخرون يرتدون الجلاليب الفاخرة.. والأحذية غالية الثمن.. لم يمكث الفريق “محمد عطا المولى” طويلاً فاستأذن الرئيس بالانصراف.. ولكن السيد “صلاح ونسي” وزير رئاسة الجمهورية كان قريباً من الرئيس (بهدوئه) المعهود و(يدير) “صلاح ونسي” وزارة شئون القصر بالصمت والمثابرة على الأداء.. وكان قريباً من الرئيس بطبيعة الحال السكرتير الصحافي “عماد سيد أحمد” والذي جلس طويلاً مع الصحافيين الرياضيين الذين (ابتعد) عنهم منذ مغادرته الصحافة في سنوات حلت.. ومن السياسيين الذين كانوا قريبين من الرئيس الوالي د. “عبد الرحمن الخضر” والذي ظل الرئيس يبادله الابتسامات والقفشات الضاحكة والحديث الهامس، وبددت مشاعر الرئيس الإيجابية نحو الوالي “الخضر” شائعات في المدينة عن قرب رحيل “الخضر” عن السلطة على خلفية حادثة اختلاسات موظفين في مكتبه لأموال عامة واستغلالهم نفوذهم.
ولكن مصدر رفيع قال لـ(المجهر) إن الرئيس يثق في د. “الخضر” الذي وضع كل الحقائق أمام الرئيس قبل اتخاذ الإجراءات ضد منسوبي مكتبه وظهور القضية للرأي العام.. وبدت الصلة الوثيقة والحميمية أيضاً بين الرئيس ورجل الأعمال “جمال الوالي” الذي عانق المهندس “الحاج عطا المنان” بحرارة وود عميق ليبدد رجال المؤتمر الوطني شائعات ما يتداوله الوسط الرياضي من سوء العلاقة بين “عطا المنان” و”الوالي” بسبب تراشقات المريخيين والهلاليين..
إلا أن جلوس “جمال الوالي” ما بين د. “معتصم جعفر” رئيس اتحاد الكرة و”مجدي شمس الدين” الأمين العام للاتحاد و”الطريفي الصديق” ومن خلفهما “أسامة عطا المنان” عزز الاعتقاد لدى البعض بأن اتحاد كرة القدم السوداني قريب من نادي المريخ وبعيد عن الهلال!! وكان الوزيران “صديق محمد التوم” القيادي في حزب الأمة والوزير الولائي “بله يوسف” يتابعان تمارين الهلال الذي ينتظر الأسبوع القادم نتائج قرعة البطولة التي تجرى في القاهرة رغم أن فريق كرة القدم بنادي الهلال أخذ في التراجع فنياً وتدهورت نتائجه في الدوري الممتاز وفقد في أسبوع واحد خمس نقاط من فرق الأقاليم أهلي شندي ومريخ الفاشر.. وبات جلياً لكل ذي عقل وبصيرة أن لاعبي الهلال متذمرون من طريقة تدريب الخبير التونسي “النابي” ويخططون للإطاحة به من قيادة الفريق.. ولكن حافز التكريم كان كبيراً ووثيقة العهد والميثاق التي قدمها لرئيس الجمهورية أربعة من لاعبي الهلال هم “عمر بخيت” و”مهند الطاهر” و”مدثر كاريكا” والحارس “المعز” تشير إلى إصرار وعزيمة من اللاعبين لتحقيق البطولة الأفريقية هذا العام، مع أن ذلك يبدو بعيداً جداً لفريق فقد خمس نقاط من أندية الولايات أن ينال كأساً من منافسين كبار لا يعرف لاعبوهم التمرد على المدربين وتملك دولهم مالاً وفيراً في دعمهم، بينما السودان يرتفع فيه سعر الدولار مقابل الجنيه إلى (9) وبعض لاعبي الهلال من الأجانب ينالون أجرهم بالدولار ولا يقدمون في الميدان ما يشفع لهم بالاستمرارية في النادي.
وحينما تغنى المطرب “جمال مصطفى فرفور” الذي نال شرف الغناء أمام الرئيس لعدة مرات وهو شرف لم ينله مطربون أكبر منه سناً ومقاماً وعطاءً، ولكن “جمال فرفور” المثقف اختار بعناية أن يغني كلمات الراحل “عوض جبريل” (لو نظرت هلال).. وغنى “جمال فرفور” أيضاً أغنيات الحماس فرفع اللواء “السر أحمد عمر” الأمين العام وقار موقعه الرفيع في الشرطة والنادي (فعرض الصقرية) مع اللواء طبيب “عبد الله البشير” واللواء “أحمد عطا المنان” مدير الكرة، وكان لافتاً للانتباه مشاركة الحارس “جمعة جينارو” في الرقصة (الصقرية) مع المدافع “عبد اللطيف بوي” ليشكل الفن خيطاً جامعاً لهوية السودان وثقافته.. وأن يغني مطرب في منزل الرئيس فإن أولى الدلالات على ذلك اعتراف السلطة في أعلى مراتبها بالفن والثقافة والإبداع.. حينما صعد المهندس “الحاج عطا المنان” ليتحدث بالشكر لحفاوة الرئيس واستقباله همس الأستاذ “عاطف” مدير المراسم الرئاسية في أذنيه لتقديم الرئيس (مباشرة) دون اتباع السلسلة المراسمية التي كانت ستتيح الفرصة للوزير الولائي ووالي الخرطوم ليقولوا كلمتهم، ولكن الرئيس دعا الهلال لنيل بطولة الأندية الأفريقية هذا العام وتقديمها هدية للشعب السوداني في عام المصالحات الوطنية والتعافي الوجداني.. فهل يفعلها الهلال أم ثمة مساحة شاسعة بين الأماني والأحلام والواقع؟.!!