شهادتي لله

أين ذهب (المليار القطري)؟!

– 1 –
} أين ذهب (مليار) الوديعة (القطرية)؟! أم أنه كان (كلام حكومات) على وزن (كلام جرايد)؟! فالحكومات في الكثير من بلدان الدنيا تكذب على الناس كثيراً، ثم توجه الاتهامات لـ(الجرائد) المسكينة التي تنشر أكاذيب الحكومات في السودان وغير السودان!!
} وما يدفعنا للتساؤل عن (المليار دولار) الذي هللنا له.. وكبرنا.. وبشرنا.. و(فرشنا السكة ورود) كما تغنى (البلابل).. أن بنك السودان لم يضخ (دولاراً) في خزائن البنوك والصرافات فارتفع سعر السوق (السوداء) إلى رقم يفوق فترة ما قبل (الوديعة)!
} هل كان (المليار) مجرد (أكذوبة)؟!
أم أنها (وديعة) في (الحفظ والصون)، ممنوع الاقتراب منها.. والتصوير.. شأنها شان المواقع العسكرية!!
} الرسالة التالية وصلتني على (الواتس آب): (يا أستاذ.. عندي أخوي داير أسفرو القاهرة للعلاج.. لقيت (الدولار) بـ(7.8).. يعني كان أخير قبل الوديعة)!!
} ووزير المالية السيد “بد الدين محمود” الذي أعلن للشعب السوداني عن مقدم الوديعة القطرية.. لم يخرج للشعب المغلوب على أمره موضحاً: لماذا يرتفع – يومياً – سعر (الدولار) و(اليورو) و(الأسترليني) و(الريال السعودي) و(الدرهم الإماراتي) و(الريال القطري) – نفسه – وحتى (البر الإثيوبي) و(النكفة الإريترية) في بلادنا دون بلاد خلائق الله الأخرى؟!!
} وبنك السودان الذي نتبرع له – ومن غير فلوس – بنشر أخباره وبياناته عناوين على الصفحة الأولى حول (عزمه) ضخ (كميات كبيرة من النقد الأجنبي) للمصارف التجارية والصرافات لصغار المستوردين، أو لأغراض السفر والعلاج، لم يضخ (موية شراب).. خليك من (دولارات) و(يوروات) و(ريالات) و(دراهم)!!
} إذا لم تصل السيدة (الوديعة).. فالمفروض أن يعرف الجميع في إطار دولة الشفافية والمحاسبة بالتزامن مع تفاعلات ونتائج مؤتمر الحوار الوطني الذي ابتدره السيد رئيس الجمهورية.
} وإذا غير (القطريون) رأيهم.. أو أن ظروف (الطقس) لم تسمح – حتى الآن – بهبوط الوديعة في (مطار) بنك السودان، فالأوفق أيضاً أن تعلم جماهير الشعب الصابرة والممكونة، أما أن يلتزم السيدان “بدر الدين محمود” و”عبد الرحمن حسن” الصمت، بينما يقترب الدولار من حاجز الـ(9) جنيهات، فإن هذا مما لا ينفعهما، ولا يفيد الاقتصاد السوداني.
} وما زلت محتاراً وأكرر السؤال، لماذا يرتفع (الدولار) و(اليورو) – كل يوم – في السودان فقط، ولا يحدث هذا في إريتريا الفقيرة جداً والمجاورة لنا؟!
} يقول وزير المالية، إن صادرات السودان للعام (2013) تجاوزت (7) مليارات دولار، فأين هذه المليارات، يا سيادة الوزير، ولماذا لا نراها أثراً ملموساً في (سوق الله أكبر)؟!
} وبعد.. فإن الذي أعلن عن (وديعة مليارية قطرية) هي الحكومة، وليس (الجرائد) التي نقلت عنها، وناقل الكفر ليس بكافر.
} اللهم إنا نبرأ إليك من كلام الحكومة ومن ملياراتها (الوهمية).
– 2 –
} مساء أمس الأول أقام تحالف المعارضة (اليسارية) ندوته الجماهيرية الأولى، وفي رأيي أن هذا هو التوصيف المهني الصحيح، فقد كان في برلمان الديمقراطية الثالثة (معارضتان) واحدة تمثلها (الجبهة الإسلامية القومية) بـ(53) نائباً ويقودها الأستاذ “علي عثمان محمد طه”، وثانية (شيوعية) قادها الراحل المحترم “محمد إبراهيم نقد” بـ(3) – ثلاثة نواب فقط.. ثالثهم “نقد” نفسه.
} حركة (الإصلاح الآن) حزب معارض، حتى وإن رفض (التحالف) منحه (بطاقة) المعارضة!! وحزب العدالة بقيادة “أمين بناني” أيضاً، و(المؤتمر الشعبي) الذي جمدوا عضويته، وحزب (الأمة القومي)، وكل هذه الأحزاب ليست (يسارية)، ولكنها (معارضة).
} أما أحزاب (الحركة الاتحادية) و(الاتحادي الموحد) فإنها أقرب إلى (يسار الاتحاديين) من (يمينه)، وهي لا تمثل ثقل هذا التحالف الذي تقوده – علمياً – أحزاب (الشيوعي، المؤتمر السوداني، (حق) و(البعث).
} كلمة (يسار) ليست (سُبة)، بل توصيف دقيق، ففي فرنسا، وبريطانيا وأمريكا هناك (يسار) و(يمين محافظ) و(يمين معتدل).
} نجحت الندوة وحشدت قوى المعارضة اليسارية نحو (ألفي) شخص بميدان الرابطة بـ(شمبات) الذي صار مركزاً لحراك المعارضة الجماهيري، على خلفية تظاهرات “سبتمبر” واحتساب (شهداء) من شباب هذا الحي إبان تلك الأحداث.
} أطلق الأستاذ “فاروق أبو عيسى”، الذي أصيب بعد الندوة بوعكة خفيفة “متعه الله بالصحة والعافية”، آطلق من صدره كل الهواء الساخن، وكذلك تحدث “إبراهيم الشيخ” (ممول) الندوة ورئيس الحزب المنظم لها.ولم تعترض قوات الشرطة، ولا جهاز (الأمن)، رغم إصرار المنظمين على الاكتفاء بإخطار السلطات دون انتظار (التصديق)!!
} ثم ماذا بعد ذلك؟!
} السؤال موجه لقيادة (التحالف).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية