اقتصاد

بدء تصدير المانجو السودانية وتوقعات بتوفير (10) ملايين دولار

غادرت البلاد الأسبوع الماضي أول شحنات فاكهة المانجو السودانية لأول مرة بعد انقطاع استمر لأكثر من عشر سنوات بسبب تخوف الدول من ذبابة البحر الأبيض المتوسط، وكانت الوجهة الأولى للمانجو السودانية دولة الأردن بعد إخضاع السلعة للمعالجة بالمركز السوداني لتعقيم الصادرات البستانية، الذي أنشئ لهذا الغرض بتكلفة بلغت مليون دولار في مرحلته الأولى .
وتوقع مدير المركز المهندس “عبد الرحمن محمد عبد الماجد” أن يحقق التصدير عائداً للخزينة العامة بمبلغ (10) ملايين دولار في المواسم القادمة، بعد توسعة المركز في المستقبل إلى (100) أطنان في اليوم بدلاً من (25) طناً في اليوم، ونبه إلى أنه عقب عمل المركز أبدت عدة دول استعدادها لاستيراد المانجو من السودان.
وأوضح “عبد الرحمن” أن دولة الأردن اشترطت عليهم عدة اشتراطات قبل أن تعتمد دخول المانجو السودانية، ومن بينها أن تتم عملية التعقيم في عبوات بلاستيكية، وأن تتحمل العبوات عملية التعقيم بالبخار الرطب على درجة حرارة (46.5) درجة مئوية ولمدة ثلاثين دقيقة، وأن ترفق مع الشحنة شهادة تثبت تعقيم الشحنة تحوي بياناتٍ عن الشحنة من حيث الوزن وعدد الطرود التي تمت معاملتها وسجل درجات الحرارة، على أن تكون هذه الوثائق مصدقة من موظف الإدارة العامة لوقاية النباتات السوداني المفوض بالتوقيع رسمياً في موقع المنشأة على شهادة التعقيم، وموقعة ومختومة بختم المركز السوداني لتعقيم الصادرات البستانية، مؤكداً أن السودان استجاب لكل تلك الاشتراطات وقام بمراعاتها في صادر المانجو
وفي السياق رحب منتجو المانجو في مناطق (أبو جبيهة) و(تجملا) بولاية جنوب كردفان وولاية سنار ونهر النيل بقيام مركز تعقيم الصادرات البستانية، حيث قال مورد المانجو “بشير صالح جبريل” إنه في السابق كان هنالك احتكار في السوق من بعض التجار للسلعة بجانب انعدام التسويق. وأشار إلى أن المنتجين استفادوا كثيراً من المركز الذي يعمل على تسويق الأصناف الصالحة للصادر كالمانجو أبو سمكة، مشيراً إلى أن المنتجين استفادوا كثيراً بتسويق منتجهم.
ولدى تفقده المركز أشاد وزير الزراعة والري مهندس “إبراهيم محمود حامد” بجهود مركز الصادرات البستانية في إعداد الصادر البستاني للخارج. وقال إن هنالك تقدماً ملحوظاً في تجهيز الصادر حتى يصل الأسواق الخارجية بمواصفات عالمية. ودعا لبذل المزيد من الجهود حتى يتم تصدير الموز السوداني للأسواق العالمية، كما أشاد الوزير باستيعاب الكوادر السودانية بالمركز خاصة العنصر النسائي.
ويرى مدير المركز “عبد الرحمن عبد الماجد” أن فتح أسواق للمانجو في الخارج مكلف بدرجة كبيرة، وقال: قمنا بمجهودات كبيرة حتى أثبتنا جودة المانجو في الكويت، وقمنا بعمل معارض ومحلات للتذوق للجماهير في المناطق العامة بالكويت. وقال إن المركز حالياً يعمل بنظام (الورديتين) ووفر فرص عمالة لمجموعة من الشباب.
وأضاف: (المركز زارته منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، والوكالة الوطنية اليابانية للتعاون الدولي. وأوضح أن المركز أسس وفقاً للمواصفات الأوربية المعروفة (اليوروجاب)، لافتاً بأن المركز يعتبر الأمثل من نوعه في أفريقيا والشرق الأوسط.
ويشير(م) “عبد الرحمن” إلى أن السودان باعتماد المركز لدى الحجر الزراعي الأردني، يكون قد حقق انتصاراً كبيراً من أجل انسياب صادراته البستانية إلى كل دول العالم، بعد فترة طويلة من عدم تمكنها من تجاوز متطلبات الاعتماد العالمي المصادق للبيئة.
وأضاف: (يعتبر هذا الاعتماد من أولى ثمار اجتماعات المجلس الاقتصادي العربي للجامعة العربية بالسودان، قائلاً: ( لا يفوتني أن أذكر أن هنالك جهات عدة كان لها الفضل في قيام المركز من بينها وزارة الزراعة الاتحادية).
وأبدى مدير المركز تفاؤلاً كبيراً بأن يسهم تصدير المانجو في دعم الخزينة العامة للدولة بالنقد الأجنبي، وتوقع أنه بنهاية الموسم الحالي يتم تصدير ألفي طن بما يعادل (6) آلاف شاحنة (لوري) بلغة (الخضرجية) على حد تعبيره. وتوقع أن يوفر التصدير حوالي (10) ملايين دولار بعد التوسعة في المركز في عدة ولايات منتجة للمانجو، مبيناً أنهم في الشهر الجاري سيتجهون إلى تصدير فاكهة المانجو المنتجة بولاية الجزيرة والخرطوم وولاية نهر النيل مايو المقبل أما الولاية الشمالية يونيو القادم، منوهاً أن السودان يتميز بموسم إنتاج مانجو يمتد إلى (7) أشهر في السنة، فضلاً عن جودة ومواصفات المانجو السودانية حيث تعتبر مرغوبة في جميع الأسواق العالمية، مؤكداً أن المركز يصدر أكثر من (17) طناً للدول العربية، وتجري المحاولات للوصول للأسواق الأوربية.
وأشار إلى أن وفداً من روسيا سجل زيارة للمركز وأبدى استعدادهم للتصدير إلى روسيا، مؤكداً أن ليبيا والكويت من الأسواق الواعدة للمانجو السودانية.
وقال “فيصل قطيشات” أكبر مستوردي الفواكه بالوطن العربي أن السودان يمكن أن يحتل موقعاً مميزاً في تجارة الفاكهة بالمنطقة، نسبة لما يتميز به من منتج طبيعي، وأكد أن الفرص موجودة في سلع المانجو والجوافة والموز والبطيخ والشمام. وأشار إلى أن حجم التجارة في هذه السلع يمكن أن يصل إلى (500) مليون دولار في السنة، حال وجد سياسة تسويقية جيدة.
وتنافس المانجو السودانية واليمنية المانجو الإسرائيلية في الأردن حيث يقاطع الكثير من الأردنيين فواكه المانجو المستوردة في بلادهم، كونها بشكل رئيسي تأتيهم من دولة الاحتلال الإسرائيلية، الأمر الذي يجعل عدداً كبيراً من الأردنيين لا يرغبون في تناول هذه الفاكهة أو شرائها حسب ما ذكرته وكالة الأنباء اليمنية الأسبوع الماضي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية