رأي

حديث لابد منه (20)

إن احتفال النقابة العامة لعمال السكة الحديد والنقل النهري والمرطبات عبر مهرجان كبير، كان ضرورة حتمية من أجل إظهار فرح العمال بالانتصار لثورتهم البيضاء والتي نادت برحيل النقابة التي كانت عليهم سوط عذاب، وقد أخذ رحيلها وقتاً طويلاً امتد إلى ما يقارب نصف العام رغم سحب الثقة الذي تم بالإجماع في أقل من أسبوع في كل أقسام السكة الحديد والنقل النهري والمرطبات، وكذلك تدشين الأداء والإنتاج وتحريك دولاب العمل، وكانت ضربة البداية القاطرة (1022) ديزل، والتي قررنا أن تقل السيد رئيس الجمهورية في وقتها المشير “جعفر محمد نميري”، وذكرنا أننا بدأنا في الإعداد لهذا المهرجان الحاشد، وقد حضر الأخ “بدر الدين سليمان” المشرف السياسي على المديرية، وقد دار بيننا وبينه نقاش حاد فيما يتعلق بالخطاب الذي يقدم في المهرجان، وهو خطاب النقابة صاحبة الدعوة والمهرجان، رغم ذلك كانت القيود تتابع هذا الخطاب من قبل المشرف السياسي على المديرية، حيث أنه طالب بكتابة الخطاب لكي يطلع عليه ثم يرفعه إلى السيد رئيس الجمهورية لكي يرد عليه، وبعد كتابته قال المشرف السياسي، إن هذا الخطاب طويل وفيه عبارات ينبغي أن تسحب، فقلنا هذا هو خطاب النقابة وهي صاحبة المهرجان وصاحبة الدعوة، فينبغي أن يقبل خطابها لأنه يعبر عن العمال أصحاب الحق الأساسي.
تم عرض الخطاب على اللجنة المركزية ووافقت عليه وطالبت ألا تسحب منه كلمة واحدة بل ولا (شولة) لأنه يعبر عن إرادة العمال المنضوين تحت لواء هذه النقابة العتيدة والعريقة، وجلسنا مع الأخ المشرف السياسي للمرة الثانية، وقد كان عند موقفه الرافض للخطاب بصورته التي أطلع عليها وتمسكت النقابة بالخطاب، ورفع المشرف السياسي الأمر إلى الأجهزة العليا.
ثم عاد الأخ المشرف السياسي الأستاذ “بدر الدين سليمان” وأعلن موافقته على الخطاب، وقد سلمه للسيد رئيس الجمهورية للرد عليه وذكر أنه سوف يرد عليه السيد الرئيس في خطابه. وأقول بحمد الله إن النقابة قد كسبت الجولة بالموافقة عليه، وبحمد لله تعالى أنني محتفظ بهذا الخطاب، وسوف أذكره من خلال حديثي إن شاء الله، وكذلك خطاب الأخ رئيس الجمهورية.
عدنا مرة أخرى من أجل الاستعراض الأخير للبرنامج المصاحب وبرنامج الاحتفال، وذكر المشرف موافقته على البرنامج المصاحب للزيار،ة ويتلخص في جولة لورش الصيانة بقيادة الأخ رئيس الجمهورية وقتها المشير “جعفر نميري”، وأن يرتدي الأخ الرئيس (افرول) العمال – أي الزي الذي يرتديه العمال أثناء العمل – وثم اجتماع مع اللجنة المركزية بعد الجولة، ثم استعرضنا معه فقرات الاحتفال وقال من الذي يقرأ القرآن، قلنا القرآن كلام الله ونقدم من يقرأه في وقته المطلوب، قال لابد من تحديد الشخص والآيات التي يتلوها، قلت له لِم هذا التحفظ لتلاوة القرآن في الافتتاح، قال لأن القرآن فيه آيات السلم وآيات الحرب، فقلنا إذن الآيات التي تقرأ (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا).. فوافق عليها وهو لا يدري ما تحتويه، ثم قلنا الذي يقرأ القرآن هو الأخ “الجعلي إبراهيم”.. ماذا كان بعد ذلك هذا ما سنقف عليه لاحقاً إن شاء الله.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية